عصا بايدن الغليضة وجزرته ضد إيران.!!!

مشاهدات



عبد الجبار الجبوري


لم يمض الرئيس جو بايدن على تسلمه رئاسة الولايات المتحدة الامريكية،أسبوعين،حتى أظهر الوجه الآخر، لسياسته الخارجية في منطقة الشرق الأوسط،إذْ أوقف صفقة الطائرات لكل من السعودية والامارات،ووضع شرطاً تعجيزية أمام طهران للعودة للإتفاق النووي،وأرسل طائرة البي 52، لتحلق في سماء الخليج العربي،في إشارة واضحة، أن واشنطن لاتغّير سياستها، بتغيّير رؤسائها،في حين أرسل رئيس اركان الجيش الى تل ابيب، لوضع خطة الردّ ،على أية حماقة إيرانية ،لمصالح أمريكا وحلفائها في المنطقة ،ومنهم اسرائيل والسعودية والامارات وقطر، التي تم تهديدها من اكثر من فصيل عراقي،أو تعرّض سفارتها وقواعدها في العراق ،والملاحة في البحر العربي، ومضيق هرمز،إذن جو بايدن لايختلف عن ترمب ،إلاّ في التهريج والجعجعة التي كان يهدد بها إيران وفصائلها في العراق،وتمخّض التهرّيج فولد بايدن،بالرغم من أن ترمب كان جاداً في تحشيد قوته النووية والصاروخية في مواجهة، تغول إيران في المنطقة، وتدعمها للارهاب،وعرض الوزير ماك بومبيو، وثائق وادلة تؤكد علاقة ايران، ودعمها للقاعدة وداعش، والدليل إغتيال نائب الظواهري في شوارع طهران،ولكن الضغط الداخلي الامريكي على ترمب، والمتغيرات الدولية جراء وباء كورونا ، أفشل خطة ترمب التي اعلنها اكثر من مرة ، معهد البحوث الامريكية ،في تدمير البرنامج النووي الإيراني، ومهاجمته والصواريخ الباليستية، وكان قاب قوسين او ادنى من التدمير، وتراجع في اللحظات الأخيرة رغما عنه،ترمب لم يتخاذل  أو يتراجع أبداً،في تنفيذ إستراتيجيته تجاه ايران، حتى آخر لحظه في حكمه، بعد غلق السفارة وسحب قواته من العراق، واكتشاف سيناريو ايران لاحتلال السفارة وقاعدة عين الاسد،وأسر طواقمها، كما حصل في سفارة امريكا  طهران،ولكن كشف الخطة من قبل السي اي اي)، افشل المخطط الايراني وفصائلها في العراق، ولكن ماحصل في أيامه الاخيرة ،من فوضى وهجوم على الكونغرس،أفشل تنفيذ ترمب لتدمير مفاعلات ايران وصواريخها الباليستية.والحشود العسكرية ، من غواصات وحاملات طائرات وبوارج حربية وجيوش وطائرات بي 52 وأسراب من طائرات فرنسية نووية وبريطانية ، تؤكد أن حرباً عالمية ثالثة كانت ستقع في الخليج العربي، وما زالت هذه النوايا والحشود في المنطقة، لردع ايران واذرعها كما يشاع، فهل يفكك الرئيس جو بايدن صعق وفتيل هذه الحرب المفترضة، أم يمضي مع حلفائه الى النهاية،اذما ارتكبت طهران خطأً استراتيجياً، ونفذّت تهديداتها في الثأر، من مقتل الجنرال قاسم سلبماني وابو مهدي المهندس في حادثة المطار، وهل ستسكت طهران على الثأر،وتعتبر رفع الحصار عنها ،والعودة الى الاتفاق النووي ،من قبل أمريكا( ثمناً) للتفاوض والمصالحة ورفع الحصار ،وعودة العلاقات بين الطرفين، وهو سيناريو مطروق، وربما المفاوضات التي اعلن عنها بين الطرفين بعد فوز بايدن ،تتوصل لهذا، ولكن اعتقد هذا لن يحصل ابدا،لأن العناد الايراني معروف في صلادته وعنجهيته، ولنا في الحرب الايرانية على العراق ،تجربة مّرّة، نتج عنها مئات الاف الشهداء من الطرفين، قبل أن يتجرّع كأس السمّ الخميني، ويقبل بوقف الحرب، اليوم ربما يتكرر المشهد ذاته، سيما ونحن نرى تغوّل اذرع ايران، ودفعها الى ارتكاب حماقات في العراق وسوريا ولبنان المحترقة واليمن المشتعلة فيها الحرب الاهلية، وهنا مرّبط الفرس، أن ايران لديها إستراتيجية طويلة مع التفاوض والتسويف  والَعْند، ولها نفس طويل فيه، ولكن هذا لايتوفر في الطرف الامريكي والاوروبي والخليجي، فهل تنجح عصا بايدن الغليضة، في ترويّض ايران ،وتسحبها الى مفاوضات صعبة بشروط اصعب، حتى تخضعها الى طاولة مفاوضات، لاتخرج منها الا بتوقيع إتفاقية تاريخية مهينة ،تسلم فيها كل مفاتيح النووي والصواريخ الباليستية بيد امريكا ،وتحلّ ميليشياتها في المنطقة كلها، وتطمئن اوروبا والدول الخليجية واسرائيل ،من خطر ايران المفترض،وهذا ايضا أبعد من الخيال بالنسبة لطهران واذرعها،فإيران ماسكة الفرصة التاريخية بكلتا يديها ،ونقصد تحقيق مشروعها الكوني التوسعي في المنطقة ، الذي لن يتكرر بعد الف عام واكثر،وتفضّل الدخول في حرب طويلة ، ولاتقبل في تفكيك ووأد مشرعها في المنطقة ، الذي نراه يتحقق يومياً على ارض الواقع،فهي لاتفرّط في حلمها التاريخي بسهولة، حتى وإن وقعت الحرب،نعم بايدن يرسل لها إشارات تطمينية تختلف عن ترمب، والدول الاوربية كذلك، وقطر أعلنت مبادرة لفتح حوارات خليجية مع ايران، وكل هذه(عربونات )،لإقناع طهران في الجلوس والتفاوض،وبدل ان تجنح للتفاوض، تعتبر هذه العروض خضوعاً وخوفاً من برنامجها النووي ، الذي أشرف على الإنتهاء، بعد إعلان رئيس البرلمان الايراني، عن تخصيب اكثر من عشرين كيلوب شهر واحد،إذن طهران تركب رأسها وتتمادى، وتسوّف وتتحدى العالم كله ، وصولاً لتحقيق حلمها الاوحد، وهو إملتلاكها النووي، في مواجهة اعدائها التاريخيين في الشرق الاوسط، وهم العرب فقط، وليس اسرائيل كما ترّوّج في فضائياتها واعلامها،أعتقد أن السياسة الخارجية لبايدن لم تتغير ابداً عن سياسة واستراتيجية الرئيس ترمب،في ملف ايران النووي، والصواريخ الباليستية، التي تضرب فيها اقرب واهم حلفائها وهي السعودية ، عن طريق اذرعها في العراق واليمن، وهذا مايقلق حكام طهران، وكما اعلن بايدن نفسه هذا،أن الولايات المتحدة الامريكية لاتتخلى عن حلفائها مهما كانت الاسباب،وهذا لايعارض تأجيل تزويد السعودية والامارات بصفقة الطائرات لاسباب فنية وليست سياسية،لأن امريكا وعبر تاريخها الطويل ، لاتفرط بأهم حلفائها في الشرق الاوسط وربما العالم بالمملكة العربية السعودية وتحت جميع الظروف، لانها تعتبرها مفتاح الحل لجميع ازماتها ومشاكلها ،في المنطقة، والتطبيع الذي قادته وباركته ، لم يكتمل لو لم توفق عليه المملكة، فجميع احلامها تحققها لهم منذ اكثر من قرن ونصف، فلن تجد امريكا من يحقق مصالحها ويحافظ عليها مثل المملكة، فكيف تفرط بها، إذن عصا بايدن الغليضة بجه طهران لها مايبررها، وهي المصالح الاستراتيجية البعيدة التطبيق، والمشاريع الاستراتيجية ، هي من يجبر الرئيس جو بايدن على الوقوف بوجه طهران ضد أي حماقة ترتكبها هي أو أذرعها وادارة بايدن جاهزة للرد تمامنا ومعها اسرائيل، كما اعلن وزير الخارجية انتوني بليكين امس، وهي سياسة امريكية متوارثة وليست وليدة اللحظة والتغيير، إذن من يعتقد ان بايدن لاينفذ السياسة الخارجية كما نفذها ترمب فهو واهم، ولكن كل رئيس له طريقته في التطبيق، هناك من يستخدم التهديد العسكري، ويلوح به، ويفرض حصارا تاريخيا، أرهق وانهى اقتصاد طهران، واربكت سياستها ، وهناك من يستخدم العصا والجزرة كبايدن، ولكن النتيجة واحدة هي عدم تضرر المصالح الامريكية، وعدم التقرب من حلفائها، وهذا هو مفهوم استخدام بايدن شعار العصا والجزرة مع طهران وحكامها، فهل ينجح ، ربما ينجح في ترويضها ، وتركيعها، وجلبها لمفاوضات معقدة ، ولكن لايمكنه، هزيمتها وايقاف برنامجها النووي وسلاحها الباليستي وحل ميليشياتها واذرعها في المنكقة ، لو تعلق باستار الكعبة،التفاوض مع ايران طريق مسدود، ولاجدوى منه، لأنه يهدد مشروعها بالفشل وهذا ما لاتقبل به وترضاه طرهان حتى لو دفعت نفسها الى حرب تعرف انها خاسرة مع امريكا والخليج واوروبا، في المقابل، لايمكن لهذه الدول على الاطلاق القبلول بايران دولة نووية تهدد مصالحها ووجدودها على المدى المنظور والبعيد، وهنا مكمن القلق الامريكي والخليجي والاوروبي، اعتقد ان عصا بايد الغليضة ضد ايران مضيعة للوقت ، فقد استخدمها سلفه وفشل في اركاعها ،بحصار تاريخي خانق،ودعوات متطررة للتفاوض واعطاء رقم الهاتف لللاتصال ، وقطع النفط الايراني بالكامل ، ومنع اوروبا من التعانمل الاقتصادي والعسكري والجوي معها، ووضع اذرعها على لائحة الارهاب، وفرض عقوبات اقتصادية على بنوكها وشخصايتها وتوابعها ورموزها ولم يفلح، فهل يفلح بايدن بالتفاض ورفع العصا بوجه قادتها، اعتقد هذا ضرب من الخيال، فلا العصا ولا الجزرة تنفع مع حكام ايران،هي ماضية ومصرة على اكمال برنامجها النمدووي رغم الحصار، وماضية بمشروعها الكوني التوسعي ولو كره الآخرون، وليشربوا من ماء البحر...فلا عصا بايدن ولا جزرته تهزم المشروع الايراني وقادته، سوى نفس القوة التي غزا بها المجرم بوش العراق، وأسقط نظامه بحماقته ،التي إعتبرها الرئيس ترمب أكبر خطأ في تأريخ أمريكا......   

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم