آمال صالح
أنا أحيا بعفويتي...
أحيا باختلافي...
أنا مختلفة عن الأخر... أسرد لحظاتي بكل عفوية...تنساب مني اللحظة بكل أرقها... وحزنها... الدمعة تتلوها الابتسامة... والقلق تتلوه السكينة...لا أعرف قرارا للأشياء...
أسافر أحيانا للبحث عن عناوين ضائعة أو غير موجودة...
أكتب عن دوائر تغزل الحنين في قلبي الشفاف... ورقة يومي تتناوب فيها فصول من ترف الشعور، ويفيض بي إلى أن أعتلي به سحبا وألوانا قزحية... وأحلم... الحلم هو واقعي...والخيال أحيانا يصبح حقيقتي، الخيال يعطيني مفاتيح الغد... يكتبني مثل أسطورة تنام منذ ألف عام.
كتب؛ لأني لست فقط أريد أن أعترف أنني مختلفة... ولكني أريد أن أقول لك أنت... يا من تقرأني في هذه اللحظة... أنك مختلف.
ربما نتلاقى في الأبواب المشرعة لهذا العالم الشاسع... نتلاقى في حيرته... في دوامة الزمن المنسي... نتلاقى على أرصفة المجهول يوما ما... يمر بنا نفس الإحساس في ذروة اليأس، واشتعال الأمل... ربما تلمح في عيني نفس الدمعة التي سكبتها مرات... وترى نفس الابتسامة... ربما...
ولكنك أنت... وأنا لست أنت... وهذا سر الوجود...
السر الإلهي الذي ينبض فينا... في كل خطوة... في كل درب وفي كل كلمة بصمة مفارقة... بصمتك أنت... ولكنك أنت...
وأنا لست أنت
تنأى مرايانا مهما تشابهت الخيالات... ومهما حدث لا يمكن أن نحمل نفس النظرة... يمكن أن نتقارب أن ننصت لبعضنا ونحلم... ولكن الحلم لا بد أن يكون مختلفا في تفاصيله... إننا نداعب الأحلام بطريقتنا وبعفويتنا.
العفوية هي الأنا المبحر في أعماق الوجود... إذا غابت عنك ابحث عنها في عمق ذاتك... عشها وسترى كم يحتفل الحضور من حولك... سترى ابتسامات لم تكن تدرك رسم ملامحها... سترى الجمال الحقيقي حتى في الوهن والتعب اليومي.
تستأصل جذور الغياب وتكتمل صورتك في مرآة الحياة... ستكتب عن نفسك بشغف طفل تعلم رسم الحروف...
أحببت ذاتي... يوم تقبلت اختلافي... يوم فتحت الأدراج المغلقة للطفلة الصغيرة... الطفلة الخائفة... المختبئة وراء جدران الطفولة... الجدران التي كانت تحميها من غدر الزمان... جملة كانت لا تأبه لها... فجأة لم تعد الجدران تحميها... ورحلة الحياة بدأت دون مقدمات...
من هنا بدأت رحلتي مع معاني الحياة... سلسلة تخبئ وراءها الأنا... سر الاختلاف وسر الوجود...
واليوم الذي يحلم... والغد الذي يأسر الأفق...
كلها أعلنت البداية...!
إرسال تعليق