قطاف الاخباري " تلتقي  بالكاتب  والمخرج  المسرحي د. عبد الإله عبد القادر

مشاهدات

 


حاورته/ د. دنيا علي الحسني 

 

كاتب ومخرج مسرحي عراقي يفيض نبضه بلآلئ حضارة وادي الرافدين مهد الحضارات، شارك في الحياة الثقافية العراقية والعربية بشكل واضح خلال فترة حياته في العراق والإمارات سواء، كان في الكتابة أو المسرح تمثيلاً وإخراجاً وإدارة، وفي الإذاعة والتلفزيون، كتب عدة مسرحيات للأطفال، قدمت في مسرح الإمارات وبعض المسارح الخليجية، وترجمت العديد من مجاميعه القصصية إلى لغات أجنبية، ومنذ وصوله إلى دولة الإمارات عام 1980"" بدأ الكتابة في صحفها "الخليج" ،"البيان"، "الاتحاد"، وكذلك في المجلات التي تصدر في الإمارات والخليج والوطن العربي، وقد نشر له العديد من المقالات والدراسات المسرحية والأدبية والفنية، إضافة إلى عدد من القصص القصيرة ساهم في تأسيس جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية مع مجموعة من أدباء الإمارات بدعوة وبتبرع من الشاعر سلطان بن علي العويس، وكان عضواً في أول أمانة لها، وأميناً عاماً ومساعداً لشؤونها الإدارية، ثم عين مديراً تنفيذياً للمؤسسة بعد أن أشهرت بمرسوم أميري من حكومة دبي في مارس،"1994" قدم عدة محاضرات في أدب الإمارات لطلبة وطالبات الثانوية العامة في وزارة التربية، ويعمل محكم وإستشاري في عدة لجان تحكيم أدبية ومسرحية، وله الكثير من الإنجازات والنتاجات تمثل ثراءه الفكري والإنساني الرابض في عمق تاريخه العريق في بصرة العراق، وثغرها الباسم الذي أنجب فحول الأدباء والمبدعين بالعطاء الفكري الحر، الذي ينشد الفضاءات الشاسعة بالإبداع والإبتكار الحقيقي في عوالم جديدة .

"قطاف الاخباري " إستضافت د. عبد الإله عبد القادر الذي تحاورنا معه في جلسة نتجاذب أطراف الحديث لنعقب ما وراء رحلته من موروث ثقافي وخفايا وأسرار في عالمه الشاسع، بالإصغاء الحميمي والحماسي لهذا الحوار. 

 

* د. عبد الإله عبد القادر كيف تصف رحلتك مع الكتابة القصصية والإخراج المسرحي منذ عقدين وأنت منغمس في كواليسه ؟

- هذه الرحلة بدأت منذ صغري، فأنا ابن عائلة معروف عن أهلها إهتمامهم بالثقافة، على سبيل المثال ثلاثة من أخوالي أعلام، خالي محمد عبد الوهاب، كان رساماً وخطاطاً، وخالي أحمد الخطيب من أوائل المسرحيين، أما محمود عبد الوهاب فبالإضافة إلى كونه من كبار النقاد مهتم بالترجمة وكتابة القصة القصيرة، حيث فاز كأحسن قاص في الوطن العربي عام "1952"، فهذه مسيرة طويلة تحتاج إلى لقاء خاص.

 

* هل أحداث القصص التي تعرضها في مسرحياتك من وحي الخيال أو الواقعية؟

-  الخيال يخدم واقعية العمل الأدبي والفني فبدونه لا يمكن لأحد أن يبدع بما في ذلك الفنون التشكيلية والشعر والموسيقى .

 

* كيف ترى العلاقة بين المسرح والحرية وهل يؤدي المسرح الراهن دورة المطلوب؟

- المسرح والحرية صنوان لا يمكن أن ينفصلا.

 

* تتعاقب على خشبة المسرح أجيال متعاقبة من الممثلين والمخرجين والمؤلفين ما توجيهك بحكم تجربتك الطويلة في المسرح للجيل الحالي الذي يقف اليوم على خشبة المسرح؟

- لا أملك توجيهات، فكل جيل يملك إبداعاته وإرتباطه بالحياة، فالمسرح ابن المجتمع ولابد أن يعالج قضاياه، ولكل عصر له همومه وتطلعاته ولا أملك سلطة على الأجيال التي جاءت من بعدي.

 

* من خلال تجربتك مع كتابة القصة والنص المسرحي هل تشعر بأن القصة والمسرح في العالم العربي في تطور أم في تراجع؟

- مع الأسف لا أجدهما يتطوران بحكم المستجدات في الحياة من تقنيات وعوالم أخرى، إلا أني أجد أن القصة تطورت نسبياً بينما المسرح ظل مراوحاً في مكانه على الأقل رغم كل محاولات فناني المسرح الشباب على تطويره.

 

* إلى أي مدى تتفاعل ككاتب للقصة والنص المسرحي مع تيارات الحداثة؟

- الحداثة أمر لابد منه، وأي مبدع لا يتفاعل مع هذه التيارات سيكون متأخراً بلا شك، ولا سلطة للكاتب أو الفنان إلابالإبداع ومسايرة التيارات التي يعيشها العالم .

 

* في عصر العولمة والإزدهار وتعدد وسائل الترفيه وبكل ما يحتويه الأنترنيت من سوشل ميديا وقبلها السينما ثم التلفزيون هل يمكن لفن المسرح الرهيف الحساس أن يحتفظ بمواقعه وما يحمله من قيم فكرية وثقافية ؟

- عصر العولمة والسباق التقني السريع أستطاعت السينما الإستفادة من التقنيات الحديثة، وكذلك التلفزيون لسهولة التطور التكنولوجي في هذين الفنين، إلا أن المسرح لم يستفد كثيراً من هذه الإستكشافات رغم المحاولات الحقيقية لتجميل صورته، ومحاولة الكثير من المسرحيين الشباب من أجل تطويره وإعادة الوهج إليه

 

*عندما تكتب نصاً مسرحياً هل ثمة منهج معين تتبعه هل تميل إلى أحد التيارات الإبداعية  المعروفة الواقعية أو الرمزية أو السريالية أو التجريدية الخ..؟

- النص وليد لا يملك صاحبه أن يجد له المواصفات أو الإنتماء، وأحياناً تختلط المدارس، إلا أن كتاباتي للأطفال 

كنت أضطر لخلق عوالم إبداعية من أجل الوصول إلى الطفل ونجحت بذلك كثيراً. 

 

* ماهي المشاريع الفنية التي تأجلت بسبب وباء كورونا وماهي طموحاتك للمستقبل؟

- جائحة كورونا ذات حدين، فبعض الفنانين وهم داخل السجن الإجباري في بيوتهم، حاولوا الكتابة، إلا أن البعض الآخر وأنا منهم ظلت كورونا قابعة في وجداننا وعقولنا وستخرج في الوقت المناسب بلا شك بعد عودة الحياة إلى طبيعتها.

 

* لا شك للأدب مهمة أو بالأحرى رسالة إنسانية نبيلة تريد أن توصلها للأجيال الحالية والقادمة ؟

- الجواب في طبيعة السؤال، فالأدب والفن بلا رسالة سيموتان سريعاً وإن رأى النور لفترة قصيرة، وتجربتنا مع المسرح والفن التجاري واضحة فمثل ما ظهر هذا الجانب وأنتعش في زمن ما، نراه يخبوا أيضاً مع رحيل رموزه.

 

* المبدع العربي حقه مهضوم ولا يلاقي أدنى إهتمام ويعاني من الفقر واللامبالاة في وطنة بماذا تفسر ذلك؟

- السلطات المختلفة تخاف من المسرح الحقيقي، فعروشها تهتز وترتجف من المسرح، ولذلك حاولت بعض السلطات الدكتاتورية أن تسيطر على هذا الجانب الإبداعي بشتى الوسائل.

 

* رؤيتك للواقع الثقافي والفني في الإمارات التي تقيم فيها حالياً بشكل عام،  والمستوى المسرحي بشكل خاص ؟

- الإمارات حالة خاصة، مثلما تطورت الحياة وإرتفعت ناطحات السحاب تلازم معها تطورات موازية خاصاً في مجالات الإبداع المختلفة، وكذلك  المسرح بعد دخول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة - عضو المجلس الأعلى، ليس بدعم مادي فحسب بل بأن يكون أحد هؤلاء المبدعين في كتابة المسرح ونشره عنوان؛


الروايات (رحيل النوارس، والجهجون ) هو عنوان مثير للدهشة هل هو واقعي او متستر بستار الرمزية وهل هناك جمل شعرية وجمل درامية متداخلة ؟

- ليس هناك من عنوان لا يفسر تحته واقعاً آخر، فالدرس الأساسي أمام الممثل مثلاً؛ أن يبحث ما بعد السطور في المسرحية لا أن يردد الديالوج ترديداً دون فهمه، وعليه سبر الجملة للوصول إلى ما يريده الكاتب.

 

* ما الفرق بين المسرح العربي والمسرح الغربي؟ وما هو مفهوم التجريب في المسرح الغربي والعربي في مساراته وخصوصياته؟

-  نقد المسرح الغربي ومقارنته بالمسرح العربي في إطار النقد المقارن صعب تلخيصه في سطور، فلكل مسرح ظروفه، ومدى الحرية التي يتمتع بها، وبالتالي لا يحتاج إلى تفاصيل كثيرة حتى لا تصبح الإجابة مجرد كلمات لا تعطي السؤال حقه فالسؤال إجابته طويلة وعميقة .

 

* نتيجة الحروب والصراعات المستمرة في المنطقة العربية خلال الحقبة الأخيرة طالت تداعياتها إلى تدمير الهوية الثقافية العربية ما منظورك عن هذه الإشكالية ؟

- الحروب مصيبة العالم ووسيلة لتدميره، فقد إستطاعت ليس فقط تمزيق الهوية الوطنية،إنما غيرت في مفاهيم المجتمعات وتدمير القيم التي كانت سائدة ولتلخيص الإجابة مثل ما حدث في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية وظهور المدارس الحديثة في مجمل الآداب والفنون، والمتغيرات التي طالت المجتمعات الأوربية مثلما طالت الآداب والفنون والتكنولوجيا والطب والعلم بأشكاله. 

 

السيرة الذاتية

ولد في البصرة، العراق عام 1940، كاتب ومخرج مسرحي عراقي. حاصل على بكالوريوس آداب وماجستير أدب مسرحي، ويحضر دكتوراه دولة في الأكاديمية الوطنية لجمهورية قيرغستان، يتقن اللغتان العربية والإنجليزية، ويعمل حالياً مديراً تنفيذياً لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، الإقامة دبي .

 

 



0/أرسل تعليق

أحدث أقدم