بقلم / هويدا ديدار
إن المساعى الصهيونية للتطبيع ماهى إلا مساعى خبيثة لتحقيق الحلم الصهيونى من خلال تفتيت المنطقة العربية .
وما نعيشه اليوم من السعى لبعض الدول وراء التطبيع
طمعا فى الاستفادة من التقدم فى عدد من المجالات وللحصول على بعض أسرار التصنيع فستحصل عليها من خلال العلاقات مع اسرائيل
تحت رعاية الامريكان المشروطة بحسن العلاقات مع مدللتها الصهيونية وكأننا لانرى سوى اليهود ولم نرى أبنائنا المتميزين الذين لم يجدوا أى دعم فى بلدانهم
وقدموا عقولهم الفذه على طبق من فضة للدول الغربية
فهل نتوقع أن تستفيد الأنظمة العربية من هذا التطبيع ؟
إن ما نتوقعة من خلال سير الأحداث فهو لا.... فالمستفيد الأكبر هو إسرائيل فهى تقترب يوما بعد يوم لتحقيق أحلامها فى المنطقة هذا الهدف الأكبر
أما من النواحى الاقتصادية فهى المستفيد الأكبر حيث ستستطيع خلق أسواق جديدة أمام منتجاتها
وما ستجنيه من وراء تغيير النظرة العربية للأجيال القادمة للقضية العربية من دولة محتلة إلى دولة صديقة
فتغيير الثقافة العربية واللعب على نظرة الأجيال القادمة وتغيير الهوية هوالهدف الأول لبنى صهيون
فقد أدركت إسرائيل منذ فترة كبيرة أن الحروب الباردة أكثر تأثيرا .
فتغيير الإتجاهات الفكرية له آثار كارثية وستعود بالسلب على المجتمعات العربية ككل
فما إجتمعت عليه المجتمعات العربية من ديانات ومعتقدات ومقدسات و أخلاقيات سيتغير مع الوقت ومع إمتزاج تلك المجتمعات المتطرفة مع مجتمعاتنا العربية
وهنا نتساءل ماهى علاقة مصر بتلك الأحداث ؟
فمصر هى الفارس الذى يحمل الراية فى تلك الحرب الضروس .
فنحن دائما نتوقع أن كل خطوة تقوم بها اسرائيل تجاه أى دولة عربية يكون المقصود بها مصر وزعزعة أمنها القومى بما أنهاالعدو الأكبر لإسرائيل فى المنطقة لما تتمتع به من مكانة إستراتيجية فى المنطقة
فإذا تهاوت فقدت المنطقة العربية قوتها وتهاوت بعدها الدول العربية الواحدة تلو الأخرى .وقد أقر بذلك بنيامين نتنياهو فى أكثر من لقاء معلن فهى تكن لمصر عداء شديد لأنها تمثل عقبة شديدة أمامها لتحقيق الحلم الصهيونى التوسعى (من النيل إلى الفرات)
وكل مساعى التطبيع ماهى إلا تقويض للدور المصرى فى المنطقة العربية واللعب خلف الكواليس
فدولة الإمارات العربية ودول الخليج بشكل عام أصبح لها تواجد كبير على الأراضى المصرية من خلال الإستثمارات فى شتى المجالات وقد امتلكت الدول الخليجية عدد غير قليل من المؤسسات التى إمتدت فروعها على الأراضى المصرية بالإضافة إلى الإستثمار فى مجال التعليم حيث قررت دولة الإمارات مؤخرا تدريس المناهج الخليجية فى المدارس والجامعات التابعة لها .
فماالهدف !! ولم الأن !!
فقد تملك الإمارات الإمكانات المادية ولكن هل ستفرض تعليما على أبنائنا يمكن أن يخلق جيل مختلف بأفكاره عن نظرائه
وهل يمكن أن تئول المؤسسات الخليجية إلى مستثمرين يهود حيث أنهم يملكون حق البيع وشراء بعض المؤسسات بغطاء خليجى لنفاجأ أن المالك الفعلى صهيونى....
فكيف سنتقبل الأمر ؟
(فالذى يخون بلاده ويخون وطنه مثل الذى يسرق من أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللصوص يكافؤه)
لذلك يجب ألا نشاهد من بعيد ولا نبالغ فى التوقع وتوخى الحذر الشديد فى التعامل مع بعض الملفات الشائكة
فالمنطقة العربية كتلة واحدة فما يدور فيها يعود على الجميع
إلا أننا لا نملك سوى الحفاظ على ما نمتلكه من أراضى ومؤسسات تقع تحت السيادة المصرية
فإصدار الدولة للقوانين التى تفرض على المالكين لبعض أراضيها أو مستثمرين ما يضمن حق السيادة المصرية تحسباً لما يدور بالمنطقة من حراك سياسى
فالنجاح السياسى دائما لابد أن يكون سباق وقارئ للأحداث لتوجيه الأمور دائما فى المسار الصحيح دون الإنتظار تجنبا للأزمات السياسية وتحقيق المكاسب بأقل الخسائر
(فبعضنا كالحبر وبعضنا كالورق فلولا سواد بعضنا لما تعلمنا من هذه الحياة )
إرسال تعليق