انتشار الاميه في العراق في تزايد رغم مرور اربعة عقود على احتفاء اليونسكو بخلو العراق من الاميه

مشاهدات




اعداد   ا.د حسين الفراجي  

                                                                              


في عام 2002 شاركت في موتمر التنميه المستدامه في جوهانسبرغ ( Johannesburg) وكنت قد اعدت بحث حول التعليم المدمج التفاعلي ( Interactive blended learning) وكان العراق قد احتفل عام 1991 بخلو البلاد من الأمية، بعد أن أطلقت السلطات حملة واسعة للقضاء على الأمية منتصف سبعينيات القرن الماضي، وانخرط مئات الآلاف من كبار السن والشباب، الذين لم يلتحقوا بالمدارس في دورات مكثفة، وطبعت مناهج خاصة وشارك في التدريس عشرات الآلاف من المعلمين وشملت الحملة جميع مناطق العراق. ولكن من الموسف ان العراق يعاني اليوم من تزايد اعداد ونسب الاميه  حيث تشير التقارير التي أعدتها منظمة اليونسكو  والتي كشفت أن نسبة الأمية في العراق بلغت 30% من عدد سكان العراق  البال عددهم خمسة والثلاثين مليونا. أظهرت إحصائيات دولية أن هناك سبعة ملايين ونصف المليون أمي في العراق تراوح أعمارهم بين 15 و55 سنة ثلثاهم من النساء ما دفع منظمات عراقية ودولية لبدء حملة للقضاء على 50% من الأمية بحلول العام 2020.

ويبدو هذا الطموح كأنه محاولة للعودة إلى الوراء بعد أن كان العراق قد احتفل بالقضاء على الأمية منذ سبعينيات القرن الماضي تتويجا لحملة حكومية جعلت من العراق حينها أول بلد عربي ينجح في القضاء على هذه الظاهرة.. واليوم من المسؤول لاسبما وتنخر المحاصصه الطائفيه في جسد العراق الموسسي بعد ان تمكنت الطائفيه البغيضه الولوج في كافة الموسسات العراقيه لاسبما وان حضارة العراق تمتد الى مايزيد علي ثمانية الاف سنه وان التعليم بدا في العراق (نشأت مدارس حديثة تدرس المناهج وهي خاصة بالأقليات الدينية كمدرسة الأباء الكرمليين عام 1721  والمدرسة الكلدانية عام 1843  ومدرسة الاتحاد الإسرائيلي عام 1865  ثم اقدم مدحت باشا على انشاء أربع مدارس هي المدرسة الرشيدية المدنية والمدرسة الرشيدية العسكرية والمدرسة الإعدادية العسكرية ومدرسة الفنون والصنائع واعتمدت هذه المدارس اللغة التركية لغة رسمية لها وكانت هذه المدارس تدرس العلوم الحديثة كالجغرافية والتاريخ والرياضيات وبشكل جدي وكان ذلك سنة 1869 وقد وجدت تلك المدارس اقبال واسع من قبل الطلبة حيت تستقبل طلبة الكتاتيب لتهيئتهم في اغلب الأحيان كضباط في الجيش التركي .ثم لحقتها تأسيس مدارس شتى وفي مختلف مناطق العراق ابان نهاية الحكم العثماني خاصة في العهد الدستوري حيث انطلاق الوعي الذي ساد بعد بروز الحياة الدستورية وانتشار مفاهيم الإصلاح والتغيير ، برزت المطالبة بضرورة العناية بقطاع التعليم ، لا سيما وان المجتمع بدأ يعي جدوى التعليم وأهمية انخراط أبنائه في المدارس للحصول على مستقبل أفضل ، حتى أن افتتاح المدارس كانت مناسبة تحظى برعاية واهتمام الوجهاء والولاة، فخلال افتتاح كلية العراق الإسلامية “كلية الأعظمية” في شهر حزيران 1911 ? نظمت حفلة كبيرة وصفتها مجلة لغة العرب وكان قد حضر حفلة ترقيتها جمع غفير من أكابر البلدة ورجالها الأماثل من عسكريين وملكيين ومدنيين” .. وعلى الرغم من كل الملاحظات التي يمكن أن تؤشر على نظام التعليم العثماني ، إلا أن كل التطورات التي برزت في العهد الدستوري ، لم تكن لتحيد عن القانون الذي أصدرته الدولة العثمانية ، والذي أطلقت عليه قانون المعارف العام ” معارف عمومية نظامنامة سي ” في 20 أيلول 1869 والاستناد عليه في تنظيم شؤون المعارف في الدولة العثمانية وعلى مختلف المراحل الدراسية ابتدائي ، رشدي ، إعدادي.

وأزداد تأسيس المدارس ابان تلك السنوات من خلال مساهمات الأهالي المادية بعد شعورهم في أهمية التعليم خاصة من ميسوري الحال حيث حفزت الأوضاع الجديدة حماسة الوجهاء وأصحاب الأموال للتبرع بالمال بغية تأسيس المدارس حيث تبرع أهالي الهويدر من قرى بغداد بمبلغ (7715 ) قرش لتأسيس مكتب اهلي يساعد في تعليم أبنائهم العلوم والمعارف . اما الإنجازات الحكومية فقد برزت في حيز العمل حيث اقدم مجلس المعارف في الاستانة على تقديم الأموال لتأسيس المدارس ودور العلم حيث تم رصد (10600) ليرة لتأسيس دار المعلمين في بغداد حيث تم الاحتفال بوضع الأساس في 8/12/1911  فيما تم انفاق (35  الف ) قرش على طلبة المكتب الاعدادي الملكي في بغداد .ناهيك عن تاسيس مدرسة القانون في العراق عام 1908 والتي تعتبر النواة الاساسيه لكلية القانون .واليوم هنالك من يحاول النهوض بالتعليم في مستوياته قبل الثانوي والجامعي واعادة قيم التعليم العراقيه في اوربا وامريكا وبدانا بالفعل في تاسيس المدرسه الثانويه العراقيه في فيينا -النمسا والمجازه من وزارة التربيه وحتى التعليم الجامعي نعمل به منذ عام 2016م .كموسسة تعليم خاص جامعي معترف بها ضمن وزارة التعليم العالي النمساويه بعد ان بعنا مانملك في العراق  لاننا نجيد صنعة التعليم بخبره تفوق الأربعين عام ولكن الفاسدون والمحاصصه الطائفيه وقلة خبرتهم المهنيه والاكاديميه تدفعهم الى اختلاق الاكاذيب وصنع الحجج مستمر رغم اجراء امتحانات الثانويه العامه انجز وتحت اشراف ممثل من وزارة التربيه من بغداد تحملت كافة التكاليف ادارة المدرسه العراقيه وبدون اي تدخل في سير الامتحانات وتحت اشراف الاستاذ علاء الصحاف من وزارة التربيه مديرية التقويم والامتحانات . 

علما ان المدرسه انشئت بالتعاون مع السفاره العراقيه في فيينا عن طريق القنصل احمد فاضل الشوك عام 2018 واليوم السفاره لاتتعاون مع المدرسه او الجامعه تحت حجج واهيه لاتمت للواقع العلمي او البحثي باي صفه علما انه لايوجد ملحق ثقافي بل من يقوم مقام القنصل , ومع كل هذه الحواجز سوف نستمر المؤسسه في عطائها لانها تعمل وفق  معاير الاتفاقيه النمساويه العراقيه لعام 1972 والبروتكول العراقي النمساوي  والذي تم تجديده عام 2017 .وتبذل الجهود  لانشاء مدرسه اخري في دوله اوربيه وافتتاح فرع للجامعه في دوله اوربيه اخر لاسيما والتدريسين العراقيين سواء من مدرسي الثانوي او التعليم الجامعي هم مشروع عطاء دائم للدفاع عن الواقع التعليمي الذي تعلموه من حضارة وادي الرافدين  والله الموفق

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم