(دور الإعلام المأجور في شرعنة نظرية التسقيط والتبجيل في عقلية المشاهد)

مشاهدات



حسن راسم محمد


"إن للإعلام لدور كبير في حياة المجتمعات والشعوب لما له من دور عظيم وبارز في تغطيته لجميع أحوال الناس من القضايا المختلفة السياسية منها والثقافية المنوعة والتي يغطيها ويظهرها على بواباته المنوعة السمعية منها والمرئية محاولة منه نقل الوقائع والأحداث بصورة أكثر شفافية وواقعية الى المتلقي والمستمع وهو ناقلا كبيرا ورابطا بين عدت قارات ودول من ناحية التغطية المباشرة ولكن خلال الفترات التي نعيشها نحن والناس جميعا الآن نشاهد بأن الإعلام قد أصبح سائرا بين دربين مابين النور والظلام فهو تارة يأخذ دوره في أظهار الأمور بحقائقها الثابتة وكما هي من الواقع وتارة يأخذ دوره في التحريف والتزييف وتقليب الأحداث بحسب المزاجية القائمة على مشارب رؤوساء وأصحاب هذه القنوات والوكالآت الإخبارية فهو مابين تسقيط متعمد وبدراسة مستفيضة ومابين تبجيل وتعظيم وحسب المصالح التي يريدها المقيمين على هكذا قنوات وسنتكلم بحول الله حول الأدرار الذي يلعبه في التسقيط والتبجيل"


دور الإعلام في التسقيط


من أخبث الأدوار التي يؤديها  الإعلام الأعور والإعلام المشوه هو حملته الكبيرة التي يؤديها في تسقيط بعض الاشخاص من خلال فبركة الأخبار عليهم ووضع الأمور في غير نصابها ومعادلاتها فتجده دائما يمارس سلطة قوة الإقناع في عقلية المتلقي وذالك من خلال تأثيره المباشر من خلال إختياره للأشخاص الذين لديهم مسيرة كبيرة في هذا المجال ومن خلال الطرح الذي يطرحونه بحيث يشوشون  على العقلية الجماعية من خلال خلط الأوراق وذالك يرجع لعدت أسباب منها الأتجاه الفكري والمنهجي الذي تسلكه أدارات هكذا قنوات والأهم منها وكما نشاهده الآن هي المصالح المادية والمردودات التي ترد على اصحاب هذه القنوات وذالك من خلال أبتزاز الشخصيات ومحاولة مقايضتهم او يتم إسقاطهم بكل ما لدى هذه القنوات من وتخييرهم بين أمرين فإما يتم تسقيطهم من خلال نشر  ألأخبار المغلوطة والأكاذيب المنمقة أو الرضوخ للشروط والمسلومات وهنا يبقى هولاء الاشخاص مخيرين مابين الدفع او مابين تحمل الهجمات الاعلامية الشرسة والمدروسة بعمق ومن خلال عدت اتجاهات،

إن الإعلام المسقط تقف ورائه جهات كبيرة ويدير شؤونه أناس أصحاب أموال طائلة ومتنفذة أحيانا على المستوى السياسي او الاجتماعي وهو في ذالك يحقق مآرب وأهداف مختلفة المشارب فلكل قناة من هذا الاعلام رؤى وأهداف ورسالآت يريد ان يؤديها في الوسط الاجتماعي وذالك من خلال أظهاره في وسائل الإعلام المعروفة وأيصالها بالشكل والسحنة التي يريدها الى المشاهد وذالك من اجل تغيير الأنظار ومن اجل غايات أخرى تكمن جميعها في الأخذ والعطاء تجاه اشخاص يستهدفهم هذا الأعلام وهذه الجيوش المدربة والمسلحة خلف الكاميرات وخلف الأضواء حيث تقدم الوجبات المشوقة والمدوية على ألسن أشهر الاعلاميين وأبرزهم على الساحة العلمية وأكثرهم مقبولية مابين الاوساط الشعبية وذالك لك تسهل العملية ويسهل الهدف المنشود حيث تدر الآف الدولارات والملايين على هذه القنوات من خلال أشخاص من الداخل ومن الخارج وقد يكون الدعم من عدت دول وتيارات متعددة المذاهب والاطياف ومتعددت العقائد فبعض القنوات عقائدها علمانية والبعض الآخر ليبرالية والوجه الآخر إسلامية ومابين هذه القنوات معارك محتدمة ومشتدة في كثير من الاوقات كل من هذه القنوات ينشر السياسة المرسومة والموضوعة من خلال الإدارات المنوعة وكل يحاول أظهار منهجه بالشكل الذي يرضاه الجمهور ويستسيغه المتلقي"


دور الإعلام في التبجيل


فالوجه الآخر ايضا للإعلام هو النقل من المدنس الى المقدس ومن القبيح الى الجميل ومن الناصي الى العالي حيث إن المتتبع الى الإعلام العربي والاقليمي وما يؤديه من تعظيم الوقائع وصبغها وتلوينها وتجميلها وأظهارها بالدور العظيم والذي يعكس صورة المجتمع وأخراجه بالعظمة والغلبة ويصورها بالصورة المبجلة والمقدسة والذي يزيد من مقامها السياسي والاجتماعي أمام العالم الخارجي،

قد نرى بين الفينة والأخرى صعود اشخاص على الواجهة الاجتماعية والاعلامية ويتم تصويرهم على أنهم أصحاب قرار وشأن وعلى أنهم قادة وقدوات وعندما ترجع الى الأصول تجد بأن الواقع يتناقض جملة وتفصيلا مع ما يطرحونه،

 فالاقوال والابواق الأعلامية شيء والواقع الذي يبين ويوضح ويعطي الصورة الحية لسير هولاء شيء آخر وكل هذا الإطراء وهذا الاجلال المعطاة الى هكذا شخصيات اذا ما استقرأت اسبابها تجد بأن المنفعة المادية وترسيخ الايدلوجيات والرسائل في النفوس طاغية على الإدارات وعلى العقول فكل إدارة تبحث عن ما ينسجم مع ما تطرحه من افكار وعقائد وعلى ماتريده هي"


"اليوم على المستمع والمشاهد للقنوات الاعلامية المرئية والمسموعة أن يكون أكثر فهما وأكثر وعيا وتحليلا على ما تطرحه هذه القنوات والوكالآت وأن يستبين الأهداف والرسالات التي تطرحها فقد يتم دس طعم الخبث الفكري والاخباري بين الموائد الاعلامية الظاهر عليها الجمال والطيب والشعارات البهية والتي تهدف خفية الى تحطيم ما تسعى لتحطيمه وتسقيط اشخاصا معرضين للأبتزاز بين الحين والآخر،

فلا يفضل ان يكون المشاهد إنسانا أكثر سذاجة وبلاهة لا يعير أي أهمية لما يقال وما يطرح في البرنامج فأن لكل مادة مطروحة وراءها أناس أصحاب مخططات وأصحاب مصالح قد تكون شخصية او عقدية او دولية ومن اجل اهداف مابين الحسنة والسيئة فالأمر يقع على درجة ثقافة ووعي الجماهير المتلقية التي يخاطبها هذا الاعلام فأن كانت جماهير نخبة وصفوة فستعرف وتحلل وتنقد كل ما لايقبله العقل والمنطق وستعري هذه القنوات وتفضح ماتسعى له من ستراتيجيات هدامة وبغيضة،وأما إذا كانت الجماهير من الطبقات المتدنية والمنحطة معرفيا فستكون فريسة سهلة الأصطياد العقلي والفكري وستتقبل وتصدق كل مايقال وكل ما يرسل لها وتقوم أيضا هي بدور الترويج الإخباري لهذه القنوات والاستقتتال على نشرها بين الاوساط الشعبية من دون وعي او استنتاج او حكمة،فعلى المرء المشاهد ان يكون متفتح النظر وعميق الإحساس بما يحاك عليه من معتركات وفبركات إخبارية تنشر له يوميا وبكميات كبيرة متعددة الأهداف والرسالات الفكرية والأخلاقية ومن اجل تحقيق الاهداف التي يريدها القائمين على هذه الوسائل الاعلامية المنوعة"

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم