لا شك في ان الاهل والاقارب يشكلون مصدر امان للفرد وان المرء مهما بلغ عمره ومركزه وعلمه بحاجه الى ذلك المجتمع المصغر الا وهو العائلة يحيطون به ويساندوه وقت الشدة ويفرحون له وقت فرحه.
فالانسان كائن اجتماعي بطبعه يتواجد حيث تتواجد الجموع ومن النادر ان يدخل حالة الانعزال المطلقة والابتعاد التام عن الناس الا في حال حدوث مأساة او صدمة تجعله يفضل العزلة والوحدة.
ان مجرد التفكير في كون اي فرد قد تربى بمفرده لهو مثار للحزن، اذ ان الانسان يكتسب طباعه وافكاره وتصقل شخصيته من خلال ما يتلقاه من تعليم إثر اختلاطه بالمجتمع والاسرة على وجه الخصوص.
وقد تحدث العديد من المفكرين والعلماء والاطباء النفسيين بهذا الامر مطولاً وبينو مدى تأثير الاسرة في بناء الفرد وبالاخص فرويد الذي تحدث في كتبه عن أهمية أول ٥ سنوات في حياة الإنسان التي اعتبرها الأساس في تشكيل جوهر شخصية الفرد عندما يصبح بالغ ، وفي نظر فرويد سوف تكون للطفل شخصية بناءة ومستقلة ومؤهل كإنسان سليم ومعافى عندما يتم التعامل معه بحب واهتمام ، لكن عندما يستخدم الأهالي الضرب والإهانة والتجريح على الطفل فتتكون لديه شخصية معاكسة للطفل السليم وذلك سيؤدي إلى تكوين شخصية إنفجارية أي فوضوي ومدمر وعبثي!
الثاني في أن الأهل شديدين ومتسلطين على الطفل عند تعليمه وهذا سيؤدي إلى أن يصبح متعصب ومتشدد وبخيل وجاد وإنسان متقيد بالنظام وغير مرن.
واكد على نظرية مهمة للغاية وهي ان اغلب العقد والامراض النفسية التي يعاني منها البالغون مثل عقدة “أوديب” للذكور وعقدة “أليكترا” للإناث سببها طفولة غير طبيعية واسرة غير متوازنة.
اما في روايتي ( غابة ادم ) فقد تناولت مسالة كيف ان المرء قد يكون الد اعداءه هم اقرب الناس اليه حتى دون ان يدركو ذلك ، وقد تؤدي الضغوطات والحروب النفسية التي يمارسها الاقربون الى ايصال المرء الى الهلاك.
فكم من ضحية وقعت في شراك الخديعة بسبب ثقتها وحبها لمن هم أقرب الناس.
ومن قصص الواقع التي شهدتها بنفسي : على الرصيف تجلس فتاة بملابس ممزقة ووجه مليء بالتراب تحمل معها كيساً فيه بقايا الطعام تكلم نفسها وتنظر الى السماء، حاول اهالي المنطقة مساعدتها واخذها الى مأوى للمتشردين لكنها رفضت وقالت انها تريد البقاء قرب منزلها وعندما سالت عن قصتها عرفت بانها الوريثة الوحيدة لوالديها الذين توفيا وتركاها وحدها وبسبب المال الوفير والمنزل الفخم الذي ورثته اصبحت مطمعاً لاقاربها الجشعين و بدؤا بالتخطيط لايقاعها في مصيدتهم ، وأوهموها ان المنزل مسكون بالجن والعفاريت والاشباح واستمروا على هذا النهج حتى اوصلوها للجنون واستولوا على كل ما ورثته من والديها .
فقد تصل اطماع البشر وحقده الى تدمير شخص قريب للحصول على المال او الجاه او السلطة.
لو قرانا سيرة اولاد هارون الرشيد الامين والمأمون لوجدنا انه عندما كان الأمين فى الخامسة من عمره، تم اختياره ولى عهد والده هارون الرشيد، وكان المفترض أن يصبح أخيه المأمون هو ولى العهد، لكن الأمين قام بتعيين ابنه موسى وليًا للعهد.
أثار هذا الفعل غضب المأمون الذي كان وجمَع حوله جيشًا عظيمًا، وسار به إلى بغداد فأطلق عليها النار بالمناجيق وخاض معارك شرسة مع أخيه الأمين، وبعد أربع سنوات من الحرب انتصر المأمون على أخيه وقُتلَ الأمين فى هذه الحروب.
وربما تكون قصة نبي الله يوسف أكثر الادلة على ذلك
فأشقاؤه الذين غاروا من حب أبيهم له لان سيدنا يوسف عليه السلام هو الوحيد الذي اختصه الله تعالى بالرسالة النبوية من أبناء يعقوب عليه السلام.
