إنشغل الرأي العام العراقي والعربي في سماع التسريبات المنسوبة لمجرم العصر المالكي والتي قام السيد علي فاضل و من خلال موقعه وحسابه على التويتر بنشرها متبعا أسلوب التقطيع والتشويق، ونظرية الصدمة والترويع علها تحدث تصدعاً ومجابهة بين الفرقاء وتسرِّع من إنهيار العملية السياسية في العراق، وربما قد أحدثت زوبعة و على مدار ست مقاطع قصيرة وأربكت اركان حزب الدعوة و قادة الإطار.
واليوم وبعد أحداث مجزرة زاخو والتي قد تكون مدبرة ومفتعلة للتغطية على تلك الفضائح فقد إستدرك السيد علي فاضل اللعبة بالإلتفاف على تسريباته وقبرها فلجأ الى نشر كامل الحلقة الممتدة ل 48 دقيقة، ولم يتم طرح شيئ جديد ملفت للنظر في باقي التسجيل عما جاء في التسريبات الستة الأولية، وليستمر الحديث حول نفس المحاور من اتهام وتخوين شركاء العملية السياسية بالتجسس لصالح السنة والكرد والطعن بمقتدى الصدر وأتباعه والتركيز بالعزف على وتر مناصرة المذهب وتشكيل المزيد من الفصائل والمليشيات وتسليحهم ودور مفتيهم( المرجع الميرزا!!!) ولا نعلم من هو هذا الميرزا الذي يقدسه المالكي وأقزامه ؟
والتأكيد على الطاعة العمياء خلف المرشد الإيراني والإئتمار بتوجيه الحرس الثوري وجهاز إطلاعات .
فهل ستحدث هذه التسريبات أمرا جللا أو ستحرِّك الشارع العراقي وتحدث إنشقاقات في العملية السياسية وسوقهم للقضاء وإقامة محاكم علنية ؟
في الحقيقة لا ننكر بأن المقاطع الأولية قد أحدثت في بادئ الامر صدمة في الاوساط الشعبية وحتى الرسمية منها، وانشغلت بها الفضائيات وغرف الاخبار والصحف و وسائل التواصل الاجتماعي.
لكنها سوف لن تحدث أي تغيير فوري يتوقعه الشعب العراقي للأسباب التالية :
1- إن نظام الحكم أساسا بُنِي على تكريس الطائفية والعنصرية والمحاصصة ومن الطبيعي أن تقتات هذه الطبقات عليها في ديمومة حكمها ولا يوجد حرج لديهم في التحدث بها سرا وعلنا فكل طرف يتاجر بمذهبه وقوميته وملته لتهييج العاطفة، وما يقلقهم من هذه التسريبات ليس محتواها بل كيفية إختراقهم وتتبعهم لهذا الحد ومن يقف وراءه!!
2- إن الصراع و التنافس بين جميع اركان الحكم والكتل والأحزاب وبكل اطيافهم وقومياتهم في العراق هو صراع مصالح والسعي بالبقاء في سدة الحكم لأطول فترة ممكنة، وليس هو تنافس شريف مبني على مبادئ رصينة من أجل بناء اركان الدولة على اسس متينة وبناء مجتمع متمدن والعمل على رفاهيته ..
3-نعم قد تحدث مثل هذه التسريبات زلزالا في اركان أي نظام لو كان ذلك الحكم وطنيا وتم اكتشاف أحد خيوط و حلقات الخيانة والتآمر عليه عندها ستهتز اركان الدولة وربما تتهاوى العملية السياسية برمتها !
لكن عندما يكون الجميع في بودقة واحدة ومن خليط متجانس من الخونة والعملاء و المجرمين وقطاعي طرق والفاسدين والجهلة وجمبع المؤسسات التنفيذية والتشريعية تحت سلطتهم وسطوتهم فلن يؤثر فيهم أي تسريب أو فضيحة سياسية بل حتى الأخلاقية منها، لأن بعضهم يعرف بعضا على حقيقته منذ ان كانوا في صفوف المعارضة وقبلها وبعدها، وإذا سلمنا أن أعلى درجات الخيانة هو خيانة الوطن فكل رذيلة بعدها تهون ولا تعني عندهم مهما عظمت من رذيلة بأنها منقصة او عيبا .
4- كما هو معلوم للجميع فإن الذي يتحكم في الملف العراقي بشكل مطلق هو النظام الإيراني وبالتأكيد فهو يتابع وبحذر شديد مجريات الأمور وستفعل إيران ما بوسعها لرأب هذا الصدع لأن الجميع هم خدمها وعبيدها إلا من رحم ربي ولم يتبوأ احد منهم مقعده الا بتزكيتها ، فستحاول غلق هذا الملف وستفرض عليهم الجلوس و التنازلات فيما بينهم بالترهبيب أو الترغيب وبالجزرة و العصا.
5-ولأن هذه الوجوه الكالحة هي من يمسك في حلقات الحكم في العراق على مدى عقدين من الزمن ولكونهم قد إستهلكوا وأصبحوا أوراقا محروقة فلم يعد بالإمكان تدويرهم فسيتم إبعادهم بهدوء عن مقاليد الحكم بل سيتم تغيبهم تماما عن المشهد السياسي بعد تنقية الأجواء وغلق كل الملفات ليقضوا باقي عمرهم في السحت الذي اكتنزوه.
6- يعتبر العراق مركز الثقل للمشروع الإيراني وهي أقوى اللاعبين فيه شئنا أم أبينا فلن نتوقع منها التراجع ولديها الخطط البديلة، ولن تنهار العملية السياسية في العراق بغياب المالكي ولا كل قادة الإطار ولا التيار بل حتى كل الوجوه ومن كل الطوائف و الكتل والاحزاب، لأنه وببساطة فإن نوع الحكم الحالي متمدد أفقيا وليس عموديا هرميا كما كان في العراق قبل احتلاله وفي كثير من الانظمة العربية السابقة والحالية ، والتي ما أن إنهار فيها الحاكم أو حزبه الأوحد إنهارت الدولة بأكملها، فاليوم هنالك عشرات الاحزاب والقيادات تعمل في الخط الثاني والثالث تدفع بهم فورا دون الإخلال بمشروعها.
لذا سنرى وجوها جديدة من الخط الثاني ستدفع بهم إيران الى الواجهة ليكملوا المسار المرسوم.
7- حقيقة لا اريد إحباط من يتطلع لإحداث تغيير في العراق لكنها وجهة نظر مبنية على ثوابت وقواعد لم تتغير منذ الإحتلال رغم ما اجتاح الشارع العراقي من احتجاجات واعتصامات وانتفاضات فسرعان ما يتم احتوائها تارة بالبطش وتارة بالوعود الكاذبة ودغدغة المشاعر ، لكن يبقى الأمل معقودا على تنامي الوعي والخروج من عباءة استعباد الفكر وتحرره من التبعية والخنوع الى فضاء الحرية والارتكاز على ثورة و وعي شباب تشرين ، ولن يحدث أي تغيير الا من الداخل، لأن الجميع قد إتفق على بقاء العراق ضعيفا مهمشا فلا تعولوا على الأعداء ابدا ..
واليوم وبعد أحداث مجزرة زاخو والتي قد تكون مدبرة ومفتعلة للتغطية على تلك الفضائح فقد إستدرك السيد علي فاضل اللعبة بالإلتفاف على تسريباته وقبرها فلجأ الى نشر كامل الحلقة الممتدة ل 48 دقيقة، ولم يتم طرح شيئ جديد ملفت للنظر في باقي التسجيل عما جاء في التسريبات الستة الأولية، وليستمر الحديث حول نفس المحاور من اتهام وتخوين شركاء العملية السياسية بالتجسس لصالح السنة والكرد والطعن بمقتدى الصدر وأتباعه والتركيز بالعزف على وتر مناصرة المذهب وتشكيل المزيد من الفصائل والمليشيات وتسليحهم ودور مفتيهم( المرجع الميرزا!!!) ولا نعلم من هو هذا الميرزا الذي يقدسه المالكي وأقزامه ؟
والتأكيد على الطاعة العمياء خلف المرشد الإيراني والإئتمار بتوجيه الحرس الثوري وجهاز إطلاعات .
فهل ستحدث هذه التسريبات أمرا جللا أو ستحرِّك الشارع العراقي وتحدث إنشقاقات في العملية السياسية وسوقهم للقضاء وإقامة محاكم علنية ؟
في الحقيقة لا ننكر بأن المقاطع الأولية قد أحدثت في بادئ الامر صدمة في الاوساط الشعبية وحتى الرسمية منها، وانشغلت بها الفضائيات وغرف الاخبار والصحف و وسائل التواصل الاجتماعي.
لكنها سوف لن تحدث أي تغيير فوري يتوقعه الشعب العراقي للأسباب التالية :
1- إن نظام الحكم أساسا بُنِي على تكريس الطائفية والعنصرية والمحاصصة ومن الطبيعي أن تقتات هذه الطبقات عليها في ديمومة حكمها ولا يوجد حرج لديهم في التحدث بها سرا وعلنا فكل طرف يتاجر بمذهبه وقوميته وملته لتهييج العاطفة، وما يقلقهم من هذه التسريبات ليس محتواها بل كيفية إختراقهم وتتبعهم لهذا الحد ومن يقف وراءه!!
2- إن الصراع و التنافس بين جميع اركان الحكم والكتل والأحزاب وبكل اطيافهم وقومياتهم في العراق هو صراع مصالح والسعي بالبقاء في سدة الحكم لأطول فترة ممكنة، وليس هو تنافس شريف مبني على مبادئ رصينة من أجل بناء اركان الدولة على اسس متينة وبناء مجتمع متمدن والعمل على رفاهيته ..
3-نعم قد تحدث مثل هذه التسريبات زلزالا في اركان أي نظام لو كان ذلك الحكم وطنيا وتم اكتشاف أحد خيوط و حلقات الخيانة والتآمر عليه عندها ستهتز اركان الدولة وربما تتهاوى العملية السياسية برمتها !
لكن عندما يكون الجميع في بودقة واحدة ومن خليط متجانس من الخونة والعملاء و المجرمين وقطاعي طرق والفاسدين والجهلة وجمبع المؤسسات التنفيذية والتشريعية تحت سلطتهم وسطوتهم فلن يؤثر فيهم أي تسريب أو فضيحة سياسية بل حتى الأخلاقية منها، لأن بعضهم يعرف بعضا على حقيقته منذ ان كانوا في صفوف المعارضة وقبلها وبعدها، وإذا سلمنا أن أعلى درجات الخيانة هو خيانة الوطن فكل رذيلة بعدها تهون ولا تعني عندهم مهما عظمت من رذيلة بأنها منقصة او عيبا .
4- كما هو معلوم للجميع فإن الذي يتحكم في الملف العراقي بشكل مطلق هو النظام الإيراني وبالتأكيد فهو يتابع وبحذر شديد مجريات الأمور وستفعل إيران ما بوسعها لرأب هذا الصدع لأن الجميع هم خدمها وعبيدها إلا من رحم ربي ولم يتبوأ احد منهم مقعده الا بتزكيتها ، فستحاول غلق هذا الملف وستفرض عليهم الجلوس و التنازلات فيما بينهم بالترهبيب أو الترغيب وبالجزرة و العصا.
5-ولأن هذه الوجوه الكالحة هي من يمسك في حلقات الحكم في العراق على مدى عقدين من الزمن ولكونهم قد إستهلكوا وأصبحوا أوراقا محروقة فلم يعد بالإمكان تدويرهم فسيتم إبعادهم بهدوء عن مقاليد الحكم بل سيتم تغيبهم تماما عن المشهد السياسي بعد تنقية الأجواء وغلق كل الملفات ليقضوا باقي عمرهم في السحت الذي اكتنزوه.
6- يعتبر العراق مركز الثقل للمشروع الإيراني وهي أقوى اللاعبين فيه شئنا أم أبينا فلن نتوقع منها التراجع ولديها الخطط البديلة، ولن تنهار العملية السياسية في العراق بغياب المالكي ولا كل قادة الإطار ولا التيار بل حتى كل الوجوه ومن كل الطوائف و الكتل والاحزاب، لأنه وببساطة فإن نوع الحكم الحالي متمدد أفقيا وليس عموديا هرميا كما كان في العراق قبل احتلاله وفي كثير من الانظمة العربية السابقة والحالية ، والتي ما أن إنهار فيها الحاكم أو حزبه الأوحد إنهارت الدولة بأكملها، فاليوم هنالك عشرات الاحزاب والقيادات تعمل في الخط الثاني والثالث تدفع بهم فورا دون الإخلال بمشروعها.
لذا سنرى وجوها جديدة من الخط الثاني ستدفع بهم إيران الى الواجهة ليكملوا المسار المرسوم.
7- حقيقة لا اريد إحباط من يتطلع لإحداث تغيير في العراق لكنها وجهة نظر مبنية على ثوابت وقواعد لم تتغير منذ الإحتلال رغم ما اجتاح الشارع العراقي من احتجاجات واعتصامات وانتفاضات فسرعان ما يتم احتوائها تارة بالبطش وتارة بالوعود الكاذبة ودغدغة المشاعر ، لكن يبقى الأمل معقودا على تنامي الوعي والخروج من عباءة استعباد الفكر وتحرره من التبعية والخنوع الى فضاء الحرية والارتكاز على ثورة و وعي شباب تشرين ، ولن يحدث أي تغيير الا من الداخل، لأن الجميع قد إتفق على بقاء العراق ضعيفا مهمشا فلا تعولوا على الأعداء ابدا ..
إرسال تعليق