زميلي مصطفى موظف في قسم السيطرة النوعية غاية في الالتزام والاجتهاد، وبالرغم من ظروفه المادية السيئة الا انه لم يمد يده للحرام ولم يدنس يده في رشوه، والجميع يعلم ان الموظفين في هذا القسم بإمكانهم ان يحصلو على مبالغ طائلة مقابل ان بيع ذمتهم لتجار الأغذية الفاسدة.
كان طموح مصطفى لا حدود له وحلمه في إكمال دراسة الماجستير أصبح هاجساً يراوده لسنين طوال.
وأخيرا قرر السير وراء حلمه وأمله في ان يطور من مستواه العلمي وبالتالي يكون اكثر نفعاً لبلده.
جمع كل مدخراته واستلف بعض المال كون الدراسات العليا في هذه الايام تحتاج الى ميزانية ضخمة.
ولكون تخصصه في مجال الهندسة الزراعية قسم الأغذية فقد قرر ان يعد بحثاً في مجال استخدام قشور الطماطم المستخدمة في صنع المعجون كعلف للحيوانات بدلاً من رميها.
وبعد الدراسة النظرية المطولة التي أكد فيها ان قشور الطماطه تعتبر مادة علفية ممتازة.
وعندما بدأ بالإعداد للدراسة العملية والتطبيق الفعلي لموضوع البحث كان عليه ان يبحث عن معمل لصناعة معجون الطماطم، اخذ يبحث في كل مناطق بغداد عله يجد ولو حتى مجرد ورشه صغيرة، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، في بغداد كلها لا يوجد معمل واحد لصنع المعجون.
لم ييأس مصطفى ولم يستسلم للإحباط بل اخذ يبحث عن اي معمل لصناعة المعجون في المحافظات.
بحث في محافظات الوسط بأكملها فلم يجد ، فتوجه للجنوب ولم يوفق ايظاً ، فأخبره صديقه انه قد سمع بوجود معمل صغير في أربيل.
وبالرغم من كل الصعوبات والتكاليف قرر مصطفى التوجه للبحث عن ذلك المعمل، وبعد عناء طويل وبحث مكثف عثر على المعمل ولكن مع الأسف وجده مقفل وبعد ان اتصل بمدير المعمل أخبره ان المعمل قد اغلق بسبب عدم وجود اي دعم حكومي ولوجود معجون مستورد بأسعار رخيصه كون المنتج رديء، وبسبب تكرر الخسائر على انتاج المعمل تقرر اغلاقه وعرضه للبيع.
حمل مصطفى اغراضه وعاد وفي داخله خيبات.
فهذا البلد المليء بالخيرات والثروات من شماله لجنوبه يفتقر لابسط الأساسيات والبنى التحتية وبعد ان كان بلداً منتجاً مصدراً أصبح خاضعاً تابعاً مستهلكاً معتمداً على انتاج الدول المجاورة التي ترسل اليه أردء ما لديها من انتاج بأسعار عالية.
ونجد الفلاح العراقي يشكو من إلاهمال وعدم وجود اي دعم من الحكومة بالأظافة الى عدم وجود اي تسهيل او تصريف للإنتاج الزراعي ويفضل عليه الإنتاج المستورد من دول الجوار التي تصدر منتجات مليئة بالكيماويات وتمتاز بعدم وجود اي نكهة او مذاق في حين ان المنتج العراقي يمتاز بجودته العالية.
وقد يضطر الفلاح العراقي الى اتلاف محصوله او رميه وذلك لعدم وجود اسواق داعمة ومعامل تستخدم تلك المحاصيل في انتاج العديد من المواد مثل معجون الطماطة والمربيات وغيرها، مما له دور مهم في تشغيل الأيدي العاملة وسد حاجة السوق ودعم المنتج الوطني وتقليل الاستيراد وتشجيع الزراعة ...الخ.
اليس الاولى إنشاء مصانع ذات اهمية ونفع دائم للبلد واقتصاده او اعادة تأهيل المعامل والمصانع التي عانت الإهمال لسنوات عدة اليس هذا أفضل من بناء مولات تجارية ومجمعات سكنية باهظة الثمن.
فأي بلد هذا الذي يفتقد الى ابسط المعامل، وبعد ان كان بلدا ينتج كل شيء أصبح يستورد كل شيء من الابرة للصاروخ.
كان طموح مصطفى لا حدود له وحلمه في إكمال دراسة الماجستير أصبح هاجساً يراوده لسنين طوال.
وأخيرا قرر السير وراء حلمه وأمله في ان يطور من مستواه العلمي وبالتالي يكون اكثر نفعاً لبلده.
جمع كل مدخراته واستلف بعض المال كون الدراسات العليا في هذه الايام تحتاج الى ميزانية ضخمة.
ولكون تخصصه في مجال الهندسة الزراعية قسم الأغذية فقد قرر ان يعد بحثاً في مجال استخدام قشور الطماطم المستخدمة في صنع المعجون كعلف للحيوانات بدلاً من رميها.
وبعد الدراسة النظرية المطولة التي أكد فيها ان قشور الطماطه تعتبر مادة علفية ممتازة.
وعندما بدأ بالإعداد للدراسة العملية والتطبيق الفعلي لموضوع البحث كان عليه ان يبحث عن معمل لصناعة معجون الطماطم، اخذ يبحث في كل مناطق بغداد عله يجد ولو حتى مجرد ورشه صغيرة، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، في بغداد كلها لا يوجد معمل واحد لصنع المعجون.
لم ييأس مصطفى ولم يستسلم للإحباط بل اخذ يبحث عن اي معمل لصناعة المعجون في المحافظات.
بحث في محافظات الوسط بأكملها فلم يجد ، فتوجه للجنوب ولم يوفق ايظاً ، فأخبره صديقه انه قد سمع بوجود معمل صغير في أربيل.
وبالرغم من كل الصعوبات والتكاليف قرر مصطفى التوجه للبحث عن ذلك المعمل، وبعد عناء طويل وبحث مكثف عثر على المعمل ولكن مع الأسف وجده مقفل وبعد ان اتصل بمدير المعمل أخبره ان المعمل قد اغلق بسبب عدم وجود اي دعم حكومي ولوجود معجون مستورد بأسعار رخيصه كون المنتج رديء، وبسبب تكرر الخسائر على انتاج المعمل تقرر اغلاقه وعرضه للبيع.
حمل مصطفى اغراضه وعاد وفي داخله خيبات.
فهذا البلد المليء بالخيرات والثروات من شماله لجنوبه يفتقر لابسط الأساسيات والبنى التحتية وبعد ان كان بلداً منتجاً مصدراً أصبح خاضعاً تابعاً مستهلكاً معتمداً على انتاج الدول المجاورة التي ترسل اليه أردء ما لديها من انتاج بأسعار عالية.
ونجد الفلاح العراقي يشكو من إلاهمال وعدم وجود اي دعم من الحكومة بالأظافة الى عدم وجود اي تسهيل او تصريف للإنتاج الزراعي ويفضل عليه الإنتاج المستورد من دول الجوار التي تصدر منتجات مليئة بالكيماويات وتمتاز بعدم وجود اي نكهة او مذاق في حين ان المنتج العراقي يمتاز بجودته العالية.
وقد يضطر الفلاح العراقي الى اتلاف محصوله او رميه وذلك لعدم وجود اسواق داعمة ومعامل تستخدم تلك المحاصيل في انتاج العديد من المواد مثل معجون الطماطة والمربيات وغيرها، مما له دور مهم في تشغيل الأيدي العاملة وسد حاجة السوق ودعم المنتج الوطني وتقليل الاستيراد وتشجيع الزراعة ...الخ.
اليس الاولى إنشاء مصانع ذات اهمية ونفع دائم للبلد واقتصاده او اعادة تأهيل المعامل والمصانع التي عانت الإهمال لسنوات عدة اليس هذا أفضل من بناء مولات تجارية ومجمعات سكنية باهظة الثمن.
فأي بلد هذا الذي يفتقد الى ابسط المعامل، وبعد ان كان بلدا ينتج كل شيء أصبح يستورد كل شيء من الابرة للصاروخ.
إرسال تعليق