يلوذ بالضجيج

مشاهدات



فاضل البدراني


في آخر أوقات مساء مغادر ومقبل على نهار جديد، كانت ليلة تتسم بسكينة آسرة لنفس لاذت بحثا عن الهدوء ونفرت من ضجيج الاتصالات ومواعيد الامسيات بمجالس الهوس والأمنيات، جلس في مكانه الذي يخلد فيه كل مرة للكتابة والتأمل والتفكير، نظر من شرفة غرفة أنيقة الى السماء فارتفعت يده بإيعاز روحاني داعية بالشكر لرافعها، سماء متغنية بغيوم متناثرة تغالب وهج النجوم، سماء جميلة تلتصق فيها الروح الباحثة عن الهدوء والأمان، تنفس بعمق طمعا بأوكسجين من نسمات جو شتائي بارد حتى هدأت روحه التائهة في غربة، مر شريط الذكريات والتقى بهم كلهم في ماض مغادر من زمان، لم تتبدل أشكالهم، ومع اللقاء خيم الصمت وربما هو الحزن ،نفر قلم الرصاص الذي تعلم به رسم الحروف في طفولته، نظر الى الورقة البيضاء شعر بالنقاء الذي يسكن روحه، وبينما أخذ يتلفت يمينا يسارا ويتساءل لماذا أجلس لوحدي، أينهم ذهبوا ؟ أخذ الحزن يتربص به ليفترس وجدانه المضطرب، عندها لجأ الى العبث وضجيج الموبايل حتى أستأنس بالفوضى واذا بصديق يتصل به ويعلو صوتهما ضحكة قوية.. شكرا للأصدقاء.

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم