الوردة و قطرة الندى

مشاهدات



نرجس عمران 



في حديقة الحي مجموعة رائعة من الأزهار تتواجد مجتمعة تارة ومتفرقة تارة أخرى 

باستثناء زهرة نرجس صغيرة تنبت بجوار ساق أحد المقاعد  لذلك فهي وحيدة معظم الوقت  إلا صباحا حين  تزورها قطرة الندى وتلعب معها وتتزحلق على أوراقها حينا وتدغدغها حينا أخر فتسعد بها النرجسة وتضحكان كثيرا 

وهكذا تمضيان معا وقتا ممتعا سرعان ما ينتهي حين تودع قطرة الندى النرجسة لتكمل عملها في الجوار أو تعود مع البخار إلى السماء 

عندها تشعر النرجسة بالوحدة وتنتظرصباح اليوم التالي بشوق كي ترى قطرة الندى مجددا ،  وهكذا تولدت بينهمامحبة كبيرة ، لكن للأسف قطرة الندى لم تأت هذا الصباح

وفي صباح اليوم التالي لم تأت أيضا ولا في صباح اليوم الذي يليه مما أحزن النرجسة 

التي شعرت بالضيق و انحنت ذابلة على الأرض اتكأ رأسها على التراب من شدة الحزن والقلق على صديقتها 

أحست التربة بها فسألتها حبة تراب  :  لماذا أنت حزينة هكذا يانرجسة ؟ أجابتها بحزن  : لقد اشتقت  لصديقتي قطرة الندى كانت توقظني باكرا ونلعب معا وتحضر لي ماء نقيا ، لكنها  لم تأت منذ أيام .

 فأجابتها حبةالتراب : لكن الجو أحيانا لا يلائم قطرة الندى فتتغيب في البرد والحر  الشديدين إنها رقيقة جدا 

وقالت حبة تراب أخرى : أنت يجب أن تعتادي على غيابها فقد يطول لكنها بكل تأكيد ستعود  

قالت النرجسة : لكني أحس بالوحدة دونها وأشتاق لمذاق مائها 

فقالت حبات التراب معا  : لا عليك يانرجسة سنكون صديقاتك ولن تشعري بالملل 

سرت النرجسة وحاولت أن ترفع رأسها عن الأرض 

لكنها لم تستطع سألتها حبة التراب مابك ؟

 أجابتها النرجسة : إنني أحس بالعطش فمنذ غابت قطرة الندى لم أرتشف الماء أين هي الأن ؟ 

 أين أنت يا قطرة الندى ؟ ندى ..ندى...

 حاولت التربة مساعدتها ودفعها للأعلى لكن دون جدوى فبدأت تنادي معها ندى ..ندى .....

حتى الأطفال في الحديقة ينادون ندى .. ندى ...

ما الذي يحصل يا إلهي ؟ هكذا قالت حبة تراب مستغربة 

وإذ بقطرة  ماء تسقط فجأة على النرجسة فرحت بها جدا وأحست بالانتعاش ثم رفعت رأسها  وقالت لها :  أهلا بك ياصديقتي  كم  اشتقت لك ؟ 

 فقالت لها القطرة : وأنا اشتقت لك أيضا 

لذلك أتيت في غير موعدي  

قالت لها النرجسة : لقد اعتدت أن توقظيني  صباحا فمتى ستعودين لنمرح كالسابق ؟ 

قالت لها قطرة الندى : حين يصبح  الجو مناسبا سأعود حتما 

و لكني أحسست بأن أحدا يحتاجني لذلك جئت مع دموع  ندى الطفلة الصغيرة 

قالت النرجسة : طفلة أية طفلة ؟!

قالت لها قطرة الندى: إنها تجلس على المقعد 

نظرت النرجسة إليها فرأت طفلة تبكي والأطفال ينادونها ندى تعالي ....اقتربت منها أمها وقالت لها:  لاتبكي  ياصغيرتي ندى  هاقد وجدت لك الدمية ، فرحت ندى وأخذت دميتها  وركضت مسرعةنحو رفاقها .   

قالت النرجسة :  أنا أشكرك يا صديقتي فأنت وفية تساعدين الأخرين 

 قالت حبة  التراب : ألم أخبرك بأن قطرة الندى  ستعود بكل تأكد ؟! 

 قالت النرجسة :  نعم  سأكون بانتظارك  ياقطرة الندى  دوما  وفي كل صباح ترسل لها تحية  مع نسمات الهواء قائلة لها :  

ياقطرة...الندى 

تشتاقك الوردة 

قد أتى الصباح 

والموعد  ابتدا 


0/أرسل تعليق

أحدث أقدم