على منصة العمران

مشاهدات



محمد صالح البدراني


حين تسأل من يدعو لايدلوجيا او فكر عن فاعلية فكره في بيئة منظومته يجيبك وكأنك سألته لماذا يجب ان يقام ما تفكر به؟

الاسلامي يشرح مزايا الاسلام وقيمه وعدالته في حكمه وان النماذج التي ظهرت هي عبارة عن مسوخ جاهلة عارية متوارية، اجابة كيف تعني التحدث عن آليات وبرامج تتفاعل مع العصر وما انتجته دراسة المثاني؟

كذلك من يزعم انه علماني او لبرالي وتجد ان طرحهم كله لماذا يجب ان يحكم بالليبرالية او بالعلمانية وان سالته كيف هذا يجيبك ايضا بأهمية الحكم بالعلمانية لما نراه من نماذج زعمت الاسلام فكانت نماذج لا تحتاج تعريفا، سواء كانت كذا او كذا الأمر سيان فالوصف لسلطات جبرية ولم ير اسلاما… فهو اذن نظام عاجز عن اقامة دولة، طيب يا سيدي الم تك المائة سنة السابقة تحكمها علمانية، وظهر الاجتثاث ايضا والاقصاء والتهميش وكل ما تنكره مما تصفه… وتتكرر نفس القضية ان لا احد يجيبك عن الكيفية في تطبيق فكره بدون اقصاء او تهميش، رغم انه يلغي الاخرين وهو على الشاطئ ولا يطرح سبيلا للتفاهم بين المتباينين، وهذا مستقبله الطغيان.

هذه المشكلة هي خلل بنيوي في العقلية السلطوية عموما في منطقتنا وغيرها وليست تخص العرب فقط او اية قومية بل الجميع في ذات التوصيف وسبل التفاعل مع الفرص (انا وليس غيري ومن بعدي الطوفان) لكنه لا يأتي الا بأسوأ ما في غيره والتخلف والاحزان، لماذا تظهر في منطقتنا، فلان أيدولوجيات متضاربة تتصارع فيها على فراغ، وتظهر في سلطات الغرب ايضا عندما تظهر تحديات ايدلوجيا مخالفة على ارض الواقع، كما نرى اليوم رفض الاخر والتهميش باسم الحرية والحفاظ على نمط وضعته الرأسمالية.

المشكلة تتلخص بالتالي

-1الفهم لفكر يطرحه ومدى تطابق النظرية مع الواقع عمليا، تطرح امنيات مع فرضيات لاواقع لها واحلام بلا معطيات او آليات.

-2لا يوجد برامج بنيوية ذات نظرة شمولية وانما ارهاصات مطعمة بايدلوجيا يبني عليها منظومات ظلم هربا من ظلم، فشعار منظومة تنمية التخلف هو، “اننا نحب الظلم ونحب ان نظلم ولكن نكره الظلم حين يقع علينا” فلا تمسي الأيدولوجيا الا مَعْبَرًا لاحتلال مكان الظالم بلا خطة او برنامج لإحقاق العدل، فاذا ما منع الظالم عن ظلمه ظن كل الظن هناك من يريد ظلمه. فان قلت له يا سيدي انت تظلم الاخرين، فالجواب: لا… انما هؤلاء خطر على النظام ولابد من ازاحتهم، يا سيدي اليس هذا منطق من ظلمك؟ لا…. انا شيء مختلف عن ذاك؟

الحق اقول لكم ان الامر يحتاج الى هدنة مع الذات وحوار لنتعرف الى كيف ندخل الاصلاح والتطور والرفاهية لأهلنا، وان العمران شيء والايدلوجيا شيء آخر فتعالوا معا على منصة العمران واتفقوا على الكلمة السواء في التطور، اما كيف فبوضع برنامج شامل هو ما يناقش وليس الأيدولوجيات عندها سنعرف جواب كيف نرتقي، ستتعارف الايدولوجيات وتتنحى أحدها امام الاخرى الانسب.

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم