إيّاكَ أيا أديبُ أو كاتبٌ ويا صاحُ أن تقولَ لحبيبتِكَ؛ " أنتِ مُتَخَلِّقَةٌ في {نياطِ} قلبي"، بل قلْ لها:" أنتِ مُتَعَلِّقَةٌ على نياطِ قلبي"، لكَيلا نهرولَ وراءكَ نحنُ العَوامُ مُرددينَ هلوساتٍ وعِياطٍ نزعمها أدباً فصيحاً مُعلَّقاً على نياطِ الفؤاد. لأنًّ حقيقةَ النِّيَاطُ عِرقٌ غليظٌ عُلِّق به القلبُ إِلى الرئتين، فإذا قطعَ ماتَ صاحبُهُ. فالنِّيَاطُ لغةً هو ما يعلَّق به الشيء، وناطَ يَنُوط، نُطْ، نَوْطًا ونِيَاط، فهو نَائِط، والمفعول مَنُوط، وناط الشَّيءَ بغيره، وناط الشَّيءَ على غيره: علَّقه، وناط الأمرَ بفلان؛ عَهِدَ به إليه. ويقال؛ نِياطُ القَوْس، ونِياطُ السَّيف. ويقال؛ مَفَازَةٌ بعيدةُ النِّياط؛ بعيدةُ الحدّ كأَنَّها نِيطَت بمفازة أُخرى فلا تكاد تنقطع.
وإيَّاكَ أن تقولَ مُتنَمِّراً؛ العراقُ "مَوطِني"، بل قُلْ "وَطَني"، لأنَّ (وطَنَ) يَطِنُ، طِنْ، وَطْنًا، فهوَ وَاطِن، ومَفعولُهُ موطون بِهِ، وَوَطَنتُ بالمَكانِ؛ أقمَتُ بِهِ، سَكَنتُهُ وألِفتُهُ واتَّخَذتُهُ وَطَنًا. وَالجمعُ أوطانٌ، وَ(وطنٌ) أخصُّ من (المَوطِن) من حيث الدلالةِ، وأمّا (موطِنٌ) من؛ وَاطَنَ يُواطِنُ، مُواطنةً، مُواطِن، ومَفعولُهُ مُواطَن، والجمعُ مواطنُ؛ أيُّ مَكانٍ أُقيمُ بِهِ لأمرٍ مَا ويَلتَقطني، فهو أعمُّ من الأولِ إذ يعني (الموضعَ) بصورةٍ عامةٍ سواء أكانَ ذلكَ المكان وطنا أم كانَ غير ذلك، فالوطنَ أخصُّ، وهوَ أدلُّ على البلدِ، والمَوطِن أعمُّ، ولا يُستعمَلُ بمعنى (الوطنِ) ما لم يُقَيَّدُ بقرينةٍ تُخَصِّصُهَ، وإذاً فالوَطَنُ مقَرّي، وإليهِ أنتمي، وسواءٌ أكنتُ بِهِ موُلوداً أَم الدَّهرُ عنهُ أقشَطَني.
ثمَّ إياك أن تقولَ مُتذَمِّراً؛ (أنا غلبانٌ)، لأنَّ غَلَبَ يَغْلِـبُه غَلْباً وغَلَباً، وغَلَبة ومَغْلَباً ومَغْلَبةً وغُلُبَّـى وغِلِـبَّـى، وغُلُبَّةً وغَلُبَّةً، وغَلْبُ وغَلَبُ وغَلَبَةُ مَغْلَبَةُ ومَغْلَبُ وغُلُبَّى وغِلِبَّى وغُلُبَّةُ وغَلُبَّةُ وغَلابِيَةُ واِستَغلَبَ أَغلبُ أغْلَبِيَّةٌ تَغَلَّبَ تَغليب تغالَبَ غَلَب غَلَبة غَلْبَاءُ غَلَّابونَ غَلاَّب غالَبَ غالبيّة مَغْلوب مَغالِبُ مُتغلَّب مُغالَبَه مُغلَّب.
كلُّ ذاكَ الكنزُ من المفردات لكنهُ خلا من (غلبان) فلا كينونةَ لها في لسانِ العربِ، بل ما قالها شاعرٌ مُحدثٌ حينما صدحَ:
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي * وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا.
وتأمَّلْ ياصاحُ قولَ آبائكَ الأولين ما أبهاهُ وما أسماهُ؛
هَمَّتْ سَخِـينَةُ أَن تُغالِبَ رَبَّها * ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاَّب
ولكن الذي قالَها هو "صعلُوكَويْه" حينما أدلى بشهادةٍ مُحضرةٍ أمامَ قاضٍ في جناية قتلِ راقصةٍ (حِنَينةٍ) تُدعى "عِنايات" التي هوَ تحت بيتِها ساكنٌ. وهو صحيح الهَوى غلبان؟ معرفش أنا.
لذا فأنا أشهدُ إنّي لستُ بعربيٍّ، إذ ضيعتُ لساني وهويتي، وإذ أرانيَ أقرأ آيةً قرآنية أو بيتَ قصيدٍ عربيٍّ فلا أفهمُ منهُ حرفاً واحداً، بل لا أجيدُ نطقَها بفصَاحة. ولقد علِمتُ الآنَ سرَّ توقيتِ نزول الذّكرِ الحكيم على أعظمِ ملأٍ حليم، ولمَ لم يؤخّرْهُ حتى زمانيَ، زمانُ {فيفي واللمبي وكازم السّاهر ونزار قباني، وشاعر العرب الأكبر؛ مظفر النّواب صاحب مُعلَّقة؛ (يا أولاد القحبة)}.
مهلاً صاح؛ قد سمعتُكَ تُتًمتِمُ؛ ما تهذرُ يا أنتَ! ليسَ علينا أن يكونَ كلٌّ علّامَةً في لغتهِ)؟
لكَ ما تشاءُ يا صاحُ! لكَ ما تشاءُ، ولكن حِذاريَ أن تُصرِّحَ بقيلك هذا بحضرةِ راعيةِ العنزةِ الأميِّةِ البدويّةِ " أمُّ مَعبَدٍ" لأنها سترُدُّ بأنَّكَ: " فجيعةٌ كبرى"!.
وسلاماً أيا أعشى؛ " وَقَدْ غَدَوْتُ إلى الحَانُوتِ يَتْبَعُني (شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ)".
ونسخةٌ منهُ الى /
أدباءِ العَربِ من ذوي لهثٍ عنيدٍ وراءَ تراث غربٍ بليد، من أنصارِ شبسكير إبن شكسبير، وغوته إبن عمِّ نيتشه، وتولستوي أخو تشايكوفسكي و... إلخ.
alialjnabe62@gmail.com
وإيَّاكَ أن تقولَ مُتنَمِّراً؛ العراقُ "مَوطِني"، بل قُلْ "وَطَني"، لأنَّ (وطَنَ) يَطِنُ، طِنْ، وَطْنًا، فهوَ وَاطِن، ومَفعولُهُ موطون بِهِ، وَوَطَنتُ بالمَكانِ؛ أقمَتُ بِهِ، سَكَنتُهُ وألِفتُهُ واتَّخَذتُهُ وَطَنًا. وَالجمعُ أوطانٌ، وَ(وطنٌ) أخصُّ من (المَوطِن) من حيث الدلالةِ، وأمّا (موطِنٌ) من؛ وَاطَنَ يُواطِنُ، مُواطنةً، مُواطِن، ومَفعولُهُ مُواطَن، والجمعُ مواطنُ؛ أيُّ مَكانٍ أُقيمُ بِهِ لأمرٍ مَا ويَلتَقطني، فهو أعمُّ من الأولِ إذ يعني (الموضعَ) بصورةٍ عامةٍ سواء أكانَ ذلكَ المكان وطنا أم كانَ غير ذلك، فالوطنَ أخصُّ، وهوَ أدلُّ على البلدِ، والمَوطِن أعمُّ، ولا يُستعمَلُ بمعنى (الوطنِ) ما لم يُقَيَّدُ بقرينةٍ تُخَصِّصُهَ، وإذاً فالوَطَنُ مقَرّي، وإليهِ أنتمي، وسواءٌ أكنتُ بِهِ موُلوداً أَم الدَّهرُ عنهُ أقشَطَني.
ثمَّ إياك أن تقولَ مُتذَمِّراً؛ (أنا غلبانٌ)، لأنَّ غَلَبَ يَغْلِـبُه غَلْباً وغَلَباً، وغَلَبة ومَغْلَباً ومَغْلَبةً وغُلُبَّـى وغِلِـبَّـى، وغُلُبَّةً وغَلُبَّةً، وغَلْبُ وغَلَبُ وغَلَبَةُ مَغْلَبَةُ ومَغْلَبُ وغُلُبَّى وغِلِبَّى وغُلُبَّةُ وغَلُبَّةُ وغَلابِيَةُ واِستَغلَبَ أَغلبُ أغْلَبِيَّةٌ تَغَلَّبَ تَغليب تغالَبَ غَلَب غَلَبة غَلْبَاءُ غَلَّابونَ غَلاَّب غالَبَ غالبيّة مَغْلوب مَغالِبُ مُتغلَّب مُغالَبَه مُغلَّب.
كلُّ ذاكَ الكنزُ من المفردات لكنهُ خلا من (غلبان) فلا كينونةَ لها في لسانِ العربِ، بل ما قالها شاعرٌ مُحدثٌ حينما صدحَ:
وَما نَيلُ المَطالِبِ بِالتَمَنّي * وَلَكِن تُؤخَذُ الدُنيا غِلابا.
وتأمَّلْ ياصاحُ قولَ آبائكَ الأولين ما أبهاهُ وما أسماهُ؛
هَمَّتْ سَخِـينَةُ أَن تُغالِبَ رَبَّها * ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاَّب
ولكن الذي قالَها هو "صعلُوكَويْه" حينما أدلى بشهادةٍ مُحضرةٍ أمامَ قاضٍ في جناية قتلِ راقصةٍ (حِنَينةٍ) تُدعى "عِنايات" التي هوَ تحت بيتِها ساكنٌ. وهو صحيح الهَوى غلبان؟ معرفش أنا.
لذا فأنا أشهدُ إنّي لستُ بعربيٍّ، إذ ضيعتُ لساني وهويتي، وإذ أرانيَ أقرأ آيةً قرآنية أو بيتَ قصيدٍ عربيٍّ فلا أفهمُ منهُ حرفاً واحداً، بل لا أجيدُ نطقَها بفصَاحة. ولقد علِمتُ الآنَ سرَّ توقيتِ نزول الذّكرِ الحكيم على أعظمِ ملأٍ حليم، ولمَ لم يؤخّرْهُ حتى زمانيَ، زمانُ {فيفي واللمبي وكازم السّاهر ونزار قباني، وشاعر العرب الأكبر؛ مظفر النّواب صاحب مُعلَّقة؛ (يا أولاد القحبة)}.
مهلاً صاح؛ قد سمعتُكَ تُتًمتِمُ؛ ما تهذرُ يا أنتَ! ليسَ علينا أن يكونَ كلٌّ علّامَةً في لغتهِ)؟
لكَ ما تشاءُ يا صاحُ! لكَ ما تشاءُ، ولكن حِذاريَ أن تُصرِّحَ بقيلك هذا بحضرةِ راعيةِ العنزةِ الأميِّةِ البدويّةِ " أمُّ مَعبَدٍ" لأنها سترُدُّ بأنَّكَ: " فجيعةٌ كبرى"!.
وسلاماً أيا أعشى؛ " وَقَدْ غَدَوْتُ إلى الحَانُوتِ يَتْبَعُني (شَاوٍ مِشَلٌّ شَلُولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ)".
ونسخةٌ منهُ الى /
أدباءِ العَربِ من ذوي لهثٍ عنيدٍ وراءَ تراث غربٍ بليد، من أنصارِ شبسكير إبن شكسبير، وغوته إبن عمِّ نيتشه، وتولستوي أخو تشايكوفسكي و... إلخ.
alialjnabe62@gmail.com
إرسال تعليق