بقلم إبراهيم المحجوب
لا يخفى سراً على أحد ان العراق تعرض الى هجمة اعلامية كبيرة قبل الغزو الانجلو امريكي واحتلال بغداد... فلقد ساءت العلاقات مع الحكومة العراقية مع كل الدول المحيطة والمجاورة للعراق.. فآثار حرب الخليج الثانية مازالت قائمة وعدم الاطمئنان مع دول مجلس التعاون الخليجي مازال يشكل هاجس خوف ورعب لدى اغلب الخليجيين كونهم اصبحوا يعيشون في دوامة عدم الثقة وخوفهم من عودة قدرات الجيش العراقي الى سابق عهدها وكذلك تخوفهم الاكبر من علاقات العراق مع بعض الدول العربية التي كانت تبحث سرا عن مخرج يعيد علاقات العراق مع الغرب وخاصة بعد توجيه العراق عدة صواريخ لتل ابيب وهذا يعتبر مكسب عربي وتطور عسكري لو كان العراق بعيد جدا من غزو الكويت.. ولهذا نجد ان اغلب قادة دول مجلس التعاون الخليجي يراودهم القلق في حينها من عودة العراق الى الساحة العربية والدولية هذا من جهة اما من الجهة الشرقية فمازالت في حينها الاجواء بين ايران والعراق مشحونة وهناك انزعاج من العراق بعد ان رفضت ايران عودة الطائرات العراقية التي اودعتها الحكومة العراقية مضطرة على ذلك ومطالبة ايران من العراق بدفع تعويضات عن حرب الخليج الاولى كل هذه التطورات يرافقها المناوشات السياسية بين الحين والآخر مع الجارة الشمالية تركيا بسبب موضوع المياه الاقليمية ووجود مقرات لحزب العمال الكردستاني على اراضي عراقية وهو حزب محظور وجوده داخل تركيا...
من هنا نجد ان كل هذه الدول استخدمت او ربما أيدت بشكل مطلق الماكنة الاعلامية الغربية والتي بدأت حملتها بتسقيط النظام العراقي وعزل العراق عن عالمه العربي والاقليمي واصبحت بغداد فريسة لأطماع اغلب دول العالم. من هنا بدأ التسقيط الاعلامي وبدأت الولايات المتحدة تحشد دول العالم وخاصة الدول العربية مثل مصر والسعودية اللتان يعتبران دولتان لهما تأثير مباشر في الجامعة العربية ويمكنهما شق صفوف ووحدة البيت العربي وفعلا نجحت امريكا بذلك هذا من باب التسقيط اعلاميا. حيث ان الاعلام الغربي قام بنشر تقارير غير صحيحة مفادها ان العراق يمتلك اسلحة جرثومية وبايلوجية ويحاول استخدامها ضد دول المنطقة كافة وهذا ما وجد آذان صاغية لدى المواطن في الشارع العربي والعالمي عموماً وبعد ان تأكدت الولايات المتحدة الأمريكية ان اعلامها المضاد اخذ مفعوله بتسقيط العراق على مستوى الساحة الدولية... وان بغداد تم اسقاطها اعلاميا بدأت بتحشيد جهودها العسكرية يعاونها بريطانيا وهولندا وبعض دول العالم الفقيرة التي تعتاش على قروض البنوك الأمريكية وهباتها لها فقامت بشن حرب شاملة استطاعت من خلالها شل حركة الجيش العراقي وتدمير البنية التحتية للبلاد ثم قيامها بالغزو البري والجوي والبحري على العراق مستغلة بذلك ضعف امكانية الجيش العراقي وخاصة بعد قرارات الحصار على العراق وعدم استطاعته بتجهيز وتطوير ماكنته العسكرية.. وما ان دخلت دبابات المحتل الى بغداد واعلان اسقاطها عسكريا اعلنت بعدها الولايات المتحدة تغيير النظام ومطاردة كل رجالات الحكم في النظام السابق وتعيين حاكم مدني أمريكي واقرار قوانين جديدة اهمها حل الجيش العراقي وتشكيل جمعية وطنية تعنى بشؤون البلاد لحين قيام اول انتخابات تشريعية وكتابة دستور جديد للبلاد واليوم وبعد تسعة عشر عام يتسائل العراقيون عن وضعهم الديمقراطي الجديد وهل هو هذا ما كانوا يحلمون به....وهل سوف تعود بلادهم الى سابقة عهدها بالنسبة للعلاقات بينهم وبين اغلب دول العالم... واسئلة كثيرة في اذهان العراقيين لم تجد لها اجابة شافية.....
إرسال تعليق