بقلم ابراهيم المحجوب
وجهت لنا دعوة اخوية من الاخ الشيخ فارس ابن الشيخ محمد المربد ورغم اننا طلبنا التأجيل عدة مرات لضيق الوقت احياناً الا ان الشيخ فارس واصراره على قبولها وتلبيتها وضعنا بأمر الواقع فقبلنا دعوة الكرام وبكل سرور لان هؤلاء الناس معرفتهم فخر وأكلهم دواء ومخالطتهم دروس نستفاد منها....
توجهت بنا السيارة برفقة الشيخ جاسم الگصمي الى منطقة غرب الموصل وبالتحديد منطقة ناحية زمار وعندما وصلنا مقابل سايلو الوائلية اتجهت سيارتنا يمينا الى قرية تسمى چمروت يسكن فيها سبعون عائلة تقريباً وهناك كان ينتظرنا صاحب الدعوة في مضيفه العامر المضيف الذي استقبل آلاف الزائرين قبلنا انه مضيف المربد وديوانه المفتوح للضيوف في كل الاوقات ومن لا يعرف الشيخ محمد المربد الذي اشتهر صيته الى ابعد منطقة سكنية في العراق وجنوب سوريا صاحب الصينية المعروفة (الهدله) والمشهورة في غرب الموصل بأسم السفينه وقد كتب عنها قصائد ومقالات كثيرة...وقد رأيتها بام عيني هذا اليوم حيث يجلس عشرون شخص على الصينية الواحدة وبركة الطعام تكفي لعشرات الاشخاص..
وقصة الهدله عزيزي القارئ الكريم وحسب ما سمعناه من الاجيال التي سبقتنا فهي مستمدة من نخوة قبيلة الجبور فهم ينتخون بها فهي صينية جدهم المملوءة بالزاد فأرادوا تقديمها للضيوف فهدلت ايدي حامليها لكثرة وثقل الزاد الموجود فيها واليوم نرى ان اغلب مضايف اولاد السلطان جبر يعيدون هذه الصينية بحلتها الجديدة داخل مضايفهم ودواوينهم العامرة باهلها وناسها الطيبين... ويعتبر الشيخ محمد المربد من الاوائل لأعادة تلك المناسف وفعلاً هذا ما رأيته بأم عيني من كرم وجود هذا الشيخ الفاضل. وقصة صينية هذا الشيخ وتسميتها الهدله عندما كان كاتب المقالة يسكن في سوريا وفي احد الجلسات العامة والتي حضرها عدد من الوجهاء والشيوخ والمسؤولين وجمع كبير من ابناء العشائر العربية في محافظة حلب وكان التجمع في احد مضايف شيوخ العشائر.. وكان السؤال موجه لكاتب المقال ويدور عن سبب تسمية قبيلة الجبور بأخوة هدلة وعندما شرح لهم ما سمعه عن هذه التسمية سأله قسم منهم هل هذا الشيء موجود الآن لدى ابناء القبيلة.. وصادف انه كانت هناك دعوه في مضيف الشيخ محمد المربد قبلها بأيام وقد قدم صينيه كبيره مملوءة في الطعام للضيوف وانتشرت الصور في مواقع التواصل الاجتماعي فقام كاتب المقالة بعرض الصور لتلك الوليمة وقال لهم هذه الهدله وقد انتقلت من مضيف جدنا السلطان جبر الى مضيف حفيده الشيخ محمد المربد فما كان من الحاضرون الا ان قالوا نعم نشهد ما رأيناه الآن في هذه الصور وهذا قمة الكرم...
وان ما نتمناه اليوم ان تكون الهدله موجودة في كل مضايف مشايخنا الكرام ولنا الفخر ان نكتب وننشر كل ما سوف نراه موجود على ارض الواقع....
عزيزي القارئ الكريم
عندما تصل هذا المضيف تجد ان الشيخ محمد المربد وابناءه الشيوخ الدكتور جاسم استاذ جامعي والاستاذ فارس يحمل شهادتين علميتين والمهندس منصور والمهندس الزراعي فؤاد والموظف عماد والموظف اياد يرحبون بك بكل حفاوة وفي كل لحظة تجد الهلا ومرحبا على رؤوس السنتهم وكأنهم قد رضعوا مكارم الطيب والترحيب مع حليبهم الطاهر النقي الاصيل...
فيا آل مربد لله دركمُ
بيت الكرام وخير الجود جودكمُ
ان الكريم بطيب النسل نعرفه
يعلو ويعلا الشأن والعَلمُ
اني شهدت بباب مضيفكم
رايات عَدلٍ فالسلطان جدكمُ
نعم قارئي الكريم ان المضايف العربية لابد ان نذكرها بأفعالها الطيبة دوماً وربما الكثير من الاخوة يتسائل عن سبب اهتمامي بهذا الموضوع رغم انني اكتب مقالات سياسية او ادبية ولكن التاريخ يجب ان يكون له اهتمام كبير في اقلامنا الحرة والمستقلة وحتى نبقى نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا مع التطور العمراني والتكنولوجي الحاصل في العالم ومع انتشار الثورة الإلكترونية وهذا لا يمنع اهالي المضايف والدواوين العربية ان يمارسوا دورهم وعاداتهم وتقاليدهم الاصيلة مع هذا التطور...
فالشيخ محمد المربد يمتلك مضيف مبني على الطراز الحديث وفيه تجد كل وسائل الراحة من الخدمات الضرورية مثل اجهزة التدفئة والتبريد ووسائل العصر الحديثة الأخرى مصحوبة مع رائحة الهيل والقهوة العربية التي تفوح بعطرها من أفواه الدِلال تنتظرها الفناجين بشغف ومحبة لتقدم للضيوف ومعها كلمات ثمينة لها مدلول خاص بطعم عربي اصيل عندما يسمعها الضيف يشعر بكل الفخر بمعرفته بهؤلاء الناس وهم يرددونها:-
(( الله محييهم من ممشاهم لي ملگاهم))
ان الضيف يجد نفسه في راحة ونشوة تامه وهو يسمع الترحيب من كل حدر وصوب ويرى البسمة في وجوه المعازيب الكرام...كيف لا وهم من تربى على العز وتعلم منذ نعومة اظافره استقبال الضيوف والقيام بكل واجبات الضيافة العربية الاصيلة...
وقد كتبت ابيات شعرية بحق هذا الشيخ الجليل في احد التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي مخاطبا ابنه الشيخ فارس اقول فيها:-
ابوك تاج الراس والنسل معروف
هذا ولد مربد مالو مثايل
العرب يوم يضيمها الضيم
يفزع معاها اجواد ولد الاصايل
انتوا الحمولة في كرمكم اجاويد
والسيف شاهد على فعال الحمايل
يفارس الجود والله موجود
محمد المربد ابن روس القبايل
انتوا مضيف الجبور رفعة الراس
والدلال تزهوا فوك جمر الفتايل
وابن السبيل الجاك جوعان
يأكل براس الجدر ماكو فضايل
مناسفك والصيت وصلتنا العلوم
وانت يراعي الجود مثلك قلايل
جدك جبر سلطان مشهور
ونعمين من خلفة جبر گول وفعايل
هذا ولد مربد بالعرب مشهور
وانا اشهد انوا دوم صف الاوايل
ما خاب ظني من مدحتك ومفخور
فخر لعمامك واگف لكل العوايل
------------------------------
نعم ايها الضيف الكريم عندما تزور عرب المربد بقريتهم الزراعية چمروت تتجدد فيك المعرفة للعادات والتقاليد وتتعلم من هذه الدواوين ومن مجالسها مجالس الشعر والادب والاصالة والنسب...وتجتمع بك الذاكرة وتغفوا بك بعيدا وهي تمزج الماضي بالحاضر والمستقبل...لتصحوا بعد ذلك ولتجد انك تعيش في ارض الواقع نفسه ومع كل الاوقات بماضيها وحاضرها وتجد انك تتحدث من بيت الكرم والكرماء ومن مضيفهم وديوانهم العامر باهله وخيراتهم انه مضيف الشيخ محمد المربد...
هذا وقد حضر الدعوة عدد من الشيوخ والوجهاء منهم من محافظة بابل من بيت الشنيار ومن تلول الباج احد عوارف شمر الشيخ خميس ابن بگار الشمري.. ومن صلاح الدين..من اسديرة الادب والثقافة الشيخ ادريس الحاج ظاهر من عمامنا البونجاد..البوغزاة..
ومن القياره الشيخ جاسم الگصمي ومعه ابناء عمومته السيد مطلگ خلف العليوي والسيد عبدالجبار الروضان والشيخ عبدالرحمن الايوب......
ومن الشوره الملا منصور الشيخ جمهور والشيخ اشرف ونخبة طيبه معهم من وجهاء العشيرة...
وصاحب مضيف قبيلةالجبور الشيخ عواد ابوثائر....
والشيخ صالح العجل شيخ عشيرة الچوابنه وعدد كبير من وجهاء القوم وشخصيات المجتمع
إرسال تعليق