محمود الجاف
من المُؤكد ان الزلزال الذي ضرب أهلنا في سوريا وتركيا أحزنني جداً . والأشد من الحزن هو الشعور بالعجز . الشعور بأنك لاتستطيع ان تفعل لهم شيئاً سوى الدعاء والمزيد من الألم .. كل ما يجري حولي سبب لي القهر الشديد .. والأشد انكم نسيتم إننا تحت الأنقاض منذ عام 2003 حتى الان !
أيتها الأخوات ، أيها الإخوة المُتعاطفون مع الدول والشعوب المنكوبة ..
أنا أحس بصخور الإحتلال تجثم على صدري منذ أمد بعيد .. وعندما ألتفت يمينا أو شمالا في كل لحظة أجد أبناء شعبي يئنون في كل مكان . قتلى أو جرحى أو جياع أو عراة . مُهجرين ومُهاجرين ومُعتقلين مظلومين ومغلوبين على أمرهم .. فقراء بكل ما تعنيه هذه الكلمة . فقراء حقيقيون لكنهم لاينطقون . صامتون . ينخر الشوق الى الطعام احشاء بعضهم . والأمية تحفر في عقولهم آبار اليأس . مزقت جيوبهم مخالب السراق . حتى باتت الدراهم تهوي الى الارض فور نزولها . هذا إن وُجدت الدراهم .. ظهر لدينا ألف صفا ومروة لكثرة ما نراه من السراب .. كل تلك المظاهر التي تعاطفتم معها أنا أراها .
الزلازل تختلف عن بعضها في الشدة والتدمير ..
وما حصل في العراق بشكل خاص والأمة بشكل عام هي مجموعة كبيرة من الهزات الإرتدادية التي خلّفت ملايين الضحايا والجروح الغائرة في النفوس .. البرد والخوف أهون مما نرى . والموت أفضل مما جرى . والذل في نفوس اهلكم وذويكم قد سرى . ولن يوقفه إلا نزيف المزيد من الدماء على الثرى ..
أقول ما أقول رغم علمي ان المنادي وإن صاح لن تسمعوه ..
ولن يصل أنينهم الى الصم في كل المدائن والقرى ..
وبعد الذي حصل .
هل سنفهم ونتعض ياترى ؟
إرسال تعليق