ثائرة اكرم العكيدي
الامانة العامة لتنسيقية المشروع الوطني للتعايش السلمي في العراق اختارت السليمانية مدينة السلام والتعايش السلمي لعام ٢٠٢٠ وقد اقيم احتفالا كبيرا نظمته حركة السلام في السليمانية بحضور نائب محافظ السليمانية وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية والاعلامية وشيوخ من عشائر العراق الوسط والجنوب
تعد السليمانية مدينة التعايش حيث استطاعت خلال السنوات القليلة الماضية ان تؤوي مئات الاف النازحين واللاجئين وقدمت عن طريق المنظمات الانسانية اكبر الخدمات للنازحين واللاجئين من عراقيين وعرب
وقد اجتمع العراقيون اليوم من محافظات الجنوب والغرب والشمال ومن جديد ليعيدوا الوطن الجريح الى حالة من التوازن والاستقرار من اجل الانتقال بايجابية الى مرحلة ترتقي بالسلم لجميع قومياته وطوائفه واديانه
ان العراق اليوم بنسيجه الديني والاجتماعي والمذهبي بحالة من التعايش السلمي- بأستثناء حالات قليلة كان فيها للسلطة الحاكمة او القوى الخارجية دورا في ضرب التعايش- يعود الى اسباب وعوامل تاريخية واجتماعية وثقافية عدة ابرزها التراث الحضاري المشترك للحضارات القديمة التي قامت على مبادئ فكرية واجتماعية وقانونية وحدت العراقيين في هوية واحدة من جهة والى الحضارة العربية الاسلامية القائمة على مبادئ التوحيد والتعاون والتسامح من جهة اخرى، والخصائص الفكرية المتراكمة للشخصية العراقية التي ترتكز على التحضر والتسامح وقوة التحمل والثقافة العالية، وتماسك المجتمع العراقي التي افشلت جميع المحاولات التي كان القصد منها تمزيق التعايش السلمي بين ابناء المجتمع .
الانسجام اليوم بين ابناء المجتمع الواحد بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية فضلا عن اتجاهاتهم وافكارهم،مطلوب وبقوة فأن ما يجمع هؤلاء هو وجود اواصر مشتركة من قبيل الارض والمصالح والمصير المشترك، ويستمد التعايش وجوده من خلال تفعيل هذه الاواصر وتغليبها على الاختلاف وصولا لبناء منظومة اجتماعية تقوم على التزام كافة اطراف المجتمع وفئاته بمبادئ الاحترام المتبادل لحرية الرأي والسلوك والتفكير بعيدا عن التهميش والاقصاء والتسلط والعنف، فالتعايش يحسم الكثير من العقبات والمشاكل الفكرية والاجتماعية التي يتمسك بها غلاة الطائفية والعنصرية والمذهبية التي تثير الصراع وتأجيجه، وهذا بالنتيجة سينعكس ايجابيا على توطيد السلم الاهلي الذي يستطيع الانسان من خلاله ان يعيش حياته ويمارس اعماله بحرية مسؤولة، فضلا عن حصوله على حقوقه ومتطلبات عيشه بيسر وسهولة من دون ان يخشى الاعتداء على حقه وماله وامنه الشخصي او امن عائلته..

إرسال تعليق