كنت أ سير في شوارع لندن أفتش عن شكسبير و كولن ولسن وتشارلز ديكينز ، استوقفني تمثال رأسي للفيلسوف اليوناني سقراط، تأملت ملامح وجهه ربما اجد اجوبةً لأسئلتي التي طالما أرقتني عن موت فيلسوف طبَّقت شهرته الآفاق ، لكن طريقة موته كانت محيرة ، فقد قتله وعيه .
كان سقراط يؤمن بأن المعرفة يجب أن تكون متاحة للجميع، مخالفاً ما كان سائدا آنذاك ، إذ كانت المعرفة مقتصرة على طبقة النخبة والنبلاء ورجال الدين . فقد قام بعمل جبار حينما كشف زيف المقدس الوهم . فقد اعتقد سقراط أن الإلهَ الحقيقي يسكُن في الضمير ويظهرُ بالسلوك ، وليس بالطقوس ، لقد دعا الى تغليب العقل على الجهل والخرافة ، واعتبر ان رجال الدين يسوِّقون ثقافة تغييب العقل واستحضار الخرافة ، لذا هاجمهم بقوة وسفَّه افكارهم.
كانت محاولته تركِّز على الشباب ، لذا عمد الى تغيير المفاهيم السائدة ببث الوعي في المجتمع ، اي جعل المجتمع يفكر بدلا من ان يكون متلقياً ، فقد أشرك الجميع في التفكير .
هذه الفكرة لاقت استحسان المثقفين لكنها في الوقت ذاته واجهت غضب رجال الدين والسلطة ، بيد أن سقراط اصطدم بحاجزين الأول هو الشارع المؤمن إلى الاذقان برجال الدين، والثاني السلطة الغاشمة، التي تستند على تأويلات رجال الدين في بقائها وديمومتها ، فدخل في صراع معهم متسلحاً بإيمانه بفكرته .
لكن الفيلسوف اليوناني وعضو مجلس الشيوخ آنذاك ساقته أفكاره الى المحكمة التي حكمت عليه بحكمين ، اما بالنفي خارج البلاد او تجرع السم حتى الموت .
لم يتقبل سقراط فكرة النفي أي الهروب من المسؤولية وترك طلابه ومريديه يواجهون السلطة بل فضل تجرع السم على النفي ليكون مثالاً لكل من يحملون مسؤولية صناعة الوعي ،
كان سقراط وطنياً حد النخاع لم يهضم فكرة الابتعاد عن الوطن والتخلي عنه . لقد تجسدت محنة الوعي في حكمه ، لذا لم يكن الحكم على شخص سقراط بل هي محاكمة وعيه وعقله. فمن غير المستحسن أن يعمل العقل مادام هناك مؤسسة تعمل ليل نهار على التجهيل والتخلف لانه سيواجه ذات المصير الذي واجهه سقراط .
لكن السؤال الأهم هو: "هل يستسلم العقلاء الى الجهلة ام يحتَّم عليهم الواجب الإنساني الوقوف بوجههم " فقد جاء في المأثور ان زكاة العلم إنفاقه، وكذلك يقال "اذا ظهر الجهل على العالم ان يظهر علمه" ، هذا ما قام به سقراط تماماً.
إن ما تتعرض له مجتمعاتنا اليوم من محنة هي ذات المحنة التي تعرض لها سقراط ، فالوعي محاصر من كل الجوانب ومساحة العقلانية. تتقلص بفعل العقول المنغلقة التي تفكر باتجاه واحد ، لكن الاصرار و العزيمة والإيمان الراسخ بسلطة العقل جعلت من مسوِّقي فكرة التجهيل مرعوبون من أي فكرة عقلانية .
موت سقراط يعطينا صورة عن مسؤولية الوعي في المجتمع وما ينبغي ان يقوم به العقلاء والمثقفون ، لذا التصدي للخرافة وحركة التجهيل شرف كبير لا يناله الا ذو حظٍ عظيم
فللوعي مسؤولية كبرى،
كان سقراط في اقسى حالاته وقد حكم عليه بالموت لا يتوانى عن بث الوعي ، يحدثنا المشهد الاخير من حياته فيقول : فبينما تقدم اليه الحارس وهو في السجن، ماداً يدية بقنينة من سُم "الشوكران"، قائلاً :إليك ياسيدى، تَعْلَم ما عليك فعله، ثم صار يبكي و يقول "لم أعرف فى هذا المكان رجلا أنبل منك"، فيرد سقراط بسحبما رويَّ عن مشهد النهاية الذى جمعه بحارس السجن: وأنا اتمنى لك حظا سعيدا، ثم يتجرع السُم ويموت
خاض سقراط عدة معارك ضد السوفسطائيين ، الذين أرادوا تبديل قواعد الحق والباطل فى المجتمع، واعتمدوا فى ذلك على براعتهم فى قلب الحقائق، وحارب أيضا كل من تمسكوا بالخرافة والجهل وأرادوا نشرها فى مجتمعه، وتوفى عام 399 قبل الميلاد.
مات سقراط ولا زال المثقف يحمل خشبته على كتفه عله يجد من يصلبه عليها ، مات وبقي الوعي في محنةٍ عظيمة .
كان سقراط يؤمن بأن المعرفة يجب أن تكون متاحة للجميع، مخالفاً ما كان سائدا آنذاك ، إذ كانت المعرفة مقتصرة على طبقة النخبة والنبلاء ورجال الدين . فقد قام بعمل جبار حينما كشف زيف المقدس الوهم . فقد اعتقد سقراط أن الإلهَ الحقيقي يسكُن في الضمير ويظهرُ بالسلوك ، وليس بالطقوس ، لقد دعا الى تغليب العقل على الجهل والخرافة ، واعتبر ان رجال الدين يسوِّقون ثقافة تغييب العقل واستحضار الخرافة ، لذا هاجمهم بقوة وسفَّه افكارهم.
كانت محاولته تركِّز على الشباب ، لذا عمد الى تغيير المفاهيم السائدة ببث الوعي في المجتمع ، اي جعل المجتمع يفكر بدلا من ان يكون متلقياً ، فقد أشرك الجميع في التفكير .
هذه الفكرة لاقت استحسان المثقفين لكنها في الوقت ذاته واجهت غضب رجال الدين والسلطة ، بيد أن سقراط اصطدم بحاجزين الأول هو الشارع المؤمن إلى الاذقان برجال الدين، والثاني السلطة الغاشمة، التي تستند على تأويلات رجال الدين في بقائها وديمومتها ، فدخل في صراع معهم متسلحاً بإيمانه بفكرته .
لكن الفيلسوف اليوناني وعضو مجلس الشيوخ آنذاك ساقته أفكاره الى المحكمة التي حكمت عليه بحكمين ، اما بالنفي خارج البلاد او تجرع السم حتى الموت .
لم يتقبل سقراط فكرة النفي أي الهروب من المسؤولية وترك طلابه ومريديه يواجهون السلطة بل فضل تجرع السم على النفي ليكون مثالاً لكل من يحملون مسؤولية صناعة الوعي ،
كان سقراط وطنياً حد النخاع لم يهضم فكرة الابتعاد عن الوطن والتخلي عنه . لقد تجسدت محنة الوعي في حكمه ، لذا لم يكن الحكم على شخص سقراط بل هي محاكمة وعيه وعقله. فمن غير المستحسن أن يعمل العقل مادام هناك مؤسسة تعمل ليل نهار على التجهيل والتخلف لانه سيواجه ذات المصير الذي واجهه سقراط .
لكن السؤال الأهم هو: "هل يستسلم العقلاء الى الجهلة ام يحتَّم عليهم الواجب الإنساني الوقوف بوجههم " فقد جاء في المأثور ان زكاة العلم إنفاقه، وكذلك يقال "اذا ظهر الجهل على العالم ان يظهر علمه" ، هذا ما قام به سقراط تماماً.
إن ما تتعرض له مجتمعاتنا اليوم من محنة هي ذات المحنة التي تعرض لها سقراط ، فالوعي محاصر من كل الجوانب ومساحة العقلانية. تتقلص بفعل العقول المنغلقة التي تفكر باتجاه واحد ، لكن الاصرار و العزيمة والإيمان الراسخ بسلطة العقل جعلت من مسوِّقي فكرة التجهيل مرعوبون من أي فكرة عقلانية .
موت سقراط يعطينا صورة عن مسؤولية الوعي في المجتمع وما ينبغي ان يقوم به العقلاء والمثقفون ، لذا التصدي للخرافة وحركة التجهيل شرف كبير لا يناله الا ذو حظٍ عظيم
فللوعي مسؤولية كبرى،
كان سقراط في اقسى حالاته وقد حكم عليه بالموت لا يتوانى عن بث الوعي ، يحدثنا المشهد الاخير من حياته فيقول : فبينما تقدم اليه الحارس وهو في السجن، ماداً يدية بقنينة من سُم "الشوكران"، قائلاً :إليك ياسيدى، تَعْلَم ما عليك فعله، ثم صار يبكي و يقول "لم أعرف فى هذا المكان رجلا أنبل منك"، فيرد سقراط بسحبما رويَّ عن مشهد النهاية الذى جمعه بحارس السجن: وأنا اتمنى لك حظا سعيدا، ثم يتجرع السُم ويموت
خاض سقراط عدة معارك ضد السوفسطائيين ، الذين أرادوا تبديل قواعد الحق والباطل فى المجتمع، واعتمدوا فى ذلك على براعتهم فى قلب الحقائق، وحارب أيضا كل من تمسكوا بالخرافة والجهل وأرادوا نشرها فى مجتمعه، وتوفى عام 399 قبل الميلاد.
مات سقراط ولا زال المثقف يحمل خشبته على كتفه عله يجد من يصلبه عليها ، مات وبقي الوعي في محنةٍ عظيمة .
إرسال تعليق