وغار إخوة يوسف من محبة يعقوب له، فتشاوروا في أن يقتلوه أو يبعدوه عن أرضهم حتى يحبهم أبيهم، فأخذوه ووضعوه في بئر عميق ثم تركوه، فأوحى الله تعالى له بأن هناك فرج قادم من هذه الشدة، في حين قام الأشقاء بأخذ قميصه ولطّخوه بالدماء وذهبوا به إلى والدهم يعقوب عليه السلام في المساء وهو يبكون حتى لا يستطيع معرفة غدرهم بشقيقهم.
فقال له أبيهم إنه يعلم إنهم يحسدوه لمحبته له.
أقدم قصص الانتقام والغدر هي قصة قابيل الاب زينت نفسه الأمّارة بالسوء له الانتقام من أخيه هابيل وذلك بأن يقوم بقتلِه، فقام بتهديده بالقتل، فأخذَ هابيل يعظه ويقول له أنّه ليس السبب بعدم تقبّل قربانه، وأنّ سبب القبول هو: تقوى الله، وحاول تذكيره بأنّ القاتل سيكون مصيره النّار وسيكون من الخاسرين في الدنيا والآخرة. لم يتقبّل قابيل نُصحَ أخيه له، وقام بقتله، وحارَ بأمرِ جثّة أخيه كيف يصنعُ بها؟ حتى بعث الله -تعالى- له غُراباً يُعلّمه ما يصنع؛ حيث تنازَعَ هذا الغراب مع غرابٍ آخر فقتله، فحفر حُفرةً في الأرض وقام بدفنِه فيها. وسُرعانَ ما شعرَ قابيل بالنّدم على فِعلته، وكيف أنّه عجِزَ عن سترِ جثّة أخيه، وعلَّمهُ ذلك الغراب، ولم يُحصّل أيّ فائدة من قتله سوى أن نال غضب الله وسخط والداه وإخوته.
على المرء ان يوازن بين العقل والعاطفة وان ينظر الى الأمور والمواقف بأسلوب تحليلي ويفهم ما بين السطور فيميز ما يضره وما ينفعه.
فعندما يكون أقرب الناس سبباً في استنزاف طاقتنا ومشاعرنا فيكون من الاجدر الابتعاد، لان الاستنزاف سيزيد من حدة الضغوط النفسية والعصبية والصحية وكثرة الضغط تؤدي الى الانفجار، والانفجار قد يكون سببًا في حدوث كارثة.
فالانسان كائن اجتماعي بطبعه يتواجد حيث تتواجد الجموع ومن النادر ان يدخل حالة الانعزال المطلقة والابتعاد التام عن الناس الا في حال حدوث مأساة او صدمة تجعله يفضل العزلة والوحدة.
ان مجرد التفكير في كون اي فرد قد تربى بمفرده لهو مثار للحزن، اذ ان الانسان يكتسب طباعه وافكاره وتصقل شخصيته من خلال ما يتلقاه من تعليم إثر اختلاطه بالمجتمع والاسرة على وجه الخصوص.
وقد تحدث العديد من المفكرين والعلماء والاطباء النفسيين بهذا الامر مطولاً وبينو مدى تأثير الاسرة في بناء الفرد وبالاخص فرويد الذي تحدث في كتبه عن أهمية أول ٥ سنوات في حياة الإنسان التي اعتبرها الأساس في تشكيل جوهر شخصية الفرد عندما يصبح بالغ ، وفي نظر فرويد سوف تكون للطفل شخصية بناءة ومستقلة ومؤهل كإنسان سليم ومعافى عندما يتم التعامل معه بحب واهتمام ، لكن عندما يستخدم الأهالي الضرب والإهانة والتجريح على الطفل فتتكون لديه شخصية معاكسة للطفل السليم وذلك سيؤدي إلى تكوين شخصية إنفجارية أي فوضوي ومدمر وعبثي!
الثاني في أن الأهل شديدين ومتسلطين على الطفل عند تعليمه وهذا سيؤدي إلى أن يصبح متعصب ومتشدد وبخيل وجاد وإنسان متقيد بالنظام وغير مرن.
واكد على نظرية مهمة للغاية وهي ان اغلب العقد والامراض النفسية التي يعاني منها البالغون مثل عقدة “أوديب” للذكور وعقدة “أليكترا” للإناث سببها طفولة غير طبيعية واسرة غير متوازنة.
اما في روايتي ( غابة ادم ) فقد تناولت مسالة كيف ان المرء قد يكون الد اعداءه هم اقرب الناس اليه حتى دون ان يدركو ذلك ، وقد تؤدي الضغوطات والحروب النفسية التي يمارسها الاقربون الى ايصال المرء الى الهلاك.
