نزار العوصجي
مفهوم النجاح و الفشل لا يقتصر على جانب دون غيره ، فعلى سبيل المثال لا الحصر فان النجاح والفشل دراسياً يقاس بالدرجات ، اي ما يحصل عليه الدارس من مجموع ال100 ، ومتوسط ذلك هو ال50 ، فما زاد عن المتوسط يعتبر نجاح ، وما كان دونه يعتبر فشل ، و يطلق عليه مصطلح الرسوب ، لذلك يمنح الطالب الراسب فرصة ثانية لكي يجتهد فينجح ، و هذه الفرصة لا تكون ابدية ، بل انها محددة بسنتان ، قد تمتد الى ثلاثة سنوات في أحسن الضررف ..
النجاح و الفشل على صعيد السياسة له شأن اخر مختلف تماماً ، فالنجاح في العمل السياسي يتمثل بتحقيق الإنجاز الذي يرتقي بواقع البلد على كافة الإصعدة ، الاقتصادية ، الخدمية ، الصحية ، التعليمية ، الامنية و غيرها ، و بعكسه يعني الفشل في ادارة الدولة ، بمعنى اصح عدم القدرة على تولي المسؤولية و التعامل مع متطلبات المرحلة ، بما يحاكي تطلعات و أمال الجماهير في الحياة الحرة الكريمة ..
إن المعيار في قياس المنجز يكمن في النتائج المتحققة ، فالمهام التي يقوم بها المسؤول لها احتمالين فقط ، لا ثالث لهما ، إما النجاح أو الفشل ، و هذا يعني ان المسؤول هو من يتحكم بذلك بناءاً على اسلوب تفكيره ، الى جانب الثقة بالنفس ، المرونة ، الحزم ، الوضوح ، اضافةً الى ما يمتاز به من قدرة على العطاء ..
ان النجاح في العمل السياسي يستند بالدرجة الاولى الى الخلفية السياسية التي يؤمن بها ، مقرونةً بالأيمان بمبدء التضحية لخدمة الأخرين ، ذلك حين يؤمن السياسي إن مقياس النجاح الفعلي ليس في حجم مورده ، أو مقدار ما يجني و ما يكنز من اموال ، و ما يملك من عقارات ، قد يكون الحصول عليها على حساب النزاهة و الشرف و الكرامة و الأخلاق ..
في نفس السياق فان مقياس النجاح يعتمد على مدى استغلال المرء لمواهبه و إستثماره للفرص ، و قدرته على تجاوز العقبات التي تعترضه ، بذلك يكون قد نجح فعلاً في الوصول الى تحقيق الاهداف الوطنية التي يؤمن بها ..
هنالك نوع جديد من النجاح لم نألفه سابقاً ، يتصف به سياسيي مابعد الأحتلال ، يمكن تسميته النجاح الزائف ، حيث نرى ان جلهم يخال نفسه انه يسير في طريق الصواب ، لكنه في الواقع بعيد كل البعد عنه ، لا لشيئ سوى لانه تابع و ذيل ، غير قادر على التفكير لمجرد التفكير ، مقتنع بأن ما يخطط له اسياده أمر حتمي ، سيحدث عاجلاً ام اجلاً ، وان اي جهد لتغييره لا يرتجى منه خيراً ، ذلك ماهو إسوء من الفشل . لأن من يفشل في مسعى معين يمكنه إتخاذ خطوات لإصلاح وضعه ، او على أقل تقدير يتعلم من تجربته ، فيتحاشى الوقوع في نفس الخطأ مرةً اخرى ..
من الملفت للنظر ان الفاسدين الطارئين على السياسة ماضين في الحياة بدون هدف ، فنراهم حين يتراكم فشلهم ينظرون الى الوراء ليقولوا لقد أخطأنا ، كان يمكن ان نكون افضل لو فعلنا غير ذلك ، لذا نحن بحاجة الى فرصة اخرى ، متناسين ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، مع ذلك نجدهم مستمرين بالضحك على ذقون البسطاء من ابناء الشعب المغلوب على امره عبر اصدار فتاوى ما انزل الله بها من سلطان ، تبرر لهم افعالهم الدنيئة ، و هذا ما نحن فيه اليوم ..
عقدين من الفشل ، عشرون ( 20 ) عاماً من الضياع ، على يد ثلة مارقة من ( سياسيي الصدفة ) ، المتربعين على قمة هرم الفساد ، لا زالوا مستمرين في المطالبة بفرصة اخرى ، متبجحين بالاستحقاق الدستوري لما يسمى بالمكونات الطائفية ، و هم في حقيقة الامر لا يمثلون سوى إنفسهم و من معهم من المنتفعين ، الذين لا يشكلون رقماً يذكر بين الشرفاء من ابناء الشعب ..
نعم يتبجحون و كإن العراق قد إفرغ تماماً ، من النخب والكفاءات الوطنية ، القادرة على قيادة الدولة نحو الغد الأفضل ، متناسين ان العقدين المنصرمة أثبتت فشلهم بما لا يقبل الشك اطلاقاً ، فيعد ان اعادوا العراق الى عصر الجاهلية ، اوصلوه ليتبوء المرتبة الاولى في ترتيب الاسوء بين دول العالم الثالث ، و ليس العالم المتقدم ..
