بقلم /الأستاذة سحر الخزاعي
سفر الأمراض المجتمعية ،
يهربون من واقعهم الأليم ومن ظلم نخر حياتهم واستبداد سلبهم شخصياتهم وحرياتهم ويعجزون تماما عن ايجاد حلول للفساد الذي يحيط بأركان بلدانهم .
وتنشأ لديهم ذاكرة مشوهة مليئة بالأمراض والعقد .
يبحثون عن حلول لأزماتهم ولا ملجأ في نهاية المطاف سوى بلدان وشعوب لطالما نسجنا حولها الآف النعوت والصفات وربما شتموها ولعنوها ، وقالوا عن قيمها وأخلاقها كل مايقال وما لايقال ، كلما هو موجود او لصقوه بها لصقا ، متكئين على هرم من المقولات الجاهزة التي انتخبوها من هنا او هناك ولكن في لحظة ما وأمام ضيق العيش يهرب اليها مستنجدا ً .
ومن هنا تبدأ رحلة التناقض ، التناقض بأبهى صوره حين يتنفس حياة نقية هادئة ويسترخي ويتحرك تحت مسميات الحرية بشكلها الحقيقي ، وحين يستكمل كل اكتشافاته في مجتمع الغرب ويستنشق معها معاني الإنتماء لوطن جديد يفتح له ابوابا مشرعة للعيش بكرامة ، لاينسى البعض للأسف خزين ذاكرته المليئ بالتناقض ليبدأ بث سموم اخلاقه المترسبة في جسد هذا المجتمع.
يفصح بعضهم عن وحش كاسر بعد ان تنفس الصعداء حين وجد إنه قد استقر به المقام وتمدد على طوله في فضاء ذلك المجتمع ليعود لطبائعه البليدة نافثا احقاده وأمراضه ولا يستثني حتى ابناء جلدته الذين شاركوه الهروب من الواقع المرير في بلاد العرب والتي ما فتئت تطرد ابناءها .
إن أمثال هؤلاء ممتلئون بالأمراض وغير مستعدين للأندماج في مجتمعاتهم الجديدة التي فتحت لهم اذرعها انسانيا ً مانحة لهم كل الحقوق التي اوجبتها التعاملات الأنسانية والتي تضع الفوارق بين الأجناس خلف ظهرها ،
انها دول تمنح الطمأنينة ولكن البعض حين يطنئن تنبثق منه احقاد وأمراض كثيرة يستوجب معها البحث فعلا عن مخارج طبية نفسية لمعرفة اسباب هذا التناقض وهذا السلوك .
سلوك ينطوي على مرض مزمن من النصب والأحتيال ،
إن بعض السلوكيات من المخجل حقا ان تذكر هنا لأن مضمونها لا اخلاقي وبعض ضحايا تلك السلوكيات قد تكون من ذات اللاجئين.
بعضهم لاينفك البحث عن ضحاياه دون ادنى وازع من ضمير .
هؤلاء صورة سيئة تنخر في جسد مجتمعاتنا سواء كانوا في الداخل او في المهجر ويصبح علاجها صعب المنال وهي مليئة بالأمراض والأحقاد .
إرسال تعليق