فكم من ضحية وقعت في شراك الخديعة بسبب ثقتها وحبها لمن هم أقرب الناس.
ومن قصص الواقع التي شهدتها بنفسي : على الرصيف تجلس فتاة بملابس ممزقة ووجه مليء بالتراب تحمل معها كيساً فيه بقايا الطعام تكلم نفسها وتنظر الى السماء، حاول اهالي المنطقة مساعدتها واخذها الى مأوى للمتشردين لكنها رفضت وقالت انها تريد البقاء قرب منزلها وعندما سالت عن قصتها عرفت بانها الوريثة الوحيدة لوالديها الذين توفيا وتركاها وحدها وبسبب المال الوفير والمنزل الفخم الذي ورثته اصبحت مطمعاً لاقاربها الجشعين و بدؤا بالتخطيط لايقاعها في مصيدتهم ، وأوهموها ان المنزل مسكون بالجن والعفاريت والاشباح واستمروا على هذا النهج حتى اوصلوها للجنون واستولوا على كل ما ورثته من والديها .
فقد تصل اطماع البشر وحقده الى تدمير شخص قريب للحصول على المال او الجاه او السلطة.
لو قرانا سيرة اولاد هارون الرشيد الامين والمأمون لوجدنا انه عندما كان الأمين فى الخامسة من عمره، تم اختياره ولى عهد والده هارون الرشيد، وكان المفترض أن يصبح أخيه المأمون هو ولى العهد، لكن الأمين قام بتعيين ابنه موسى وليًا للعهد.
أثار هذا الفعل غضب المأمون الذي كان وجمَع حوله جيشًا عظيمًا، وسار به إلى بغداد فأطلق عليها النار بالمناجيق وخاض معارك شرسة مع أخيه الأمين، وبعد أربع سنوات من الحرب انتصر المأمون على أخيه وقُتلَ الأمين فى هذه الحروب.
وربما تكون قصة نبي الله يوسف أكثر الادلة على ذلك
فأشقاؤه الذين غاروا من حب أبيهم له لان سيدنا يوسف عليه السلام هو الوحيد الذي اختصه الله تعالى بالرسالة النبوية من أبناء يعقوب عليه السلام.
وغار إخوة يوسف من محبة يعقوب له، فتشاوروا في أن يقتلوه أو يبعدوه عن أرضهم حتى يحبهم أبيهم، فأخذوه ووضعوه في بئر عميق ثم تركوه، فأوحى الله تعالى له بأن هناك فرج قادم من هذه الشدة، في حين قام الأشقاء بأخذ قميصه ولطّخوه بالدماء وذهبوا به إلى والدهم يعقوب عليه السلام في المساء وهو يبكون حتى لا يستطيع معرفة غدرهم بشقيقهم.
فقال له أبيهم إنه يعلم إنهم يحسدوه لمحبته له.
أقدم قصص الانتقام والغدر هي قصة قابيل الاب زينت نفسه الأمّارة بالسوء له الانتقام من أخيه هابيل وذلك بأن يقوم بقتلِه، فقام بتهديده بالقتل، فأخذَ هابيل يعظه ويقول له أنّه ليس السبب بعدم تقبّل قربانه، وأنّ سبب القبول هو: تقوى الله، وحاول تذكيره بأنّ القاتل سيكون مصيره النّار وسيكون من الخاسرين في الدنيا والآخرة. لم يتقبّل قابيل نُصحَ أخيه له، وقام بقتله، وحارَ بأمرِ جثّة أخيه كيف يصنعُ بها؟ حتى بعث الله -تعالى- له غُراباً يُعلّمه ما يصنع؛ حيث تنازَعَ هذا الغراب مع غرابٍ آخر فقتله، فحفر حُفرةً في الأرض وقام بدفنِه فيها. وسُرعانَ ما شعرَ قابيل بالنّدم على فِعلته، وكيف أنّه عجِزَ عن سترِ جثّة أخيه، وعلَّمهُ ذلك الغراب، ولم يُحصّل أيّ فائدة من قتله سوى أن نال غضب الله وسخط والداه وإخوته.
على المرء ان يوازن بين العقل والعاطفة وان ينظر الى الأمور والمواقف بأسلوب تحليلي ويفهم ما بين السطور فيميز ما يضره وما ينفعه.
فعندما يكون أقرب الناس سبباً في استنزاف طاقتنا ومشاعرنا فيكون من الاجدر الابتعاد، لان الاستنزاف سيزيد من حدة الضغوط النفسية والعصبية والصحية وكثرة الضغط تؤدي الى الانفجار، والانفجار قد يكون سببًا في حدوث كارثة.
إرسال تعليق