الحج في مدينة أور

مشاهدات



احلام طارق


يستعد العراق لزيارة البابا فرنسيس البالغ من العمر 84 سنة و تعتبر هذه الزيارة الاولى من نوعها و تعتبر زيارة تاريخية . 

الهدف منها حسب تصريح البابا فرنسيس هو إيصال رسالة السلام و الحج في مدينة أور التاريخية مسقط رأس النبي ابراهيم ابو الانبياء و المقدس عند جميع الأديان السماوية ( الاسلامية - المسيحية - اليهودية )                 

أين تقع مدينة أور ؟

تقع مدينة أور على مصب نهر الفرات في الخليج العربي الا انها حاليا تقع بعيدة عن الفرات بسبب تراكم الطمى على مر الاف السنين الماضية تقع أور جنوب العراق شمال البصرة بمسافة 100 كم و تبعد عن مركز مدينة الناصرية بحوالي 3.5 كم ، ففي سنة 1922 قام السير ليوناردو وولي بحملة استكشافية و التنقيب عن اثارها حيث تم اكتشاف المقبرة الملكية و بيت النبي ابراهيم مجاور الزقورة و عدة قبور اخرى تسمى ( مقبرة الموت العظمى ) . 

- النبي ابراهيم عليه السلام في الكتب المقدسة :

-الاسلامية : يعتبر النبي ابراهيم ابو الانبياء من بعده و هو ابو العرب وقد خصه الله في محكم كتابه ( أن أبراهيم كان أمةً قانتاً لله حنيفاً ولم يكن من المشركين ) و قال ايضا عز وجل ( و اذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال و من ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين )

-اليهودية : حيث تزعم الرواية التوراتية ان النبي ابراهام  ظهر مع ابن أخيه لوط في فلسطين مهاجرا اليها من أور الكلدانيين ( في ذلك اليوم قطع الرب مع إبرام ميثاقا قائلاً : لنسلكَ اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الأكبر ( الفرات ) )

-المسيحية : يذكر ان السيد المسيح عليه السلام أشار الى مكانة ابراهيم السامية بين القديسين في السماء .( انت هو الرب أله الذي اخترت أبرام و أخرجته من أور الكلدانيين و جعلت اسمه ابراهيم ) .

من أين جائت قدسية أور الدينية ؟

قبل 5000 سنة ق . م بنى السومريون مدينتهم أور و جعلوها عاصمة ملكهم و كان أباء ابراهيم و قومه يعبدون الهةً كثيرة و اكبر الهتهم يدعى ( نانار ) اله القمر و زوجته ( ننجال) و كانت الزقورة معبد الإله نانار اله القمر ، اما ابراهيم كان لايؤمن بآلهة ابائه و قومه كان عليه السلام موحدا يؤمن بالله الواحد الاحد ، اخذ يدعو قومه فلم يؤمن به الا اثنان ( ساره و لوط ) فقام بتحطيم الهتهم لكن قومه من الكفار أخذتهم العزة بالإثم بعدما شاهدوا كل الهتهم محطمة فقاموا بتجهيز محرقة لحرقه في النار و التخلص منه و من دعوته ( فقالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأسفلين ) فأنجاه الله تعالى من النار ( قلنا يا نار كوني برداً و سلاماً على ابراهيم ) . 

بعد ان نجاه الله من النار و من قومه الكافرين هاجر النبي ابراهيم و هو ابن الخامسة و سبعون عاما مصطحبا معه زوجته سارة و ابن أخيه لوط متجاهاً الى حران و من بعد الى ارض كنعان ( فلسطين) و مصر ثم الى مكة و بناء الكعبة . 

نستخلص مما ذكر ان مدينة أور لم تنصر ابنها النبي ابراهيم و لم تكن له و لدعوته التوحيدية ملاذاً  آمناً و لم يتم نشر دعوته في ربوعها و تم فيها محاربته و تامر عليه اَهلها ليحرقوه لولا رحمة الله عز وجل أن نجاهُ منها فخرج مهاجرا يبغي وجه الله فمن أين جائت قدسية أور و مكانتها الدينية و من أين جائت شعيرة الحج بها و ما الغاية من هذا الحج ؟


0/أرسل تعليق

أحدث أقدم