فضاء أمريكا المحرم

مشاهدات

 





سيف الدين ناصر


شهد العام الحالي ونحن لا نزال في بداياته حدثًا عسكريًا مهمًا حينما تم الإعلان عن كشف وجود بالون صيني يجوب الفضاء الأمريكي منطلقاً من الأراضي الصينية ومن ثم قرار الإدارة الأميركية بالتدخل العسكري من قبل القوة الجوية والتصدي لهذا الهدف الجوي واسقاطه في المحيط الهادئ قرب شواطئ ولاية كارولاينا الجنوبية.


تم اسقاط البالون وتصدرت عملية اسقاطه العناوين في جميع وكالات الاعلام وبدء تلك التصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي ظهر متفاخراً بهذا الأنجاز ليزف للمجتمع الأمريكي ان جيشه واستخباراته وقواته الجوفضائية قادرة على حماية سماء وفضاء أمريكا تجاه أي تهديد في الوقت الذي لاتزال القدرات العسكرية في كل العالم تقف عاجزة امام هذا النوع من الاهداف الذي سنذكر أسبابه لاحقًا.
بدأت الأستخبارات الأمريكية بتقييم هذا التهديد في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد ان أسست الصين أسطولًا من البالونات التي جابت الفضاء الأمريكي لعدد من المرات مما اثار قلق وكالة الامن القومي الامريكية وفعلياً بدء برنامج التصدي لهذا العدو وتم تخصيص الميزانيات للأبحاث في الفترة الأولى لتولي بايدن السلطة ونجحت التكنولوجيا الامريكية في الوقت الذي عجزت عنه باقي الجيوش.
التحدي الأول كان في تطوير برامجيات تلتقط الإشارات التي يرسلها البالون وحجبها عن المصدر حيث كانت مهمة البالون هي جمع الإشارات من الأرض وتحويلها الى داتا رقمية ترسل الى المصدر في الوكالة الصينية يرافق ذلك إمكانيات استطلاعية أخرى راديوية والكترونية وحتى تصويرية ، التحدي الثاني هو الاستفادة من تلك الإشارات لتحديد موقع البالون وتتبع مساره فالرادار لا يتمكن من التقاطه لعدم وجود عاكس راداري او مايسمى بالبصمة الراداريه ، التحدي الثالث هو تصميم برامجيات لحرمان المصدر من استقبال الداتا المرسلة وبذلك يكون البالون بلا قيمة ولذلك لاحظنا ان ايجاز وزارة الدفاع الامريكية ذكر ان البالون لايشكل أي تهديد ، اما التحدي الأخير فهو في وسيلة اسقاطه فهو لايحوي صدى راداري وليس له مصدر حراري مما أدى الى عدم قدرة الطائرات المقاتلة من اطلاق الصواريخ الرادارية او الحرارية إضافة الى تحليقه بارتفاعات عالية جدًا بعيدة عن السقوف العليا لتحليق الطائرات .
كان اليوم الرابع من شهر شباط هو يوم الاختبار العملي حينما أقلعت طائرات اف ٢٢ الشبحية المقاتلة وهي بكامل حمولتها للتصدي ونجحت في عملية إطلاق صاروخ سايدوايندر الحراري المطور طراز 9XM
والذي يشتغل بالية توجيه محدثة خصيصًا لتتعامل مع الأهداف الجوية التي لا تمتلك بصمة حرارية وباستخدام أمثل للمنظومات والمجسات والدوائر الالكترونية المزودة في خوذة الطيار الفريدة والتي تتكامل مع منظومات الطائرة وحلقت الطائرة رابتور اف ٢٢ على ارتفاع أكثر من ١٧ ألف متر فوق مستوى سطح الأرض واسقطت المنطاد الذي كان محلقاً على ارتفاع بين ١٨ الى ١٩ ألف متر.
اكتمل الاستعراض الأمريكي وتلاه اسقاط بالون آخر ولكنه من نوع مختلف فهو بالون صغير جدًا بحجم حقيبة سفر يطلقه طلاب مدرسة متوسطة في فلوريدا ويزودوه بجهاز تعقب جي بي اس ومسطره خلايا شمسية بحجم علبة سيكاير ليثبت للعالم ان فضاء أمريكا محرمًا وان القدرة الامريكية قادرة على اسقاط أي هدف جوي مهما كان حجمه.
الآن جميع مراكز العمليات في العالم أصيبت بالدهشة لهذا التفوق الأمريكي والذي ستزود به إسرائيل بكل تأكيد فالبالون تم كشفه وتحديد مساره قبل يوم من دخوله الاسكا وأعلنت الاستخبارات الجوية الامريكية انها تتمكن من تتبع أي بالون في جميع الكرة الأرضية وبدليل ان طائرة يو تو U2  الامريكية التي اشتهرت بعد اخذ سيلفي لطيارها مع البالون الصيني  ( الصورة المرفقة ) وبهذا الإنجاز يكون قد اسدل الستار عن تقنية كانت في نظر الصين تفوق فتحول بقدرات أمريكا الى مجرد بالون اعمى وابكم وأصم وصدق القول الذي كنا نردده في خطط دفاعنا الجوي ( عصفور فوگ دفاعاتنا ما يمر ) ، انه الاقتدار الأمريكي .



0/أرسل تعليق

أحدث أقدم