لسان حال العراقيين جميعاً يقول : ارحلوا بعيداً عنا ، غادرونا غير مأسوف عليكم ، لا بارك الله فيكم ، و بمن جاء بكم …
النجاح و الفشل على صعيد السياسة له شأن اخر مختلف تماماً ، فالنجاح في العمل السياسي يتمثل بتحقيق الإنجاز الذي يرتقي بواقع البلد على كافة الإصعدة ، الاقتصادية ، الخدمية ، الصحية ، التعليمية ، الامنية و غيرها ، و بعكسه يعني الفشل في ادارة الدولة ، بمعنى اصح عدم القدرة على تولي المسؤولية و التعامل مع متطلبات المرحلة ، بما يحاكي تطلعات و أمال الجماهير في الحياة الحرة الكريمة ..
إن المعيار في قياس المنجز يكمن في النتائج المتحققة ، فالمهام التي يقوم بها المسؤول لها احتمالين فقط ، لا ثالث لهما ، إما النجاح أو الفشل ، و هذا يعني ان المسؤول هو من يتحكم بذلك بناءاً على اسلوب تفكيره ، الى جانب الثقة بالنفس ، المرونة ، الحزم ، الوضوح ، اضافةً الى ما يمتاز به من قدرة على العطاء ..
ان النجاح في العمل السياسي يستند بالدرجة الاولى الى الخلفية السياسية التي يؤمن بها ، مقرونةً بالأيمان بمبدء التضحية لخدمة الأخرين ، ذلك حين يؤمن السياسي إن مقياس النجاح الفعلي ليس في حجم مورده ، أو مقدار ما يجني و ما يكنز من اموال ، و ما يملك من عقارات ، قد يكون الحصول عليها على حساب النزاهة و الشرف و الكرامة و الأخلاق ..
في نفس السياق فان مقياس النجاح يعتمد على مدى استغلال المرء لمواهبه و إستثماره للفرص ، و قدرته على تجاوز العقبات التي تعترضه ، بذلك يكون قد نجح فعلاً في الوصول الى تحقيق الاهداف الوطنية التي يؤمن بها ..
هنالك نوع جديد من النجاح لم نألفه سابقاً ، يتصف به سياسيي مابعد الأحتلال ، يمكن تسميته النجاح الزائف ، حيث نرى ان جلهم يخال نفسه انه يسير في طريق الصواب ، لكنه في الواقع بعيد كل البعد عنه ، لا لشيئ سوى لانه تابع و ذيل ، غير قادر على التفكير لمجرد التفكير ، مقتنع بأن ما يخطط له اسياده أمر حتمي ، سيحدث عاجلاً ام اجلاً ، وان اي جهد لتغييره لا يرتجى منه خيراً ، ذلك ماهو إسوء من الفشل . لأن من يفشل في مسعى معين يمكنه إتخاذ خطوات لإصلاح وضعه ، او على أقل تقدير يتعلم من تجربته ، فيتحاشى الوقوع في نفس الخطأ مرةً اخرى ..
من الملفت للنظر ان الفاسدين الطارئين على السياسة ماضين في الحياة بدون هدف ، فنراهم حين يتراكم فشلهم ينظرون الى الوراء ليقولوا لقد أخطأنا ، كان يمكن ان نكون افضل لو فعلنا غير ذلك ، لذا نحن بحاجة الى فرصة اخرى ، متناسين ان المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ، مع ذلك نجدهم مستمرين بالضحك على ذقون البسطاء من ابناء الشعب المغلوب على امره عبر اصدار فتاوى ما انزل الله بها من سلطان ، تبرر لهم افعالهم الدنيئة ، و هذا ما نحن فيه اليوم ..
عقدين من الفشل ، عشرون ( 20 ) عاماً من الضياع ، على يد ثلة مارقة من ( سياسيي الصدفة ) ، المتربعين على قمة هرم الفساد ، لا زالوا مستمرين في المطالبة بفرصة اخرى ، متبجحين بالاستحقاق الدستوري لما يسمى بالمكونات الطائفية ، و هم في حقيقة الامر لا يمثلون سوى إنفسهم و من معهم من المنتفعين ، الذين لا يشكلون رقماً يذكر بين الشرفاء من ابناء الشعب ..
نعم يتبجحون و كإن العراق قد إفرغ تماماً ، من النخب والكفاءات الوطنية ، القادرة على قيادة الدولة نحو الغد الأفضل ، متناسين ان العقدين المنصرمة أثبتت فشلهم بما لا يقبل الشك اطلاقاً ، فيعد ان اعادوا العراق الى عصر الجاهلية ، اوصلوه ليتبوء المرتبة الاولى في ترتيب الاسوء بين دول العالم الثالث ، و ليس العالم المتقدم ..
لسان حال العراقيين جميعاً يقول : ارحلوا بعيداً عنا ، غادرونا غير مأسوف عليكم ، لا بارك الله فيكم ، و بمن جاء بكم …
إرسال تعليق