بقلم سرگـول الجاف
تسعى المرأة دائماً للحفاظ على جمالها بطرق مختلفة منذ زمن الفراعنة فكانوا اول من استعملوا مستحضرات التجميل والخلطات وصولاً الى العصر الحالي وإجراء عمليات التجميل كي ترضي ذاتها احياناً او لإرضاء الزوج او اللواتي يكن مقبلات على الزواج او الغيرة الموجودة لدى بعض من النساء .
وتختلف الدوافع من امرأة الى اخرى بين ماهو موضوعي وما هو هوس بالمشاهير كتقليد شكل نجمتها المفضلة او ترغب بالظهور كصديقتها . وقد تستمر في عدة محاولات لأنها عادةً لا تمتلك الرضا عن ذاتها ثم تدخل دوامة عمليات التجميل التي لا تنتهي فنسبة منهن يرغبن في الحصول على شكل افضل من خلال تجميل الأنف او تكبير الخدود ونفخ الشفاه وشد الجفون او تكبير الثدي او ازالة التجاعيد وشفط الدهون وهي أكثر العمليات رواجاً في اوساط النساء حالياً . بل امتدت حتى بين اوساط الرجال ايضاً وانتشرت هذه الظاهرة بسبب مسايرة الموضة وحب التقليد وعدم الثقة بالنفس . وتتركز أعمار غالبيتهم مابين 20-50 عاماً فيما يمثل العنصر النسائي النسبة الغالبية . تبقى مثل هذه العمليات بصفة عامة مطلوبة لأنها تحسن الصحة النفسية والجسدية للمرأة خاصةً للقضاء على ترهلات مابعد الولادة وأخفاء الندوب وآثار الحروق وكلها تسعى الى ترميم ما افسده الدهر للحفاظ على طبيعتها وابراز جمالها . لقد تبين ان هناك أكثر من 400 مركز تجميلي غير مجاز في بغداد منها المرتبطة بشخصيات سياسية في الدولة العراقية الحالية أضافةً الى اغلاق 190 مركزاً مخالفاً للضوابط والشروط المعمول بها من قبل وزارة الصحة وهناك مراكز وهمية غير مرخصة في البلاد هدفها الربح المالي فقط . ومع تكرار حدوث وفيات أثناء إجراء العمليات الجراحية أو بسبب مضاعفاتها هناك عدة أسباب تقف وراء تزايد هذه الحالات منها ان يكون الطبيب غير متدرب في هذا المجال او لم يأخذ احتياطاته بشكل صحيح أو ان يكون منتحلاً لصفة الطبيب .
هذا وكشفت حادثة وفاة إيمان ضعف الرقابة على هذه المراكز في العراق عامةً وفي بغداد خاصةً وقبلها دخلت (س . أ) احداها وهي تحلم أن تخفي تجاعيد ظهرت على وجهها لكنها خرجت بملامح مشوهة سببت لها مشكلة نفسية نتيجة حقنها بسوائل ذات منشأ رديء وأجري لها العملية شخص أدعى انه مختص لتكتشف فيما بعد أنه لايمتلك حتى شهادة الثانوية وهناك شاب دخل احدى المستشفيات الأهلية بقصد التخلص من السمنة وخرج منها جثة هامدة دون ان تعرف الاسباب وهناك عشرات الحوادث التي نسمع بها يومياً . الى متى تبقى الدولة والدور الرقابي لوزارة الصحة متواطئة مع هؤلاء والغرض لكي ينتفع بها السياسي والبرلماني ؟؟
إرسال تعليق