لا تقلق من القلَق

مشاهدات

 





      محمد عبد المحسن

عند خروجك من البيت ، هل تعود إلى الباب لتتأكد من أنك أحكمت إقفاله ؟.
وهل تعاود فحص أبواب سيارتك عند إيقافها في مكان عام ، أو تفعل ذلك في البيت قبل نومك لتتأكد أنك أقفلتها ؟.
وحين تكون على موعد، هل تعاود النظر إلى ساعتك مرات لتطمئن إلى أنك لم تتأخر ؟.
وهل تعاود فحص حقيبتك اليدوية أكثر من مرة قبل توجهكِ إلى العمل لتتأكد أنك وضعت فيها ما تحتاجه من أوراق ؟.
وهل تعيد تفحّص جيوبكِ قبل توجهك إلى المطار لتطمئن إلى أنك حملت جواز سفرك وتذكرة السفر ؟.
وحين تنتظر دورك للدخول إلى اختبار ، هل ينتابك شعور بعدم الإطمئنان والتهيب وتظل تسابق الدقائق مراجعاً ومتهيّئاً دون شعور بالإطمئنان  ؟.
إذا كانت إجابتك بالإيجاب فأنت تحمل شخصية قلقة تبعد عنك راحة البال والإستقرار .
لكن ، مع هذا تستحق التهنئة على هذا القلق المرهق ؛ وهذه التهنئة ليست مني ، بل هي حاضرة في نفسي منذ سنين طويلة منذ استمعت إلى محاضرة للمرحوم الدكتور علي كمال، أستاذ الطب النفسي ، حيث قال إنه يهنّئ كل من يشعر بالقلق، فالشخص القلِق يكون أكثر من سواه احتياطاً عند مواجهة مواقف الحياة ، ويكون بعيداً عن الإهمال، ولا يترك الأمور للصدفة .
القلق إذاً يرتبط بالدقة والتنظيم والحرص وحسن التهيؤ ، وهو بهذا عامل من عوامل النجاح .
والقلق يعود في الأساس إلى تركيب الشخصية، فهو يرافق الإنسان دون اختيار منه، لكن نتائجه الإيجابية تستحق تدريب كل فرد على الحذر والإحتياط واكتساب سلوك التحوّط والإستعداد المبكّر وحسن التحضير .








0/أرسل تعليق

أحدث أقدم