عبد الجبار الجبوري
كثر الحديث هذه الأيام، عن تأسيس ناتو عربي– أمريكي، بمباركة دولٍ أوربية كبرى ،مثل فرنسا وبريطانيا والمانيا،لمواجهة التحديّات الخطيرة التي تمثلّها إيران، في منطقة الشرق الاوسط خاصة، والعالم عامة ،وهذا الخطرالإيراني ،تمثّله أذرعه في العراق واليمن وسوريا ولبنان ،إضافة الى الحرس الثوري الايراني،الذي يعدّ المحرّك الأساسي لهذه الأذرع، وهو المحال على لائحة الارهاب الدولي، وأهم عقبة أمام الاتفاق النووي الايراني، في مؤتمر فيينا،حيث ترفض أمريكا وحلفاؤها ،إخراجه من لائحة الإرهاب الدولي ،هو وحزب الله اللبناني،وزيارات ولي العهد السعودية الى الاردن ومصر وتركيا ،وزيارة أمير قطر الى مصر والكاظمي الى السعودية وإيران، تدخل في التحضير لزيارة الرئيس الامريكي جو بايدن الى المملكة العربية السعودية، وحضوره إجتماعات مجلس التعاون الخليجي ،وزيارته لدول أخرى، وإعلان الناتو العربي – الامريكي ،لمواجهة خطرإيران وأذرعها،وتحجيّم دورها المحوري وتدخلاتها في الدول العربية، ودعمها للميليشيات ،فهل حققت زيارة زيارة ولي العهد السعودي غاياتها وأهدافها،في توحيد موقف شرق – أوسطي لمواجهة تنمر ايران واذرعها ،الجواب بنعم والدليل الاستقبال الاستثنائي لولي العهد الى الاردن ومنحه أعلى وسام أردني في المملكة، وإستقباله من قبل الرئيس السيسي شخصياً وبحفاوة بالغة، كما هو إستقبال الرئيس التركي أردوغان(رغم قضية خاشقجي)،الذي أدهش الأتراك قبل الآخرين،ثم (التحاضن الإستثنائي)، بينه وبين مصطفى الكاظمي في المملكة،ولاننسى الإجتماع المرتقب اليوم، بين أمريكا وإيران برعاية قطرية، للتفاوض على مخرجات مؤتمر قيينا المتوقفة ، دون حضور الدول الاوربية، والذي نجزم أن الإجتماع إعلامي، سيفشل حتماً كسابقاته، لسبب بسيط، هو إعلان وزارة الخارجية الامريكية،أن الإجتماع بين الطرفين في قطر، سيخلو من مناقشة وضع الحرس الثوري ورفعه من لائحة الارهاب،وهذا ماترفضه إيران جملة وتفصيلاً،لهذا تضغط ايران لإفشال أية محاولة لتشكيل حكومة عراقية ولبنانية إلاّ بمقاساتها، وتستخدمها ورقة ضغط على اية مباحثات أمريكية معها ،سواء للتهدئة وتقاسم النفوذ في المنطقة ،أم للتفاوض حول الإتفاق النووية ، وأزاء هذا العناد والتسويف والتضليل الإيراني، لكسب الوقت لإنجاز القنبلة النووي العسكري، أثناء المفاوضات وغيرها، كما أعلنت الصحف الأمريكية نفسها، وقالت أنّ إيران ربما ستنجز وتعلن عن مفاعلاتها النووية بظرف أسابيع ،هذا الإعلان سيسرّع في إعلان ناتو عربي –أمريكي وأوروبي لمواجهة التحدي الايراني للعالم، بإعلان إمتلاكها القنبلة النووية،وهذا ماتعمل عليه دول الخليج العربي وامريكا في منتصف شهر تموز القادم،في وقت تتصاعد حدّة التهديدات والحرب السيبرانية والإغتيالات بين اسرائيل وايران وأذرعها، في الداخل الايراني،وبين إسرائيل وحزب الله في لبنان، إذ لايمكن مواجهة ايران عسكرياً من قبل إسرائيل وأمريكا، مالم تبدأ أولاً مع سلاح حزب الله، الجبهة الايرانية المتقدمة مع حدود إسرائيل، والذي يمتلك حزب الله حسب تصريح نصرالله مائة الف صاروخ إيراني ،موجّه نحو إسرائيل(حسب زعمه)، وهو كلام إستهلاكي لغرض التخويف فقط،وإسرائيل ولكي تحرج وتفضح قادة وملالي طهران،سربت أمس فلماً إجتماع قاسم سليماني مع قادة ومخابرات إسرائيلية وبالأحضان،وإسرائيل تعلن يومياً عن عملية إغتيال لقادة الحرس الثوري، وعلماء القنبلة النووية الايرانية، وقصف معسكرات الحرس الثوري والميليشيات في سوريا والعراق، وإستخدام الحرب السيبرانية لعمليات داخل منشآت ومصانع الاسلحة والصواريخ الباليسيتية الايرانية ومعاملها الحساسة داخل ايران ومدنها، دون أن تجرؤ ايران واذرعها من الردّ على جميع ماتقوم وقامت به إسرائبل ،إذن هل نستطيع القول أن الحرب بين إسرائيل والناتو العربي قادمة ، وكيف يكون شكلها، هل مواجهة عسكرية أم دعم للمعارضة الايرانية فقط،وهي لاتريد تكرار سيناريو العراق ومستنقعه التي سقطت فيه،أنا أرى أن مهمة الناتو العربي والامريكي والاوربي ،هو تحجيم إيران وإنهاء أذرعها وأسلحتها ،وفي مقدمتهم حزب الله والميليشيات، ومحاصرتها وإنهاء دورها التخريبي ،في لبنان والعراق واليمن ،ودعم المعارضة الإيرانية داخلياً، حتى إسقاط النظام ،وليس المواجهة العسكرية، التي ستستخدمها إيران واذرعها ذريعة لكسب الرأي العالمي، والشارع الايراني أولاً، ولكن هذا لن يحصل، لسببين أن المعارضة الايرانية ،ترفض أي تدخل عسكري أجنبي، وثانياً أن الدول الخليجية ترفض أي تحشد أجنبي ينطلق من أراضيها، لإن الصواريخ الإيرانية ستستهدفها اولاً ،وتلحق بها ضرراً كبيراً، كما حصل في قصف حقول أرامكو،هناك تحولات دراماتيكية في الشرق الاوسط ،سواء في المواجهة العسكرية او بالحرب السيبرانية او بغيرها، هناك أحداث كبرى ستقع قالها عرّاب السياسة الامريكية هنري كيسنجر، وجميع المعطيات على الارض تؤكد الحدث الجلل، والذي من المؤكد ستدفع المنطقة وخاصة الخليجية ثمنها والعراق أولاً،لانه سيكون ساحة لها، لسبب بسيط،لشدة الصراع على السلطة بين الإطار والتيار الصدري، حيث يصرّ نوري المالكي وكتلته والفتح بتشكيل حكومة توافقية تحاصصية ، رغم إعتراض بقية الكتل والتيار الصدري،ويصرّ نوري المالكي شخصياً تزعم وقيادة هذه الحكومة التي ستقود العراق الى الهاوية مرة أخرى، وتسمح لإعادة العراق الى مربع حرب أهلية، وحرب شيعية –شيعية ، وحرب إقليمية ،وعودة خطر داعش وتهديده للمدن المحررة ، وتسمح أيضا لتدخلات إيرانية وتركية ،وتغلغلها في الاراضي العراقية، بحجة ملاحقة حزب الديمقراكي الكرستاني التركي البككا ودخول سنجار ودهوك وغيرها ، وهي فرصة ذهبية لايران وتركيا لتدخل اوسع في العراق لحماية وتوسيع نفوذهما وحماية مصالحهما الاستراتيجية البعيدة، وهذا من حقهما عندما تكون الدولة ضعيفة هزيلة وتابعة ذليلة للاجنبي،لاتستطيع ان تقول (لا)،لاي متدخل في اراضيها وشؤونها،ويصبح عندها العراق ،قابل للتقسيم والأقلمة والتشرذم، وهو حلم ومشروع بايدن قبل أن يصبح رئيساً لأمريكا،نعم إصرار الإطار التنسيقي لتشكيل حكومة تحاصصية طائفية ، سيقود العراق حتماً لصراع أهلي داخلي، ويسمح لتدخل دولي واقليمي، وهذا ماتعمل عليه أمريكا وإيران وإسرائيل، فإضعاف العراق وإنهاء دوره الاقليمي وثقله الدولي ،هو حلم هؤلاء، العراق لن يخرج من عنق الزجاجة بوجود أحزاب تابعة لدول اجنبية، وتعمل لصالح احزابها ،وهذا ما تمارسه احزاب السلطة المتنفذة، لهذا لابد من مواكبة التغييرات الجيوسياسية القادمة ،والانحناء لعاصفتها، قبل الإجهاز على (ماتبقّى من العراق)، الناتو العربي – الامريكي التركي الاوروبي لابد من تشكيله ،لإقامة الشرق الاوسط الكبير، الذي غزت من أجله أمريكا العراق، ولم تحقق حلمها فيه، والذي قابله ظهورالمشروع الإيراني وأفشله، بإنشاء الأذرع الإيرانية في المنطقة، التي غيرّت شكل التحالفات الإقليمية والدولية، وخروج الرئيس ترامب كان أحد أسباب فشل قيام مشروع الشرق الكبير، ومجيء الرئيس بايدن ، الذي أعلن حربه على دول الخليج والسعودية والامارات تحديداً ،وأوقف صفقات الأسلحة والطائرات، وقطع شبه تام للعلاقات الدبلوماسية، وتهدياداته للسعودية بعد مقتل خاشقجي، اليوم عاد (صاغراً)، جو بايدن ليقبّل يدّ قادة المملكة والخليج، بعد فشل سياسته الخارجية،والسماح لتنمّر إيران وأذرعها ، ليعلن تأسيس حلف جديد لناتو عربي أمريكي إسرائيلي، لمواجهة إيران وأذرعها ، هذا ماستفّصح عنه ،جولة لقاء وإجتماع الرئيس بايدن،مع قادة الخليج العربي ودول المنطقة ،في زيارته المرتقبة في منتصف تموز المقبل،وسنرى بعدها....
إرسال تعليق