الأخلاق الحميدة في غياهب الجُب

مشاهدات


 


ابراهيم الدهش

موضوع شائك وعقيم نعيشه اليوم وشغل المعنيين وذوي الاختصاص في المجال المجتمعي فيما يخص الظروف السلبية التي نعيشها من انحلال وتفسخ في بنية المجتمع ، فهناك أراء من تلقي اللائمة على تركيبة وبناء المجتمع هي من تغيرت نتيجة لظروف واسباب معينة بحيث اختلفت الموازين واختلت جميع الضوابط ،، فعندما نتحدث عن الاحترام والطاعة العمياء للكبير والشيخ وسيد المجتمع وحتى لرجال الدولة والقانون فنلاحظ أنها اختفت من قاموس المجالس والدواين بحيث اصبح الصراع والتسابق على من يتصدر الديوان والجلوس في الأمام أو( الكوسر ) هو السائد عند الكثيرين ، فيعتبر أن جلوسه في المكان غير المحدد له والمناسب لشخصيته هو من يعطيه مقاماُ ومنزلة في المجتمع ، والحديث لأجل الحديث هو عنوان المتحدث ، وكذلك البحث عن المشيخة واسم شيخ والذي يعتبره البعض هو في العباءة أو ( الصاية ) وربما التزين بالملابس والسيارة الحديثة الفخمة هو عنوان وتاريخ الشخص الزاهر !! ونسينا وتناسينا قيم ومبادئ الشيخ الحقيقي من توارثه اب عن جد أو من خلال الأرض التي يسكن فيها ومن حوله وحديثه القيم والمشرف الذي يذلل فيه أشد الصعاب والمشاكل من خلال الجاه والمنزلة التي وهبها له الله سبحانه وتعالى ،، تفاصيل كثيرة وشائكة بما فيها أيضا عدم احترام الموظف و المعلم و شرطي المرور وموظفي الدولة ، وأصبح التجاوز معلنا وأمام الجميع وبوقاحة ورغم ذلك فهناك من عشيرته واقربائه  يدفعون ثمن الخروقات اللاأخلاقية.  اما تعاطي المخدرات او( الكبسلة ) وبيعها فأصبح لها سوق رائج وعلى الملأ وأمام أنظار الجميع دون رقيب أو محاسب وإن عوقب المتعاطي أو من يبيع المخدرات فإنه يخرج مباشرة قبل دخوله قفص الحكم من خلال وساطات  المتنفذين وبعض الاحيان من رجال الدولة أنفسهم هم الساعين وراء خروجه وعدم إنزال أشد العقوبات بحقه ،، التخنث واللواط واعتذر من هذه المفردة لانها واقع حال !! نسمع بها كل يوم وخاص زفاف الذكور دون رقيب أو محاسب أيضا ، فقدان الدين والاخلاق في آن واحد ، واذا تحدثنا عن الزنا في المحارم فهناك الكثير وعلى مختلف الاصعدة ، تجاوزات وخروفات ماانزل الله بها سلطان ، ظواهر سلبية مستشرية في المجتمع العربي وليس فقط في مجتمعنا لا تعد وتحصى ،، مهنة التسول والسرقات بالجرم المشهود والقتل والاغتصاب فالحديث عنها معقد للغاية دون حلول أيضا ، اما الرمي والرمي العشوائي فقط أصبح ظاهرة منشرة وخاصة في المجتمع الجنوبي وفي كافة المناسبات .. فعندما يفوز المنتخب اشتعلت السماء بالرمي وتزوج فلان ،، قتل الأبرياء من جراء الرمي اما حادث الوفاة فحدث بلا حرج وكأن المتوفي إمام ذو منزلة ومقام رفيع في المجتمع وهكذا أصبحنا نلجأ الى المراجع الدينية فقط عند اعلامهم بشهر رمضان أو ليلة العيد وبعض المناسبات الدينية ، اما باقي الفتاوي فهي مهمشة ،، حديث يطول في هذا المضمار وكما اسلفت في بداية حديثي فان البعض من يلقي اللائمة ويوجه بوصلته تجاه المجتمع هو المسبب الحقيقي ،، وهناك رأي آخر بأن السبب الحقيقي في الدولة والقانون هم دواعي انهيار المنظومة الأخلاقية في المجتمع من خلال ضعف القانون وفقدان مركزية الدولة  كانت من دواعي انتشار كافة الظواهر السلبية فلو كان حساب و رادع لكافة السلبيات لما انتشرت هذه السلبيات بشكل واسع وعند جميع شرائح المجتمع ، فعندما يحاسب القاتل أو من يتعاطي المخدرات أو من يرمي وينال حسابه العادل لما تكررت هذه الأحداث وانتشرت كالنار في الهشيم .
 نعم للمجتمع دور في ذلك في عدم تفاعل وتعاونه مع القانون لكل يحد من كافة السلبيات فايضا للقانون والدولة الدور المسؤول في ذلك ايضا ..
نحن اليوم في أمس الحاجة إلى القانون والنظام من اجل أنفسنا ولحماية أولادنا من الانزلاق في الرذيلة .. التعاون مطلوب ودور رجل الدين في التوعية والإرشاد مطلوب جدا وهام للغاية ودور الإعلام في رصد الحقائق دون تزييف ودور المعلم وسيد ورجال المجتمع وتبقى الدولة هي الرقيب والراعي الأمين لرعيتها ..
نتعرض اليوم إلى غزو من كافة الجبهات اولها الغزو الفكري ، والتصدي مطلوب من قبل الجميع ومتابعة الأبناء أصبح من ضروريات الحياة لأجل ديمومة الحياة والحفاظ على الجميع.

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم