((أوطان ضيقة ))

مشاهدات



بقلم/ الأستاذة سحر صلاح الخزاعي


تلك مساحات شاسعة تعانق الآفاق !!

ولكن ليس من الغرابة حين تضيق بدفئها ..ربما تضيق بالأحلام والأمنيات أيضا .. والعيون تبقى شاخصة في المدى تترقب أملا ً علّه يأتي أو  علّه ينبيء بأحلام  مؤجلة .. مابين تلك الأمنيات والواقع سيل من الحيرة حين يمضي الوقت في ضياع  ...

الخطوات مرتبكة وهي تعد أياماً بلا هدف مرجو وواضح .. الأحساس بالعدمية واللاجدوى يتراكم ويتسع وقسوة الحياة تنشب انيابها بقوة .. ترقب مستقبل مليئ بالمفاجٱت ..

شباب يترك ترف الحياة لينغمس بالقلق وشابات وضعن طموحاتهن تحت عباءة الليل والفراغ ليتبعن الزمن المجهول..

الحروب تخلق اجيالا ً من التشرد والأمراض المجتمعية التي تتراكم يوما بعد ٱخر..

الحروب تبحث عن حطبها بعضهم مشاريع موت والآخرين مشاريع لمستقبل ضائع ، هكذا هي الحروب ليست سوى اجيال حين يفقد الأمل ينغمس في البحث عن مأوى ٱخر في مكان ٱخر أن يكون سوى منفى لاتعرف نتائجه.

العراق دولة تشبعت بالحروب والحصار وحرب طائفية امتدت على مساحته الواسعة فتشردت الناس داخليا وخارجيا بحثا عن الخلاص.

حروب انتجت اجيالا من الجهل والتشرد بين الأسواق بحث عن عمل يسد رمق العيش وربما التسول ايضا ً ابذي اناشر بشكل غير مسبوق  في اخطر تهديد لحقوق الطفولة في التعليم والأستقرار وانتهاك لابسط حقوق الأنسان .

فماذا يمكن ان يكون حال المجتمع وهو ينتج هكذا اجيال من الأطفال والشباب غير التخلف والتفكك.

بينما انتشرت مافيات المخدرات وباعة الحبوب المخدرة بشكل لافت للنظر بينما تقف الحكومة عاجزة عن ايجاد اي حلول وهي الغارقة بفساد لم يكن له مثيل على مستوى العالم والذي ساهم بشكل كامل في تهديم المنظومة الأقتصادية العراقية الذي يعتمد على النفط المتذبذب الأسعار حيث يشكل اقتصاد العراق اقتصادا احادي الجانب الذي افقده الاستقرار وخاضعا لمقدرات اسعار النفط.

غابت الحلول عن الحكومات المتعاقبة لأيجاد خطط مستقبلية لوضع حد لأنهيار الإقتصاد والمجتمع الذي يهدده التشرد في البلدان حتى اضطر بعضهم لبيع اعضاء جسده والمتاجرة بها حسب العديد من التقارير العالمية.

مجتمع انتشرت فيه الأمراض بعد انهيار المنظومة الصحية وزاد من ذلك نزوج الآف العوائل داخليا وخارجيا في مخيمات بسبب احتلال داعش والتي تفتقد ابسط مقومات العيش فيما تشير التقارير الى انتشار العديد من الامراض وانتشار السلوكيات التي تهدد بناء العائلة والتي هي عماد المجتمع حيث فقد الآلاف لفرص التعليم والعيش الصحيح.

وبهذا فإن المنظومة المجتمعية العراقية بحاجة الى خطط عاجلة وجهد دولي بعد ان عجزة الحكومات المتعاقبة من انتشال المجتمع وايقاف الإنهيار المستمر في الجوانب كافة بسبب انشغالها بالفساد والصراعات الجانبية ومصالحها الخاصة.

تقع على المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الأنسان المسؤولية الأخلاقية للقيام بواجبها الصحيح تجاه المجتمع العراقي لأن الأمور حين تخرج عن سيطرة الحكومات يكون من واجب هذه المنظمات القيام بمهماتها الأنسانية وبذل الجهود لإيجاد الحلول الناجحة بذلك.

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم