أ . د . سامي الزيدي
في ظل تصاعد الأزمة السياسية في العراق وانكماش الحلول ودخول العراق في مرحلة الاختناق السياسي يظهر علينا بعض المحللين السياسيين الذين يضعون أمام أسماؤهم القابا علمية( رئيس مركز .... ) وغيرها لينبري في تحليل الأحداث السياسية ويتكهن بما سوف يحدث والحقيقة أنه لايملك شيئا يمكن أن يعد تحليلاً علميا للأحداث .. فهو إما متحزب لجهة ما أو أنه حاقد على جهة أخرى أو لديه مشروع يريد أن يدعو له .. وأغلب المحللين السياسيين يحاولون أن يدسوا السم بالعسل او يصبوا الزيت على النار .. بل أن أغلبهم لا يملك حلا إنما يرددون المفردات نفسها .. وقسم ليس بالقليل منهم ينفذ أجندة القنوات الفضائية التي لديها مشروع تريد تحقيقه على حساب الشارع مما تدفع المحلل إلى تبني خطابها دون أن يعلم من خلال وجود العديد من مقدمي البرامج البارعين.
وآخرون يدعون إلى إشعال الشارع بالفتنة بدلا من تهدئة الشارع ومحاولة الدفع باتجاه الحلول بدلا من التعقيد فضلا عن أن المحلل السياسي يجب أن يتمتع بالموضوعية وعدم الانحياز إلى جهة على حساب الأخرى كونه يقرأ بعقلية الباحث لا بعقلية المنتمي . ويجب أن يكون مثقفا ومؤديا وخلوقا وصبورا في طرح الأفكار لا متعصبا للفكرة ولا بذيئ الألفاظ ..
المحلل السياسي ليس له علاقة بالاطراف المتخاصمة وليس طرفا في الصراع أو النزاع لانه إن كان كذلك فهو ليس محللا سياسيا إنما هو سياسي يدافع عن أفكاره ومشروعه فلا يقال عنه محللا سياسياً .
البعض من المحللين السياسيين يحتاجون إلى إصلاح منظومتهم الداخلية كما يحتاجون إلى مكاشفة مع الذات في مقدار دفعهم إلى الفتنة الهوجاء .. فهم مسؤولون مسؤولية كبيرة عما سوف يحدث (لا سامح الله) كونهم دفعوا إليها بحماسة .
واخيرا أن هناك من يدعي أنه محلل سياسي وهو لا يملك القدرة على تحليل ما تحت قدمه فكيف به وهو يتكهن بالامور .. ثم إن الأفكار لا تخضع إلى معيار معين لذا شمر الكثير من فقراء المعرفة ليطلقوا على أنفسهم محللين بدعم من قنوات معروفة الولاء والاجندة حاملين خطاب الفرقة والتمزق وداعين إلى الفتنة بين أبناء الشعب الواحد .
فحذاري من هؤلاء أن يعصفوا في اذهانكم انكم امم وفرق مشتتة فأنتم أمة واحدة يجمعكم الوطن والمصير المشترك فلندعو جميعا إلى الإخوة والتلاحم وحل مشاكلنا عبر القنوات الدستورية والقانونية ونصلح الفاسد من امورنا بعيد عن العنف والفرقة فجميعنا متفق على الإصلاح والإصلاح هدف الجميع ونختلف على الآليات فالحوار ممكن أن يجد الأليات المناسبة للإصلاح الذي أصبح مطلبا وطنيا وشعبيا دون فتنة وانقسام وتقاذف.
وللأمانة أقول إن بعض من المحللين يمتلكون رؤية ممزوجة بحس وطني وإنساني ويحاولون أن يهدأوا الشارع ولا يشحنون الذهن بشحنة العنف والاقتتال ويقفون إزاء الأحداث بحيادية وموضوعية ويطرحون حلولا عملية للخروج من الأزمة .
إرسال تعليق