معرض العراق الدولي للكتاب درة كانون الأول ..

مشاهدات


 

رند علي / العراق / بغداد

يقول الكاتب الأمريكي هنري ميللر ( الكتاب ليس فقط صديقًا بل يصنع لكَ أصدقاء). هذه العبارة لمسنا صدقها  
في معرض العراق الدولي للكتاب بدورته الثانية التي حملت اسم الكاتب العظيم ( غائب طعمة فرمان) تحت شعار ( النخلة والجيران).

هذا الحدث الثقافي الكبير الذي أبهج العراقيين جميعاً وليسَ البغداديين فقط فمعرض الكتاب هذه السنة لم يكن معرضاً  للكتب فقط وإنما وجه حضاري للعراق ولبغداد دار السلام .

تم إفتتاح المعرض في يوم ٨/ كانون الأول  بحظور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وقال في كلمته (أرحب بكل الضيوف العرب والعراقيين، أصحاب دور النشر والزائرين الكرام. وأتشرف بحضوري في معرض العراق الدولي للكتاب . وأضاف ” نحن بحاجة لهذه المساهمات لا سيما وأن الوضع السياسي انعكس على المشهد الثقافي بشكل مباشر. على الاخص مع التحديات التي نواجهها، فنحن نصنع الأمل لنواجه من يحاول أن يقتل فرصة الحياة، العراق مهد الحضارة وأول من رسم الخط وأبدع الكتب ، أسس المكتبات .. نحن لا نزال في هذا المسار لنحافظ على تراث أجدادنا، واضاف “رغم كل التحديات الصعبة الا أن الحكومة مقصرة بحق الثقافة والمثقف العراقي ، مقصرة بحق الأبداع  وهو اساس التغيير في المجتمع من دونها لا تستطيع أن نتسلح بالعلم والثقافة والمعلومة الحقيقية ومن هنا تبدأ رحلتنا ونستمد قوتنا).

وقد انتظمت الدورة الثانية بمشاركة  300 دار نشر وتمثلت  في مجموعة كبيرة من العناوين في جوانب متعددة مثل الشعر والقصة والكتب تتناول التراث والثقافة والفكر مع إصدارات ومنشورات اتحاد الادباء والكتاب في العراق وإصدارات وزارة الثقافة و دار الشؤون الثقافية ، بعد جهود جبارة من مؤسسة المدى المنظمة لمعرض العراق الدولي للكتاب  والتي كانت قد نظمت قبل شهر من هذا الحدث الثقافي الكبير معرض البصرة الدولي للكتاب الذي أشادَ به كل من حضره ، فمعارض مؤسسة المدى معروفة بدقة تنظيمها للمعارض مثل معرض اربيل الدولي للكتاب ومعرض البصرة الدولي للكتاب إضافةً الى معرض العراق الدولي للكتاب.
 
شهد زوار المعرض  اقامة ندوات وحوارات ثقافية مع شخصيات ثقافية واعلامية وادبية لأهم الكُتاب العراقيين والعرب مثل الكاتب المصري يوسف زيدان والكاتب المصري إبراهيم عيسى والكاتب الكويتي طالب الرفاعي ومن العراق الكاتبة العراقية لاهاي عبد الحسين والكاتب والباحث العراقي ناجح المعموري والشعراء سمرقند الجابري ومجاهد ابو الهيل وعارف الساعدي وغيرهم من رموز الحركة الثقافية في العراق .

إضافةً الى وصول الوفود من بعض الدول العربية والأجنبية لزيارة المعرض مثل الوفد الياباني والوفد القطري والكويتي

أرض المعارض في بغداد التي أُقيم فيها المعرض شهدت اقبالاً واسعاً من القراء ومحبي الثقافة وبتوفير الخصومات من دار المدى ودور النشر الأخرى تمكن محبي القراءة من  اقتناء الكتب بأسعار مناسبة.

( إزدياد اعداد المعارض في العراق )

اثناء تواجدي في المعرض سألني احد الصحفيين عن زيادة إقامة المعارض الدولية في العراق هل له نتائج سلبية أم إيجابية وبالتأكيد إقامة أكثر من معرض في السنة الواحدة يدل على وجود قوة شرائية للكتب ووجود قوة شرائية دليل على زيادة شريحة المثقفين وبالتالي زيادة الوعي عند الفرد العراقي فهي ظاهرة ذات مؤشر إيجابي .

( بين الكتاب الورقي والألكتروني)

دائماً ينتصر الكتاب الورقي مهما كثر الترويج للكتاب الألكتروني وزيادة عدد الزائرين في المعرض وكثرة إقتنائهم للكتب دليل على انتصار الكتاب الورقي على الألكتروني ( الذي هو بالحقيقة سرقة لجهود المؤلف او المترجم ودار النشر )

( بين السيلفي والكتاب)

تبادل البعض بعض الإشاعات المحبطة على ان زوار المعرض لم يقتنوا الكتب بل إنشغلوا بأخذ الصور ( السيلفي) دون النظر على الكتب او اقتنائها ، ورداً على هذه الإشاعة كوني من زوار المعرض فالكثير من الإماكن  صممت بتصاميم رائعة تستحق التوثيق وشريحة الشباب الواعي المثقف الذي زارو المعرض لايمكن التغافل عنها او إنكارها  فلاخلاف بين قراءة الكتب وأخذ السيلفي والكثير من الزوار كانوا يحملون كتبهم مثلما يحملون احلامهم وطموحاتهم في ذواتهم ويلتقطون السيلفي فلحظاتنا الرائعة مع الأهل والأصدقاء بين الكتب والمحافل الثقافية لابد من توثيقها ..

( بغداد منارة العلم والعلماء)

وتبقى بغداد والمجتمع البغدادي دائماً بترقب وإنتظار ومتابعة لكل الأنشطة الثقافية التي تقام على أرضها والتي تساهم في زيادة وعي أفرادها  وكما يقول الشيخ والأديب علي الطنطاوي ( فسلام على بغداد ، على بغداد المنصور والرشيد ، على بغداد الأئمة والمحدثين ، على حاضرة الدنيا ومثابة الدين ، على بغداد الجديد المتوثبة وملء إهابها العزم والإيمان ، على بغداد التي ستكتب قصتها مرة أخرى في صحائف القوة والعلم والمجد).


0/أرسل تعليق

أحدث أقدم