السلاح – أفكار بسيطة

مشاهدات


 


د. شاكر كتاب
أستاذ جامعي وناشط سياسي



(1). إن أبسط خدمة يقدمها "السلاح" وأسرعها هي الجريمة.
(2). من يحمل "السلاح" يتحول من إنسانٍ عاديٍّ إلى مشروع قاتل.
(3) من يحمل "السلاح" يكون أقرب من غيره الى ارتكاب الجريمة وبالتالي سيطلق القضاء والمجتمع عليه توصيف المجرم.
(4). "السلاح" صنع أصلاً للقتل. فكرة "السلاح" منذ فجر التأريخ الى يومنا هذا لم تأت الّا لغرض قتل الآخرين.
(5). و "السلاح" سيان أكان سلاحاً بسيطا عاديا شخصياً او كان نووياً هو واحد. مهمته القتل.
(6). المجتمع الذي تكثر فيه الأسلحة ويكثر فيه حملة السلاح لاسيما الشخصي هو مجتمع يكثر فيه وقوع الجريمة ويكثر فيه ضحايا "السلاح": قتلى - ثكالى - أرامل - أيتام. بفضل "السلاح".
(7). تتباهى الدول المتوحشة بامتلاكها شتى أنواع الأسلحة القادرة على فناء دول برمّتها وتدمير مدن بكاملها. دون ان يتذكر هؤلاء القائمون على القرار في تلك البلدان أعداد القتلى من ضحايا أسلحتهم الإجرامية هذه.
(8). صانعو الاسلحة من المسدس حتى النووي هم عباقرة الفكر الاجرامي ودهاقنة ثقافات الدم. مكانهم دائما مزبلة التاريخ وقاع الجحيم.
(9). الوسطاء وتجار الأسلحة يدركون جيداً أنهم يتاجرون بدمائنا وبأرواحنا وعلى أياديهم نهايات حياتنا ودمار بلداننا.
(10). صنّاع الأسلحة وتجارها هم أعداء الانسانية. هم الهمجية بعينها لكنها مغلفة بجمال ملابسهم وأربطة أعناقهم وسياراتهم الفارهة ومكاتبهم الراقية وقصورهم الخيالية وأرصدتهم وكل ما يغطي جرائمهم بحق البشرية.
(11). في بعض البلدان تجري عمليات تدريب للأطفال في المدارس على "السلاح" كي ينشأ الطفل رجلاً شجاعاً! في حين هم يزرعون فيه شتى الأمراض النفسية والعقلية والاجتماعية. من قال لكم أيها البهائم ان دماغ الطفل يتحمل صوت الرصاص وان أزيزها يبقي على طبلة الأذن سالمةً؟ في بعض بلدان العالم المتقدم يمنع استخدام منبهات الصوت من قبل سائقي السيارات داخل المدن والمناطق المكتظة بالسكان تجنباً لإزعاج الناس ولاسيما في الشوارع المحيطة بمدارس الأطفال والمستشفيات.
(12). في بلادنا حمل "السلاح" مفخرة. واستخدامه مرجلة.
(13). في حديث مع طلبتي عن الصورة الجميلة في الأدب تطرقنا الى الجمال في الشارع ووصلنا الى سؤال وجهته الى الطالبات حصرا : أيهما أجمل وأقرب الى الاطمئنان الشاب المدجج بـ "السلاح" أم الشاب الذي يحمل الكتب او مجلة او جريدة ؟ وتركت الأمر لهم ولم انتظر الجواب فالحديث كان عن جمال الشكل وعلاقته بالمضمون.
(14). انا على يقين ان العائلة تكون اكثر اطمئناناً على أبيها أو ابنها وهو غير مسلح من ان يكون مسلحاً. فهو (المسلح) إما ان يقتُل في أية لحظة أحداً ما أو ان يقتله أحدٌ ما.
(15). تعالوا ندعو الى حملة نزع السلاح من كل البشرية. من مجتمعنا كله. ويبقى السلاح الرسمي فقط بيد الدولة وأجهزتها الرسمية الأساسية والتي ينبغي ان تخرج به الى معسكرات خارج المدن بعيدا عن أنظارنا وتجنباً لإزعاج المجتمع بمناظر بشعة مقلقة يمثلها "السلاح" ومن يتبجح به.
(16). تعالوا ندعو الى قانون منع منح تراخيص حمل "السلاح" لعامة الناس ويحصر "السلاح" فقط وفعلاً بيد الدولة ومؤسساتها الرسمية وهي المسئولة عن حماية حياة الناس وممتلكاتهم.
(17). وهي في الوقت نفسه دعوة لإجراء تغيير شامل في المنظومة السياسية وبشكل الدولة لتقوم مكانها دولة ذات نظام مسئول وحريص على حياة الناس وعلى سلامة ممتلكات المواطنين.
آنذاك بإمكاننا ان نحلم بمجتمع منزوع "السلاح" .

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم