ناموا يا بشر

مشاهدات



لبنى الحرباوي


ليس من الحكمة القتال في هذه الظروف، ربما يكون من الأسهل والأكثر كفاءة أن نطفئ أنفسنا قليلا لتوفير طاقتنا وربما استخدامها في أوقات أفضل.

تجديد الطاقة

ماذا لو قررنا نحن البشر.. جميعنا دون استثناء، الدخول في سبات شتوي أشهر هذا الشتاء. سيتطلب ذلك إيجاد أماكن للنوم.

يبدو الأمر فكرة مجنونة لكنه رغبة مكبوتة ومشتركة في أعماق البشر، لدى الأغلبية على الأقل، نحن نريد استراحة صغيرة من الحياة..

ماذا لو قلدنا الدببة التي تعيش في سبات لمدة ستة إلى ثمانية أشهر دون طعام أو شراب ونمنا ثلاثة أشهر لنستيقظ بعدها ونجد “الدنيا ربيعا والجو بديعا” وربما كورونا كابوسا بعيدا قد مضى.

ليس من الحكمة القتال في هذه الظروف، ربما يكون من الأسهل والأكثر كفاءة أن نطفئ أنفسنا قليلا لتوفير طاقتنا وربما استخدامها في أوقات أفضل.

جميعنا دون استثناء، تمرّ علينا أيام نتمنى ألا نغادر فيها فرشنا، يسمع البعض منا الأمطار الغزيرة وهي تتهاطل خارجا ويفكر في الكآبة التي تملأ العالم، ويقولون “ليتنا نعود إلى النوم”.

لم ينجح العلماء بعد في اختراع طريقة تجعل البشر ينامون وقتا طويلا، إذ أن الاحتفاظ بالأفراد مبردين ومخدرين لمدة أسابيع أو أشهر أو ربما سنين يبقى منطقة بحث مجهولة المعالم.

وقد أضفت روايات وأفلام الخيال العلمي جانباً رومانسياً على السبات، حيث تؤكد أن البشر يدخلون ويخرجون من حالة تشبه الغيبوبة بلا صعوبة رغم أن الواقع خلاف ذلك ولم يخلق الجسم البشري للتجميد.

في السنوات الأخيرة، توصل العديد من العلماء إلى الاعتقاد بأن قصص البقاء على قيد الحياة الغريبة ليست مجرد حظ أو مبالغة إعلامية بل هي مظهر من مظاهر القدرة الكامنة على السبات التي يمتلكها البشر شأنهم في ذلك شأن ثدييات أخرى تشبههم.

وتكافح مجموعة انتقائية صغيرة من العلماء قوانين الطبيعة لإطلاق السبات الاصطناعي لدى البشر. وإذا نجحت، فقد يصبح السبات الحل السحري لكل مشكلات البشر وستتأخر شيخوختهم، وتعالج أمراضهم المزمنة، وسينامون حين يصبح الطقس حاراً جداً، أو باردا جدا. سينامون خلال الحروب والكوارث الطبيعية، وسيستيقظون حين تستتب الأمور من جديد.

يمكن للبشر أيضا في حالة المجاعات، الدخول في سبات، يمكن أن يناموا بالتناوب؛ فبينما يقتات قسم منهم على ما يتوفر، ينام القسم الآخر مثلا. يمكن للسبات أيضا أن ينقل البشر إلى عوالم أخرى بعيدة عن الأرض، لا أحد يعرف ماذا يوجد فيها.

لنحاول البحث عن النوم الآن ونترك العلماء يفكرون في طريقة لإدخالنا في سبات.

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم