السفر بلا صديق والكتابة هي الرفيق

مشاهدات



بقلم ابراهيم المحجوب 


رغم ان سفرتي هي علاجية الا انها تعتبر سياحية في نفس الوقت.. فالسفر ممتع بالرغم من عدم وجود  رفيق للسفر تشعر احيانا بالوحدة... عبرت بنا السيارة الحدود وسبحان مغير الاحوال فجأةً تغير علينا طبيعة الارض وتضاريسها ومتقلبات الجو وكأنها حدود مرسومة بظواهر طبيعية وليس من صنع البشر. اول ما تشاهده بعد عبورك معبر ابراهيم الخليل هو اراضي تزهوا بلونها الاخضر والابيض والاصفر وحسب نوع المنبوت فالأراضي المزروعة بالقطن 

يشع زهرها الابيض اما المزروعة بأنواع البقوليات فلها الوان اخرى... وكم عظيم ايها الشعب التركي رغم تدهور الاقتصاد لديهم الا انهم لا يقبلون الاستسلام... 

شعارهم ثابت الزراعة ثم الصناعة ثم التجارة وتتكلم مع الفلاح تجد همومه كثيرة وخاصة مع الغلاء الفاحش لديهم مثل اجور الكهرباء والماء وادوات الحراثة ومع كل هذا يقول لك لا توجد صناعة اذا لم يكن هناك مواد اولية من الزراعة ولاتوجد تجارة اذا لم يكن هناك صناعة محلية ولانحصل على العملة الصعبة اذا لم نبيع شيء من منتوجاتنا... نعم انها القاعدة الصحيحة لمسيرة وبناء الدول المتطورة... وعند وصولي اول مدينة توجهت لزيارة صديق قديم هناك كونني جلبت له بعض الهدايا من العراق.. وكان بانتظاري عند وصولي الى مدينتهم والتي تعتبر بمستوى قضاء تسمى الجزيرة او جزرة اما اسمها الرسمي جزيرة عمر.. وهناك بقيت يومان للراحة قضيتها مع بعض الاصدقاء كبار السن تذكرت مقاهي ايام زمان في العراق حيث تجدهم يوميا يجتمعون في مقهى وعلى الهواء الطلق 

وفي اليوم التالي انطلقت رحلتنا بسفرة طويلة تدوم يوم كامل  من جنوب تركيا الى شمالها قاطعا عشرات المدن والمحافظات قاصدا القسطنطينية مدينة محمد الفاتح اسطنبول حاليا... طريق طويل جدا وممل لكن مشاهدتك للمدن والربيع الدائم في كل الاوقات يشجعك على الاستمرار في الرحلة. الرحلة التي اكتب عنها وانا في السيارة وانا في منتصف الطريق وقد تجاوزت الساعة التاسعة مساء في حين كانت انطلاقتنا منذ الساعة الحادية عشر صباحا... والجيد في الرحلة ان وسائل الراحة كلها متوفرة قربك فالأنترنيت وشاحنة الموبايل وشاشة لعرض الافلام كلها في نفس المقعد الذي تجلس عليه.  . 

وغدا اوافيكم بالتفاصيل الاخرى بأذن الله تعالى....

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم