الفرح كظاهرة سلبية

مشاهدات

 




ولاء العاني

خلق الله الإنسان ونفخ فيه من روحه وجعله يسعى بجد وجهد للوصول الى الفرح والسرور فبين السعادة الأبدية والخلود هنالك صراع كبير وما ملحمة كلكامش الا نموذجا بسيطا على الكثير ممن سعى لها ولم توثقها ملاحم .

يقام في أقصى جنوب العراق بطولة كأس الخليج العربي التي تفننت الجماهير في كيفية التعبير عن سعادتها وزادها فوز المنتخب ليصل إلى المباراة النهائية ... راحوا يتدافعون للفوز بلذة متابعتها من داخل الملعب ! مع ضياع كامل للتنظيم الداخلي لهذه النفوس المتعبة .. على جانب آخر من مدينة الفيحاء التي غطى نكبتها جدار عازل عن رؤية واقعها المؤلم .. يشبه الجدار الذي فصل الفلسطيني عن ارضه . ازدحم الشباب ليجتازوا بركة مياه آسنة سقط فيها من سقط والآخرين مازالوا في الإنتظار ... ناهيك عن نهايتها التي ستزودنا قوائم الذين سيدفعون ارواحهم ثمن فرحة ضعفاء الشخصية الذين يجدون في اطلاق العيارات النارية اكمالا لذلك النقص ..

كانت ستنتابني مشاعر البهجة لو كانت المدينة آمنة جميلة نظيفة ومرتبة تتمتع بخدمات من حقنا كعراقيين طلبها من اقصى الشمال إلى أبعد نقطة في الجنوب وكنت سأكون أكثر إيجابية في سعادتي المقهورة والمظلومة والمصادرة ولو لم يمتلىء البلد بالفقر والجهل والحرمان .. ماذا يعني بطولة ونحن قد شربنا من كأس أسوأ جواز سفر واقذر مدن وابشعها وافسدها والقائمة تطول .. لله دركم يا عراقيين ما أطيب قلوبكم . كيف نسيتم عشرين سنة عجاف وجريتم خلف وهم وسراب فرحة كأس تجرعتم مرارته قبل رؤيته ..

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم