التاميم الذي غير مسار البلد

مشاهدات

 




ولاء العاني

رحت اقلب اوراق ذكرياتي فلا زالت تفاصيل بعض لحظات تلك الليلة عالقة في ذهني ! الجميع يترقب وكأن القيامة ستقوم . كنا اطفالا صغارا لا نعي مايجري حولنا ولانعرف سوى القفز واللعب في حدائق وارفة الأشجار كان فيها من الخير الكثير ...

اخذتنا والدتي الى الطابق الثاني حيث الشرفة المُطلة على الشارع . اطفئت الانوار وسحبت الستائر لنستمتع بمنظر الألعاب النارية هكذا اظن ! ... يوم أعلن قرار التاميم المبارك والذي جلب الخير للعراق !

بدات عجلة التطور تدور ورحى البناء تعمل بعد ان اعد كل شيء للتنفيذ بدءا من مجانية التعليم إلى البعثات الدراسية إلى كل أنحاء العالم حيث انتشر الطلاب في أرقى الجامعات ومنها انكلترا وفرنسا والمانيا وامريكا . صاروا جيوشا من المتعلمين تجوب الدنيا . اتاحت لهم الدولة كل أسباب الراحة . منحتهم قطع أراضي وقروضا للبناء وسمحت لهم باستيراد اثاث المنزل من حيث يريدوا مع اعفاء الرسوم الكمركية .. كل ذلك من اجل تشجيع العلم وحماية العلماء والحفاظ عليهم ... وفوق كل ذلك منحو سيارات مارسيدس تمييزا لهم .

وصلت شركات البناء والعراق اصبح ورشة عمل ضخمة لاترى في العاصمة سوى الرافعات وخلال خمس سنوات تم كل شي على اكمل وجه ... ولكن تمكنت الامبريالية والصهيونية وجرائها من الصفويين ان تتسلل في عملية الهدم العكسي لكل هذه المنجزات التي عشت فصولها بكل خطوة . مسحت كل ما ذكرته فوق الارض وتحتها وقد كان ...

 لكننا منذ فجر التاريخ تعودنا على هذا الحال وسنعيد بنائها كما فعلنا ونقتص منكم ولو بعد حين .

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم