أجيال مهاجرة وصراع البحث عن هويتها

مشاهدات



سحر صلاح الخزاعي



يكاد نسبة كبيرة من دول العالم الفقير او تلك التي تعاني حكما دكتاتوريا  في محاولة لتغيير نمط حياتها نحو الرفاهية ونحو التحرر ولكن هذا العمل لايخلو من تاثيرات جانبية على الشخصيات المهاجرة حينما تحاول اولا الإنصهار داخل تلك المجتمعات المختلفة في الطبائع والسلوكيات والعادات والتقاليد .

فالكثير من المهاجرين يواجه الصعوبات في قدرته على التعايش والإنصهار مسببة له الكثير من الإشكالات والمشكلات الإجتماعية والنفسية وقد يستغرق الكثير منهم زمنا لتحقيق ذلك دون تحديد نسبة النجاح من فشلها.

ولا تقتصر مشكلات الهجرة عند هذا الحد بل إن مشكلة العوائل المهاجرة تظهر اكثر في كيفية تعاملها مع الإطفال الصغار اولئك الذين يولدون في المهجر او اولئك الذين هاجروا صغارا ومازالوا لم يتعرفوا ويهظمو عادات وتقاليد محتمعاتهم الأصلية حتى في اتقانهم للغة الأم.

هذه المفصل من حياة المهاجرين لايخلو من صعوبات كبيرة حينما تخلق قلقا للعوائل وكيفية التوفيق بين تعليم هذا الجيل لطبائع وعادات ولغة الأصل وبين تعلم الحياة الجديدة التي هي في الحقيقة الأكثر ارتباطا بحياة المهاجر.

فتتشتت الأفكار العائلية بين هاتين المفارقتين.

فيحصل هنا الكثير من الشد والجذب النفسي للعائلة المهاجرة وأطفالها وتكون عملية التوفيق بينهما ليس بالأمر الهين.

المحافظة على الجذور تكون ضرورة لدى العائلة ، وفي مقابل ذلك يكون الطفل الذي ينصهر في مدرسته ومحيطه غير قادر على أكتساب عادات لم يتعايش معها في مجتمعه الأصل وهو واقع تحت تأثير مجتمع ذو عادات وتقاليد اخرى 

ولذلك من الطبيعي ان يقع هذا الطفل تحت تاثير المجتمع الجديد وتبقى جهود الابوين عظيمة في محاولتها حقن ابنائها بالعادات الأصلية.

وفي جانب ٱخر تحرص العائلة دائما على إدامة ارتباطها باصولها وعدم الإنسلاخ منها واحيائها لدى اطفالهم وعدم تركها تتقاذفها رياح الإغتراب

العديد من المهاجرين يبقي ارتباطه وثيقا مع جذوره ومجتمعه الأصل ويبقى هاجس العودة ماثلا أمامه اذا ما تحسنت الأمور ربما في تفكير داخلي لتغيير وخدمة واقع بلده الأم

وهؤلاء في الغالب هم من يعانون صعوبة في عملية الإنصهار المجتمعي ولكن الذين تمكنوا من الإنصهار مع المجتمعات الجديدة يقل تفكيرهم بالعودة بعدما يعتاد ابنائهم على حياة جديدة لاتتشابه في الغالب مع الأصول.

ولكن يبقى لدى العوائل حرصا شديد لبقاء حبال التواصل مع مجتمعاتهم فتجدهم يحيون المناسبات التي تشير الى عاداتهم ويحاولون  دائما تعليمها الى ابنائهم وعدم تركها للنسيان فالمجتمعات لاتحب الانسلاخ من عاداتها بل تجد إن وجودها وتميزها يمكن في تلك العادات والتقاليد وإبراز الايحابيات منها.

في كل الأحوال تعاني العوائل المهاجرة أمر الصراع بين موروثها الثقافي وبين الواقع الجديد ومدى القدرة على التوفيق بينهما .

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم