تسقيط الرجل القدوة

مشاهدات

 




ابراهيم الدهش

من المواضيع المهمة والأساسية التي لابد من تسليط الأضواء عليها والوقوف عند  أسبابها ونتائجها وتأثيرها على المجتمع هي ظاهرة تسقيط رجل القدوة هذه الظاهرة السلبية وللأسف الشديد نخرت أشلاء المجتمع وتركت اثراً واضحاً في نفوس الجميع .. وقبل البحث في تفاصيل هذه الظاهرة المريبة لابد مّن معرفة مَن هو القدوة ..
فالقدوة عبارة عن الشخص والمثال الأعلى الذي يُقتدى به والنموذج المثالي في تصرّفاته وأفعاله وسلوكه ، بحيث يُطابق قوله عمله ويُصدّقه ، ويكون القدوة بالنسبة لأتباعه مثالاً سامياً وراقياً ، فيعملون على تقليده وتطبيق نهجه والحذو حذوه ، وينبع تقليدهم إياه من الإرادة والقناعة الشخصيّة للمقتدي، لا بالضغط الخارجي أو الإلزام من جهة القدوة بذلك ، والهدف من اتباع القدوة الرقي لأعلى مستوى من الأخلاق والتعامل والعلم .
خير قدوةٍ على وجه الأرض رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم الأنبياء والمؤمنين ، فقد كان رسول الله مربياً عظيماً وهادياً بأخلاقه وحكمته وسلوكه ، فهو قرآن يمشي على الأرض . قال تعالى ..
(لقَد كانَ لكم في رسول الله أُسوة حَسنة لِمن كانَ يرجو الله واليوم الآخِر وذكرَ اللهَ كَثيرًا) ..وهذا تعريف موجز عن الرجل القدوة ..
أما ظاهرة تسقيط الرجل القدوة ، فتبدأ من انطلاق ثورة التواصل الاجتماعي وسياسات العولمة، وتوجة القوى المعادية للأسلام الى انماط ووسائل جديدة في الحروب شكلت منصات التواصل الاجتماعي اهم واخطر اسلحتها ، وفق برامج ممولة وبأشراف مخابراتي متخصص ، يهدف الى احتلال العقول قبل البلدان ، وتخريب القيم والمعتقدات بحرب ناعمة لايكاد يخلو من اثارها بيت من بيوت المسلمين ،
ويعتبر التركيز على اسقاط القدوة الحسنة في المجتمعات و زعزعة ثقة الاجيال بقادتها ابرز سمات هذه الحرب فلا ينجو من هجمات هذه الجيوش الالكترونية احد ، اضف الى اللعب على حبال كل الفتن ، وخلق الازمات بغية تفكيك المجتمعات والقاء العداوة والبغضاء بين مكوناتها ، وفي الوقت ذاته سعت تلك البرامج الاعلامية الى صناعة مفاهيم وشخوص منحرفة وتسويقها كقدوة للشباب والناشئة ، وهنا تكمن الخطورة التي لازالت الجهات المسؤلة العليا من علماء و رجال دين ومن لهم شأناً في نفوس المجتمع يتحدثون ويوجهون في اكثر من محفل و في الخطب يحثون الدولة والقوى المجتمعية ومراكز القرار والمؤسسات الثقافية واهل الرأي والتأثير الى الحذر والاستعداد لهذا الغزو الثقافي ، وتطوير وسائل الدفاع والهجوم لهذه الحرب الناعمة التي لاتقل خطورة عن حرب المدافع والصواريخ ان لم تكن ابلغ منها .. اليوم علينا ومن موقع مسؤوليتنا سواء في الأسرة او اي موقع مسؤل صغيرا أم كبيرا الوقوف بوجه هذه التيارات التي عصفت بالمجتمعات العربية دون استثناء وأن نكون عيون ساهرة وسندا وسدا منيعا للرجل القدوة

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم