هل يعقل انكم لا تسمعون ولاتفقهون؟؟؟

مشاهدات


 

إبراهيم المحجوب

العالم كله اليوم يتحدث عن الوضع العراقي وما سوف يؤول اليه حال السلطة بعد تسريبات الامم المتحدة لتشكيل قوات لتغيير مسار الحكم في العراق وبعد التسريبات الاخيرة بين السياسيين وتوجيه التهم بين الطرف الفلاني للآخر  وكذلك التسريبات الاعلامية التي تحدث فيها احد المعارضين للعملية السياسية في بغداد من احد العواصم الاوربية  واليوم هناك تقارير كثيره تتحدث عن هذا الموضوع ولم يبقى احد من ابناء الشعب العراقي الا ووجدناه فرحا متلهفا لهكذا اخبار يعتبرها سارة جدا بالنسبة له كمواطن مهما كان طيفه وقوميته ونسبه وطائفته...

ولكن الطامة الكبرى ما زالت موجودة في الطبقة السياسية الحاكمة فما زالوا غير ابهين وغير مصدقين لما يقال ويدار من حولهم فإما انهم لا يفقهون ذلك او اما انهم متأكدون انه لا يوجد اصلا مثل هذه الامور اوربما اصابهم ما اصاب الذين من قبلهم  الذين سكنوا هذه المنطقة الموبوءة  واصبحوا لا يسمعون ولا يعرفون ما يدار خارج سياج المنطقة الخضراء وفي كل الاحوال فان الحذر واجب وان الانسان امام فرصة لتصحيح مساره والاعتراف بكل ماجنته يداه من اعتداء على اموال الشعب العراقي..... واذا ما فرضنا جدلا ان كل هذه الاخبار والاعلام كانت كاذبة فانه لابد على الطبقة السياسية في العراق ان ترى ما يحدث في الشارع وترى الفرحة الكبيرة التي يشعر بها المواطن عند مجرد سماعه خبر ازالة كل الطبقات الفاسدة الموجودة في الحكم... فماذا ينتظر هؤلاء هل ينتظرون ما تمنيهم انفسهم من اعمال مريضة والقيام بإشعال فتنة بين طبقات معينة من ابناء الشعب وهذا مستحيل فالشعب العراقي اليوم يفتهم كل الطرق الملتوية لدى الطبقة السياسية الحاكمة.... ام انهم ينتظرون ان تكون هناك فرصة لهم من التصحيح وهذا من سابع المستحيلات فمن تلوثت يده في المال العام لا يمكن لهذا الشعب مسامحته يوما ولا يمكن له شخصيا ان يغير مسار حياته فمن يعيش بالنعيم والترف ومن حوله ارصدة بالمليارات والخدم والحشم وخاصة بعد ان كان من طبقة معدمة نهائياً لا يتصور نفسه يوما بان يعود الى نقطة الصفر.. والاهم من كل هذا ان جميع الطبقة السياسية الحاكمة في العراق قد تناسوا امراً مهما وهو التغيير الذي حصل في العراق عام ٢٠٠٣ وكيف جاءت بهم الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الاساطيل من الجيش الأمريكي لاحتلال بغداد واسقاط نظام حكم دكتاتوري كان اقوى من وضعهم الحالي بكثير وكان يملك كل مقومات الدولة ولديه  مواليين للنظام لا يقبلون المساومة على ذلك...فكيف اذا تكرر المشهد اليوم بعد اثنان وعشرون سنة ونحن لا نملك اي سيادة على الاراضي العراقية وكل دول الجوار تعمل ضد وضع الحكومة الحالي... ان الافضل اليوم هو التنازل والاعتراف علنا بالأخطاء وترك دفة قيادة الدولة لمن هو اصلح بعيدا عن مسميات الطائفة والمذهب والقومية حتى نحافظ على الدماء ونجنب هذا الشعب ويلات جديدة من الحروب التي مللنا منها وكرهناها ومن خلفها تكرهنا اغلب شعوب العالم اليوم.. فاعتبروا يا أولي الالباب....

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم