هل سنتمكن من إنهاء عصر المقاولة السياسية ؟

مشاهدات



محمد حمزة الجبوري


احدى الفترات الإجتـــماعية المؤلمة التي عـــــــــشنا لظاها أرتداء المنافقين للباس الدين والوطن ، بغية الإنتفاع الذاتي وأن كان الثمن سحق عظام البشر ونشر الرعب والغموض في الأوساط، بمعنى جعل هؤلاء “الخارجين عن القانون الإنساني” من الدين والوطن دكانا للارتزاق ومن الإسلام طلسما لبناء الأرستقراطية والنفوذ ، ومن شعارات الوطن وخدمة المواطن مدخلاً للسطو على المال العام وامتصاص الثروات التي تكفي لسكان المنطقة ،وقد وصل البعض لمبتغاه بسرعة الضوء ،واستطاع إستغلال الناس أبشع إستغلال وبحيل ابليسية؛

يقول الإسكندر المقدوني : (إذا لبس المكر لباس التقوى تحدث أكبر فاجعة في التأريخ ! ).

ما أشبه اليوم بالأمس، حدثت الكارثة وقتل ثلث العراق وبدد مال الأجيال العام، ما أود الوصول له هنا والآن وهو المفصل الهام لدي هو وصــــول هذه القوى المنافقة إلى مراكز القرار بخلفيات جاهلة لا تفقه من القاموس السياسي أبجدياته فضلاً عن خباياه، وأخذت تسقط عقدها على العمل السياسي ،ما سمح بتمدد أفكار طائفية وأخذت تستحضر رمزيات الماضي كي تستفيد منها في عملية “الاستقطاب السياسي” وأيهام الناس بأن لا مخلص لهم إلا ببقاء ما يسمى بالرموز الديــــــــنية في مقاليد السلطة لحماية شرع الله وأديانه من الإنهيار تحت ذرائع شـــتى منها قطع الطريق على العلمانيين والزنادقة والملحدين الطامــــــعين بالحكم والنفوذ، وهنا بث ثقافة “الخوف من القادم /فوبيا المستقبل الثقافة الأكثر تأثيراً في نفوس شعب غالبية العظمى مسلمة تخــــشى على عقيدتها وأرثها وثقافتها وامتدادها الحضاري.

أنجذر المشكلة الحالية في العراق هو “التسطح الفكري” لدى الغالبية والعــــــزوف عن فهم القضايا السياسية المعاصرة لذا لابد من الشروع في مشروع تثقيف الشارع سياسياً لقطع الطريق إلى أرباب “المقاولات السياسية” وبالتالي قطع الشوط الأول في مشروع صناعة الدولة .

مولانا السياسي أتخذ من هذا العامل النفسي والهاجس سبيلاً لتحقيق أهدافه الذاتية بيسر ،ومن يخرج على حكمه ومنهجه ويحاول التشكيك بأهليته للحكم سيكون مصيره أم أن يصلب وتقطع أطرافه من خلاف أو يزج في غياهب السجون لفترة ليست بقصيرة بتهمة “التمرد والتأمر” على العملية السياسية المقدسة وله أجندات ماسونية وما شابه من هذه التهم الجاهزة التي تماثل تهم وتلفيقات النظام الصدامي المجرم ، ذات مرة قالت لي لحية سياسية متخمة : لا تتعب نفسك لن تعود عقارب الزمن إلى الوراء . قلت له : العقارب لم تتحرك.

رد ساخرا : كيف؟

أجبته مجدداً : التحرك يعني تقدم الزمن وأزدهار الحياة وتطورها ..

بعد سماعه الرد الذي تزامن مع أنقطاع التيار الكهربائي ،صمت صمت القبور ولم ينبس ببنت شفة .

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم