كتاب الأمة ومثقفوها في قفص الاتهام!

مشاهدات

 






موفق الخطاب


لعلكم تتفقون معي سادتي بأننا ككتاب اسهمنا وأسهبنا كثيرا في العقدين الماضيين في تناول القضايا السياسية المحلية والدولية  ,وغرقنا في ادق التفاصيل حول الملفات الساخنة في الوطن العربي كإستعراض وتحليل للأحداث وإفرازاتها بأسلوب التضخيم تارة والتأزيم مرة أخرى, دون  تبصرة القارئ من طبقة الشباب وإرشادهم , وغفلنا عن المساهمة بوضع الحلول الجذرية  لتلك الازمات أولا بأول والتقصي قبل ذلك في جذورها ومسبباتها, والتي تعاني منها الاوطان والمواطن على حد سواء, وتحاشي الكثير منا مصارحة الحكومات والقيادات والتي كان لها  النصيب الأوفر بسبب سياساتهم  الخاطئة المبنية على قصور في التفكير لعواقب الأمور وما يعقبها من قرارات اغلبها تأتي من التعنت والتكبر والعجرفة او الركون  لمستشارين غير اكفاء  يتخللهم  مدسوسين وعملاء , فأحجم  الكثير منهم عن قول كلمة الحق اما تخوفا من الملاحقة والتصفية عند غضب الزعماء ,او التطبيل والتملق لاسترضائهم  وطمعا لسخائهم وقربهم , فداهن البعض على حساب الوطن حتى اطبقت علينا  الرزايا والبلايا والمحن.

 ولقد ابتعدنا كثيرا عن التحليل المنهجي والأسلوب العلمي في تناول تلك الاحداث ,ولا يكاد يحضى المواطن من بين الكم الهائل من الكتابات والتحليلات على اي حلول ومخرجات من الممكن التعويل عليها لتخفيف الضغط الهائل الذي يعانيه ومن كل الاتجاهات فوق رؤوس الطبقة الكادحة .

 فلم يعد هنالك مساحة  للثقة بكل ما يكتب وما يقال لأن المواطن قد وصل الى  قناعة تامة مع أعلى درجات القنوط واليأس معا باستحالة خروجه من المأزق الذي حشر فيه, وان الجميع يتاجر بمعاناته دونما خجل ولا وجل, وان ما يمارسه السياسي والبرلماني هو خداع مفضوح وهو كما يقال له ( البرستيج ) أو الظهور الإعلامي لا غير ,دونما توافر النية الصادقة عند الغالبية بمعالجة أي ملف يمس المواطن ومعيشته وخاصة جيل الشباب, مما ترك كما هائلا من المشاكل التي لم يعد باستطاعة أي جهة رسمية أو جهد حكومي او منظمات مجتمع مدني من استيعابها وحلحلتها , ومع كل دورة برلمانية وتشكيل حكومة  تنفيذية ترحل تلك العقبات الكئداء المتفاقمة بأسلوب التسويف مما أوصل الكثير من الأوطان الى حالة الغليان وبعضها  للانفجار!!

 ومع اتساع وسهولة نقل المعلومة في كل وسائل التواصل الاجتماعي اتسعت معها رقعة التيه التي يعيشها جيل الشباب في بلدانهم  والذي افرز بسببه تضائل إحساسهم بالانتماء الوطني ,فلم يعد الوطن بل حتى القيم والدين من أولوياتهم  بعد ان حوصروا في أمنهم ولقمة عيشهم وامتهان كرامتهم وضياع مستقبلهم!!

وللأسف وكنتيجة حتمية لكل تلك السياسات الطائشة والديكتاتوريات المتسلطة وما افرزته من حروب طاحنة  تفشى معها الإرهاب الفكري والعنف المجتمعي والاسري والتطرف الضارب في الكثير من بلادنا العربية وما رافقه من الفساد المستشري في أوساط الطبقة الحاكمة في اغلب البلدان التي تربعت بمشاركة وحماية المافيات العالمية التي وجدت ضالتها في دولنا الغنية بالثروات الطبيعية,  والتي تعتبر ان واردات وخيرات الأوطان هي استحقاق وإرث شرعي لها  حصلت عليه او بالنضال الطويل، فهي تستحل الاستحواذ عليه بمباركة علماء السلاطين ثم ترمي بالفتات كهبات على شعبها المسكين..
وللحديث بقية













0/أرسل تعليق

أحدث أقدم