د. حسنين جابر الحلو
كُنا نحاول أن ننسى أو نتناسا أياماً عاشها العراق ، بتفجيراتٍ تلو أخرى، وحاولنا أن نترك الخلاف من أجل الائتلاف ، ومررّنا العديد من الأمور لمراعاة العبور ، ولكن للأسف، لغة الحوار دائماً تضعف مع الفقراء ، وتقوى مع الأغنياء، وهكذا هو المحتاج إلى قوت يومه ، يجلس مبكراً ، ليحصل على فتات العيش ، من أجل سد رمق افواه تنتظر الحنان ، ولكنها في صبيحة الخميس ، فقدت الحلم ، أي حلم ؟ حلم هؤلاء الشباب ، الذين فكروا بمستقبل زاهر ، أو بمجرد عمل بسيط ، يقيهم من برودة شتاء عاصف ، تغيرت ملامح الحياة العامة ، فنقلت الحالة من الجمهوريين إلى الديمقراطيين ، ورجوع بعض الدول إلى محيطها الذي فقدته ، وصعود دول على حساب أخرى ، وارتفاع النفط والدولار ، والشاب العراقي ينفض غبار الفقر ، ليرى أشعة الخبز المستورد ، وهي تستر جوعه ، بعدما تعبت معدته من اكل ما لايؤكل ، وعلاجه لا ينفع بعد ، لأن العلاج أصبح بالدولار ، وقد ارتفع مع ارتفاعه ، ويصرح من لايعطِ ، بان الفقير لن يتأثر ، فتأثر وتناثر ، فأصبح الحلم حقيقة ، لأنه استبدل الحلم بالابدية ، وغير وجهة الذهاب إلى الآخرة بديلاً عن العمل اليومي ، الذي انهك قواه ، واتعب عقله من التفكير ، يصيح بأعلى صوته ، ألا من مجيب ، فلا مجيب ، كانت أبسط أحلامه، عمل بسيط ، وشارع نظيف ، حتى اصطدم بالواقع ، فلا عمل نظيف ، ولا حتى شبر على الرصيف ، حتى سرق الرغيف ، متى ما نجد شخص يقّدر الحال ، سيتغير حالنا وكما قال فولتير : ( أفضل حكومة ، هي تلك التي يوجد فيها أقل عدد من الأشخاص ، عديمي الفائدة ) ، فعلاً نحن بحاجة إلى أشخاص أكفاء، يغيروا الحال ، لنحقق أحلام الشباب الراحل ، ونحول عندها الحلم إلى حقيقة ، لتثمر أرض باب الشرقي وغيرها ، من أراضينا التي ارتوت بدماء بريئة ، بنتاج يبقى صامدا أمام المتغيرات .
إرسال تعليق