بقلم / ابراهيم الدهش
من أبرز وأهم محطات حياتي كانت لقائي بالسيد السيستاني حفظه الله،
عندما هممت العزم لرؤية ومقابلة السيد السيستاني لأستمتع بلقائه وانهل منه بعض الكلمات والعظة وأتناول معه أطراف الحديث في بعض أمور الدنيا والدين، أخذت أمتعتي من المواضيع وسلكت طريقي إلى قصره الكبير كما يظنه البعض وعندما وصلت سكناه،
سألت من العنوان بالضبط فقال لي احدهم إنه يسكن في ذلك الزقاق وفي تلك (( الدربوبة ، ممر صغير )) يكون بيته القديم المرمم.
هنا وقفت في مكاني مذهولا مندهشا لما رأيته فهو بيت بسيط جدا وقديم من بيوتات مدينة النجف الأشرف القديمة وقفت اتساءل: السيد يعيش في ذلك البيت؟؟؟!
كيف لبيت بسيط جدرانه لها قدرة لتحمل كل ذاك العلم؟
وبعد لحظات عدت لهدفي وهو مقابلة السيد نبع العلم والعلماء في عصرنا الحالي، تقدمت واذا بطوابير من الشباب والكبار ومختلف الاعمار تتواصل للدخول الى بيته وإلْقاء التحية والسلام ،، سمحت لي فرصة بالدخول إلى السيد الجليل فطلبت مقابلته و دخلت مجلسه المبارك في ديوان بسيط طول سبع أمتار تقريبا وعرض اربع أمتار واذ برجل بسيط يجلس في احد زوايا الديوان بثياب بسيطة، مبتسم، تشع من وجهه مكرمات لا نجدها عند سواه من البشر.رحب بي وألقيت التحية على السيد الجليل وشيخين كانا في مجلسه
الوقور، فردوا التحية.
لم أتمالك نفسي عن البكاء ولا اعرف سبب البكاء والنحيب. وجه لي سؤال أحد المشايخ: هل تبكي من الذنوب؟
رفعت رأسي والدموع تنهمر وقلت: " لا " ابكي على العراق. فأومأ لي بيده لأجلس بقربه. قيل لي بعدها إن ذلك المكان الذي جلسته لا يجلسه الا القليل والقليل جدا واختفت جميع المواضيع والأسئلة التي جمعتها في ذاكرتي من شدة وقاره وهيبته وكأني أشم رائحة
الجنة فيه وسماحة وجهه وخجلي وانا في حضرته من ذنب اذنبته في حياتي أعلمه او لا أعلمه وتلعثمت في الكلام........
وعلمت أنّني في حضرت رجل من رجال الله على الارض.
لم يسعفني الكلام سوى طلبي منه الدعاء لي إنه يعلم لا احد يدخل الى مجلسه ويستطيع النقاش معه.....
ففي المكان سكينة ورائحة كأنها مهدئ للاعصاب وهدوء ممزوج برهبة من الله تعالى.
بعد خروجي من مجلسه الشريف وكأني كنت خارج نطاق الدنيا فرحتي لااستطع وصفها كما طمئنية في قلبي تحدثني ان الله باركني بزيارة رجل من رجاله تمنيت ان لا اعود لواقع الدنيا المتعب وان أبقى بسعادتي التي حظوة بها من الله ونشوة ألروحانية
إرسال تعليق