عام جديد يمر علينا بعد أعوام اختلفت فيها الآراء والمواقف سياسيا واقتصاديا وحتى ثقافيا، تغيرت بمنهجها ونهجها أفكار جيل ليتحول من مؤمن بفكرة إلى متلبس بفكرة، ناقما على الأفكار الأخر كونها بعيدة عن توجهه، فثبت هذا الحال في مخيلة المجتمع، وأصبح بعدها عقلا جمعيا لا يرضى بالتغيير وأن كان أفضل، لأن احتكار الفكرة وعدم قبول الآخر يسبب حالة من القطيعة وهو أمر مرفوض جملة وتفصيلا، والمشكل الاساس هنا هو أننا منقسمون حتى في فردانيتنا بمعنى الآخر وقبوله، فعن الامام علي بن أبي طالب : " الناس صنفان أما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق" ، على هذا الاساس يجب أن نحترم ويجب على الآخر أن يحترم افكارنا ولا يتهمنا بالطائفية والرجعية والانغلاقية، بهذا الاتهام وشبيهه ستصبح اعوامنا مع شركائنا كعام "دقيوس" وهو الإمبراطور الروماني الذي اتخذ إجراءات قاسية بحق المسيحين في المغرب الكبير ، ضلت راسخة في أذهان شعوب شمال أفريقيا، المسيحيون دفعوا ضريبة جنون" دقيوس" عندما كان يقبض عليهم ويقدمهم قربانا إلى الهيكل الوثني، وأصبح هذا العام في مخيلة الذاكرة الشعبية في المغرب، وهنا أقول كم "دقيوس" لدينا في المشرق إذا كان يرمي المسيحين كقرابين، فما بال من يرمي أبناء جلدته قرابين لالهته ولمقدسه ولفكره ، ( على أبناء جلدتهم اسود) ، فيأخذون الأموال كنقطة انطلاق بعدما كانت الأخلاق هي نقطة الانطلاق ، وبما أن الأخلاق لا مصرف لتوديعها وصرفها في أرض الواقع عدى السلوك ، نجد أن الأخلاق والمواثيق والعهود ذهبت ادراج الرياح والمتبقي الصكوك والعقود ، وهذا أدى إلى صعود طبقة من الأدنى إلى الأعلى، ونزول طبقة من الأعلى إلى الأسفل إذ أصبح الجدل الصاعد فجائيا و ممنهجا، والنزول مبرمجا، وخير بوابة للدخول " الصراع الداخلي" مما ولد انقطاع وصراع وفائدة لأصحاب سياسة فرق تسد، هذه السياسة المستمرة في كل عام في تزايد حيث نجد لبوس جديد في كل علم ولكن المحتوى واحد وهو وأد الإنسانية وعدم قبول الآخر وتبقى اعوامنا تدق بأجراس ديقوس لتقدم الآخر قربانا لأخيه .
عام "دقيوس" بين المشرق والمغرب
مشاهدات
إرسال تعليق