أبشع التجارب على البشر

مشاهدات





بقلم / هويدا دويدار


إن القضايا التى تندرج تحت قضايا الفضائح الإنسانية تظل تحت إطار التخفى إلى أن يكشف عنها الغطاء وتطفو على السطح مرة أخرى بسبب تفشى الأمراض إما نتيجة الحروب البيولوجية أو إجراء التجارب لمعرفة مدى فاعلية الأدوية على البشر دون علمهم ....

ومن أبرز تلك التجارب شراوشيطانية على أيدى الأطباء ففى العام 1952أجريت دراسة على سكان جزرمارشال وقد تم تعريضهم للإشعاع النووى وقد تمت ملاحظة النتائج على الضحايافى هدوء تام حيث سجلت حالات إجهاض ووفيات للأجنةداخل رحم الأمهات بالإضافة إلى تأثر نمو الطفال فى تلك القترة مع زيادة الإصابة بسرطان الغدة

وفى العام 1974أصيب ما يقرب من ثلثى سكان الجزيرة بالأورام السرطانية 

وفى العام 1939أجرى {ويندل جونسون}الطبيب الشرعى تجارب نفسية على ما يقرب من 22طفلاحيث تلقى نصفهم علاجا إيجابيا والأخرين تعرضوا إلى شحنة رسلبية قاسية أدت إلى خلل كبير فى قدرتهم على النطق لما أثر على حياتهم المستقبلية

وفى الحرب العالمية الثانية قام النازيون بإجراء تجاربهم الوحشيةعلى اليهود والغجر والبولنديين والمثليين جنسيا حيث تم إخصائهم قسريا وقاموا بتعذيب الأخرين عن طريق إجراء تجاربهم الغير أدمية حيث كان يتم تعريضهم للبرد لمدة طويلة بالوقوف بالثلج وملاحظة مدى تأثرهم كما قاموا بتعقيم النساء بإختبار بعض الأدوية وحقن الأجنة فى أرحام الأمهات

وقد وصلت حالات التعذيب إلى البتر بدون مخدر وحقن السجناء بالبكتيريا والأمراض عمدالدراسة آثارها 

وفى الحروب الباردة كان السجناء لدى السوفيت ضحايا للتجارب المميتة فقد سعى السوفيت إلى تطوير الغاز السام القاتل عديم الرائحة والمذاق فى المختبرات وتم تجريبة على السجناء دون علمهم 

وفى امريكا تمت التجارب العلميةخلال فترة العبودية المخزية فى تاريخ أمريكا بين العامى 1845:1849ةقد تمت العمليات دون أن يتلقى العبيد خلال تلك الفترة أى مخدر وقد أجريت للبعض منهم حوالى 30 عملية متتالية 

وقد أجريت تجارب الإشعاع المميتة خلال الحرب الباردة لمعرفة آثار الإشعاع النووى على البشر وإلى أى مدى يتأثر الإنسان وقد أجريت التجارب بشكل سرى فى عامى 1960:1971

وقد تم إخضاع عدد88 من الأفارقة إلى التعرض للإشعاع دون موافقتهم حيث كان الهدف منه دراسة نتائج الإشعاع على مرضى السرطان وقد أصيبوا حينها بالغثيان والقئ وآلام المعدة وفقدان الشهية 

وقى العام 1965:1966تعرض ما يقرب من 75سجين الى أبحاث جديدة للأمراض الجلدية فى السجون الأمريكية وتم حقن السجناء بجرعة عالية من الديوكسين السام تعدت 468ضعف الجرعة المقررة لتظهر على السجناء العدوى الجلدية وظل السجناء يعانون منها حتى بعد انتهاء الأبحاث فقد ظلت الولايات المتحدة الأمريكية تجرى تجاربها على البشر لمدة أربعون عاما على الزنوج الفقراء الأميين

فكل ماتم إحصاؤه موثق وظهر إلى العلن معلنا عن أبشع التجارب  التى مازلنا نعانى منها إلى اليوم حيث تقوم شركات الأدوية بإعتماد وإجازة تداول الأدوية داخل حدودها الدولية بعد تداوله لفترة طويلة فى البلدان الفقيرة ورغم الدروس القاسية وإدراج تلك الجرائم تحت بند التجريم إلا أننا مازلنا نعانى فهذه المرحلة لم تقدم سوى حضورا سيئا لاتجاهها بالمتاجرة بصحة البشر فلم نتخطى هذه المرحلة التى تعد من أبشع جرائم البشرية فلم نجد على وجه الأرض كائنات تواقة للإيذاء أكثر من البشر فيجتهد الكثير من المجتمعات إلى جمع وإقتناء الثروات على حساب الأخرين إذلابد من تقليص الفوارق بين المجتمعات المختلفة والسمو بالإنسان دون النظر إلى الحدود التى ينتمى إليها

 إلا أن البعض يعمى  بالنفوذ والسلطة وهنا يكمن بيت القصيد فالمشكلة لها اكثر من زاوية وباب ولكن الحل مايزال ممكنا ويبقى الأكيد أن العالم لم يعد يجد الخلاص على يد العلم فقط ولكن عندما يبعث الضمير الإنسانى من جديد

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم