منتصف العمر

مشاهدات




الإعلامية ندى الكيلاني


ها أنت واقف مكانك 

منذ سنين و ربما دهور 

لا تعلم هل مازلت في قاع الماضي 

أم أنك تعيش و تتذوق لحظة الحاضر 

أم أنك مازلت تحلم و تتأمل بالمستقبل 

تقف حائرا عاجزا على هامش التقويم 

مكسور الأغصان مذبوح الرياحين 

تبحث في أغوار ذاتك عن شيء ما 

تبدأ منه أو ربما تنهيه بيديك 

تفتش في أوراق ذاكرتك 

التي لابد لها في كل يوم 

أن توقظك و تقول لك مابالك هل نسيت ؟؟؟ 

تصارع ماضيك بكل سواده 

و تحاول تخيل مستقبل مضيء 

تمارس هوايتك المفضلة 

بجلد ذاتك و حصر و عد أخطائك 

التي أوصلتك إلى كل ما أنت فيه 

تجلس كالعجوز البائس و تشاهد من حولك 

مع أنك مازلت في المنتصف 

و لعل ذلك هو الكارثة 

فلا تستطيع الرجوع و التعديل 

و لا تستطيع إكمال المسير 

تسافر في محيط أحلامك 

و لا تعلم الإتجاه و لا تعلم الشاطئ 

حاولت بكل جهدك متابعة المعركة 

و بذل المستحيل 

لكنك رغم كل بطولاتك 

بقيت من المهمشين 

أحيانا تشعر بأن الحظ خانك 

و القدر خانك و الحياة خانتك 

مع أنك لم ترتكب أي ذنب عظيم 

كل ما حولك يصر أن يوجعك 

و يؤكد لك أنك الخاسر الوحيد 

صحيح أن أمثالك كثر 

لكن في المقابل اللذين وصلوا 

كانوا أيضا كثيرين 

ترى لماذا هم و لست أنت ؟؟؟ 

هل هي عدالة الأرض 

أم عدالة السماء 

أم أنك لا تستحق 

و مكانك فقط معتقلات المستعمرين 

صحراء ورائك و صخور أمامك 

و أنت مقيد بالأشواك و الحديد 

هناك أشخاص داسوا على القيم و المبادئ لكي يصلوا 

لكنك أنت كنت و لازلت لا تريد 

و هناك أشخاص كانت خلفهم أيادي تدعمهم 

أما أنت فلا سلطة و لا حاكم و لا حتى مجد قديم 

تقف هكذا صامتا مطفأ 

و تسأل نفسك ترى هل الحياة 

تستحق كل هذا التقديس ؟؟؟ 

فحياتك و حياة أمثالك ليست سوى عبور سبيل 

و استمر إطلاق النيران حتى أصبحت مجرد 

لوحة من المومياء معلقة على حائط الزمن 

ينال منها غبار السنين 

 هل ياترى سيأتي يوم ما 

و تضخ الدماء فيها من جديد ؟؟

إنها قسمتك من الحياة 

إنها فلسفة الحياة 

إنها موت الحياة 

فكيف لك قهر الجليد 


0/أرسل تعليق

أحدث أقدم