الوزير بتواضعه

مشاهدات



كاظم المقدادي


منذ غياب الدكتور سامي المظفر .. الاكاديمي المرموق ، صاحب المواقف الوطنية .. والاسرة التعليمية بانتظار من يأت الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لاكمال المشروع التعليمي والنهوض به لاعادة العراق الى مكانته العلمية ، ليكون في صف الدول المتقدمة التي تتباهى في سمعة جامعاتها ، وكفاءة اساتذتها ، ونوع انجازاتها .

وبعد اختيار الدكتور نبيل كاظم للوزارة عادت الآمال من جديد لتعود وزارة التعليم العالي كما كانت ، متألقة في مناهجها ومسيرتها الراسخة .

ومع احترامي لجل الوزراء الذين تم تكليفهم بمسؤولية النهوض بواقع وزارة التعليم العالي .. فهم لم يضيفوا للعلم وللاسرة التعليمية شيئا مهما .. واخذوا اكثر مما تركوا.. وهم ساهون لاهون في صراعات احزابهم وكتلهم .. بعد ان تركوا متطلبات شرف ومهام التكليف ، ولم يحرصوا على امانة ورقي عجلة التطور .. في وزارة تعد من اهم الوزارات ، في زمن تلاشى فيه العلم .. وتوارى فيه الحلم .

كنت معنيا بمتابعة الخطوات الجديدة التي يتقدم بها السيد الوزير .. وهو يتحرك بعقل مستنير ، لاعادة تشكيل الخريطة العلمية والاكاديمية في وزارة التعليم العالي .. ومتابعة المستويات العلمية للجامعات المتقدمة في العالم .. لكن ( وباء كورونا ) وقف عائقا ومانعا امام فرصة الانجاز ، وحلم التغيير . والنقلة النوعية المنتظرة .

اعرف الرجل .. منذ ان كان عميدا لكلية الخوارزمي ثم رئيسا لجامعة ذي قار ، بعدها رئيسا لجامعة النهرين .. واخيرا وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي .. وهذا التدرج البين في المراكز العلمية منحه القدرة على التنظير، والجرأة في التغيير .

انه يخوض معركة داخلية صعبة وشرسة نتيجة تداخلات الاحزاب الفاسدة ، وتقاطعات المصالح الانية الضيقة واصرار البعض ليظل التعليم مرتعا للجهل وليس للعلم .. فالرجل كان مشغولا بانتشال التعليم من واقعه المحزن ، ومن التراكمات القاتلة .. بسبب بقاء العناصر الفاسدة ، وقد وقف بقوة بوجه القرار الاخير والخائب الذي تم التصويت عليه في مجلس النواب ، والذي جاء لصالح اصحاب الشهادات المشبوهة ، من الذين ارادوا الغاء شروط القبول في الدراسات العليا ، وتجاوز المحددات العلمية الثابتة .

ومنذ توليه منصب الوزير ..كنت اود ان التقيه لمعرفة ما يدور في خلده من اجتهادات جديدة ، في حقول العلم والمعرفة وطرائق واجتهادات النظم التعليمية الحديثة ، ومستويات الجودة .. لكني كنت اخشى ضيق وقته ، وكثرة مشاغله .. وحجم مسؤوليته .. الى ان فوجئت قبل ايام باتصال خاص منه .. معاتبا عدم تواصلي ، مستفسرا عن غيابي . وكان هاجسي ، وحديثي معه شاملا عن التعليم وتفرعاته .. وانتهى بضرورة انهاء ازمات الكليات الاهلية ، والتداخل الحاصل بين ادارة الكلية والمستثمرين ومنها (كلية الفارابي الاهلية ) التي تعاني من تقاطعات واختلافات في مسيرتها الادارية والمالية .

ولاني كنت احد الذين نهضوا بها علميا واعلاميا .. ومؤسسا لقسم الاعلام فيها ، لي حق القول :

ان كلية الفارابي كانت تاسست وهي تزهو بكفاءة اساتذتها ورصانة مناهجها ، وحداثة مختبراتها ، وسعة مساحاتها ، وجمال حدائقها .. وكانت ومنذ بداياتها منارا علميا يحتذى به في العلم والقيم المعرفية .

اليوم .. وهي تعاني من مشكلة مزمنة ، سببها عدم ابتعاد ادارة الكلية عن المؤسسين والمستثمرين . اليوماجد الامال معقودة على اهتمامات واجراءات السيد الوزير الدكتور نبيل كاظم .. ليعيد هذا الصرح العلمي الرائع الى مكانته الطبيعية ، بعيدا عن المصالح الانية الضيقة ، والممارسات غير العلمية .

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم