هذا الصخب والهوس المرضي بالشفاه الكبيرة وضعا الصحة النفسية والجسدية لجيل كامل من الشابات أمام أخطار حقيقية، وأثر بشكل سلبي على حياتهن اليومية.
تبدّلت نظرة المجتمعات فجأة للشفاه الكبيرة التي طالما أُطلق عليها “الشلوفة” تهكما وسخرية من أصحابها، ولاحقتهم الكثير من النعوت السلبية والوصم الاجتماعي الذي جعلهم يشعرون كما لو أنهم أشخاص سيّئون. حتى أن بعض الفلاسفة اعتبروا أن الشفاه الممتلئة علامة على الحماقة، أما أصحاب الشفاه الرقيقة فهم في العادة من الأشخاص الفخورين بأنفسهم، وحدّدت هذه النظرة غالبا موروثات ثقافية وعنصرية، ترسخت عبر الأزمان والأجيال.
لكن في السنوات الأخيرة أصبح حقن مادة الفيلر والبوتكس لتكبير الشفاه هاجسا مشتركا بين معظم النساء من مختلف الثقافات والمجتمعات، تماشيا مع صور المشاهير والشخصيات المؤثرة، المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي والمسلسلات والبرامج التلفزيونية.
هناك قناعة لدى الكثيرات بأن نفخ شفاههن سيزيد من جاذبيتهن وسيثير إعجاب مَن حولهن، لكن في الواقع قد يحدث العكس. الأمر الذي دفع سيدة عراقية، ظهرت على شاشة التلفزيون بعباءتها وفوطتها، إلى السخرية من اللواتي ينفخن شفاههن بجملة “الحلو من أصله حلو، ونفخ الشفاه لا يزيده حلاوة”.
هذا الصخب والهوس المرضي بالشفاه الكبيرة وضعا الصحة النفسية والجسدية لجيل كامل من الشابات أمام أخطار حقيقية، وأثر بشكل سلبي على حياتهن اليومية، حتى أن البعض منهن لجأن إلى سلوكيات غير صحية من أجل أن تكون شفاههن فاتنة في نظر الآخرين.
قرأت تدوينة على تويتر تكشف تعمد مراهقة استخدام لسعات النحل لنفخ شفتيها، وهي طريقة مؤلمة جدا، لأن السم الذي تطلقه لدغة النحل يحتوي على بروتينات تؤثر على خلايا الجلد والجهاز المناعي، ما يتسبب في الشعور بالألم والتورم حول منطقة اللدغة.
وتنفق بعض النساء أموالا طائلة في سبيل الحصول على شفاه كبيرة، في محاولة للشعور بأنهن فاتنات، لكن لا يتحقق ذلك قبل أن يصبحن زبونات مخلصات لدى مراكز وعيادات التجميل، وقد يترافق ذلك مع مشاعر متقلبة، تتراوح بين الصعود والهبوط، جراء إحساسهن بالقلق والتوتر حيال ردود الفعل على مظهرهن الجديد.
وأصبح التوجه إلى غير المتخصصين خيارا مفضلا للكثيرات في عدة دول عربية، باعتباره خيارا أرخص وأكثر خصوصية، لكنه في المقابل ينطوي على المزيد من المخاطر، في ضوء أن معظم المواد لدى هؤلاء لا تتم مراقبتها للتثبت من استجابتها للشروط الصحية.
الآلاف من النساء انسقن وراء هذه الموجة لمجرد مسايرة الموضة، لكن ذلك لا ينفي أن إقدام البعض منهن على تكبير شفاههن غايته الأساسية الإغواء الجنسي وجعل الرجال يحدقن فيهن بشغفٍ وتلهفٍ، وقد لا يشكل هذا مفاجأةً كبرى على أي حال، فغالبًا ما يُنظر إلى الشفاه كرمز للشهوة الجنسية.
الكاتبة الأميركية نعومي وولف تحدثت في كتابها، الذي حمل عنوان “أسطورة الجمال: كيف تُستخدم صُوَرُ الجمال ضدَّ النساء”، عن “مصيدة” الجمال التي هدفها تقويض الحريات والحقوق العامة التي نالتْها المرأة في العقود الأخيرة؛ فالقيود الاجتماعية التي كانت تحاصر حياة المرأة صارت اليوم تحاصرُ وجهها وجسدها. بناء على ذلك طرحت وولف الإشكالية الأكبر التي تواجهها المرأة، فبعد أن كانت تناضل لأخذ مكانتها في المجتمع أصبحت تبحث عن مكانتها بين أجساد النساء الأُخريات.
في هذا العصر تعلّمنا أيضا ألا نحكم على الأمور من ظاهرها، فامتلاك شفاه كبيرة أو صغيرة ليس دائما أمراً يستدعي المبالغة في تغيير أشكالنا؛ ذلك أن التشبّه بقوالب الجمال الجامدة لا يتيح لنا فرصة إبراز شخصياتنا الحقيقية وتقديرنا لأنفسنا، ولا يكشف للناس الجانب المختلف فينا، الذي لا يمكن أن يروه بالعين المجردة. هناك أشياء أكثر أهمية من لون الوجوه أو شكلها الخارجي.
تبدّلت نظرة المجتمعات فجأة للشفاه الكبيرة التي طالما أُطلق عليها “الشلوفة” تهكما وسخرية من أصحابها، ولاحقتهم الكثير من النعوت السلبية والوصم الاجتماعي الذي جعلهم يشعرون كما لو أنهم أشخاص سيّئون. حتى أن بعض الفلاسفة اعتبروا أن الشفاه الممتلئة علامة على الحماقة، أما أصحاب الشفاه الرقيقة فهم في العادة من الأشخاص الفخورين بأنفسهم، وحدّدت هذه النظرة غالبا موروثات ثقافية وعنصرية، ترسخت عبر الأزمان والأجيال.
لكن في السنوات الأخيرة أصبح حقن مادة الفيلر والبوتكس لتكبير الشفاه هاجسا مشتركا بين معظم النساء من مختلف الثقافات والمجتمعات، تماشيا مع صور المشاهير والشخصيات المؤثرة، المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي والمسلسلات والبرامج التلفزيونية.
هناك قناعة لدى الكثيرات بأن نفخ شفاههن سيزيد من جاذبيتهن وسيثير إعجاب مَن حولهن، لكن في الواقع قد يحدث العكس. الأمر الذي دفع سيدة عراقية، ظهرت على شاشة التلفزيون بعباءتها وفوطتها، إلى السخرية من اللواتي ينفخن شفاههن بجملة “الحلو من أصله حلو، ونفخ الشفاه لا يزيده حلاوة”.
هذا الصخب والهوس المرضي بالشفاه الكبيرة وضعا الصحة النفسية والجسدية لجيل كامل من الشابات أمام أخطار حقيقية، وأثر بشكل سلبي على حياتهن اليومية، حتى أن البعض منهن لجأن إلى سلوكيات غير صحية من أجل أن تكون شفاههن فاتنة في نظر الآخرين.
قرأت تدوينة على تويتر تكشف تعمد مراهقة استخدام لسعات النحل لنفخ شفتيها، وهي طريقة مؤلمة جدا، لأن السم الذي تطلقه لدغة النحل يحتوي على بروتينات تؤثر على خلايا الجلد والجهاز المناعي، ما يتسبب في الشعور بالألم والتورم حول منطقة اللدغة.
وتنفق بعض النساء أموالا طائلة في سبيل الحصول على شفاه كبيرة، في محاولة للشعور بأنهن فاتنات، لكن لا يتحقق ذلك قبل أن يصبحن زبونات مخلصات لدى مراكز وعيادات التجميل، وقد يترافق ذلك مع مشاعر متقلبة، تتراوح بين الصعود والهبوط، جراء إحساسهن بالقلق والتوتر حيال ردود الفعل على مظهرهن الجديد.
وأصبح التوجه إلى غير المتخصصين خيارا مفضلا للكثيرات في عدة دول عربية، باعتباره خيارا أرخص وأكثر خصوصية، لكنه في المقابل ينطوي على المزيد من المخاطر، في ضوء أن معظم المواد لدى هؤلاء لا تتم مراقبتها للتثبت من استجابتها للشروط الصحية.
الآلاف من النساء انسقن وراء هذه الموجة لمجرد مسايرة الموضة، لكن ذلك لا ينفي أن إقدام البعض منهن على تكبير شفاههن غايته الأساسية الإغواء الجنسي وجعل الرجال يحدقن فيهن بشغفٍ وتلهفٍ، وقد لا يشكل هذا مفاجأةً كبرى على أي حال، فغالبًا ما يُنظر إلى الشفاه كرمز للشهوة الجنسية.
الكاتبة الأميركية نعومي وولف تحدثت في كتابها، الذي حمل عنوان “أسطورة الجمال: كيف تُستخدم صُوَرُ الجمال ضدَّ النساء”، عن “مصيدة” الجمال التي هدفها تقويض الحريات والحقوق العامة التي نالتْها المرأة في العقود الأخيرة؛ فالقيود الاجتماعية التي كانت تحاصر حياة المرأة صارت اليوم تحاصرُ وجهها وجسدها. بناء على ذلك طرحت وولف الإشكالية الأكبر التي تواجهها المرأة، فبعد أن كانت تناضل لأخذ مكانتها في المجتمع أصبحت تبحث عن مكانتها بين أجساد النساء الأُخريات.
في هذا العصر تعلّمنا أيضا ألا نحكم على الأمور من ظاهرها، فامتلاك شفاه كبيرة أو صغيرة ليس دائما أمراً يستدعي المبالغة في تغيير أشكالنا؛ ذلك أن التشبّه بقوالب الجمال الجامدة لا يتيح لنا فرصة إبراز شخصياتنا الحقيقية وتقديرنا لأنفسنا، ولا يكشف للناس الجانب المختلف فينا، الذي لا يمكن أن يروه بالعين المجردة. هناك أشياء أكثر أهمية من لون الوجوه أو شكلها الخارجي.
إرسال تعليق