أنَغيلاَ مِيركّل... أمرأةَ مِن حَديد..

مشاهدات




ياسر إلياس


صادفّت خَلال حَياتّنا شخصيات عّديدة بَرزت للعَالم ظهَرت في مَجالات عّدة في السَياسة والأدبِ والشَعر والفَن والإنتاجِ والريَاضة والفَضاء والتكنّولوجيا... و الخ..

هذهِ الشَخصيات وضُعت بَصمة لهَا، جَعلت من العَالم أن يَخلدُها في التأريخ لأهمية ما قدمَوه للإنسانية جَمعاء.

واليُوم أسُلط الضَوء على شَخصيّة سَياسية واحِدة أنَجزت ما لم ينَجُزه العَديد من اقرّانها مَنذُ تَسلمِها زِمام السُلطة في بَلدها سّنة (2005) وهي المُستَشارة الألمانَية الدَكتوُرة بالفيّزياء الكّيمائية (أنغيلا ميرَكل), وهُنا لا أتَكلم عِن إنجَازاتها في بَلدهَا ولِكن ما قَدمُته للعالم و أولهم  ما قَدمُته للعَرب المُهاجرين إليها من بَلدان عرّبية عدّة مِنها العَراق وسَوريا ، وأغَلب المُهاجَرين من ضّنك العَيش فيها و احتَضُنتهم في بَلادها.

وكَانت هُي الرَاعية لهَم وأسهمتَ في إقناع دَول الإتحاد الأوربي بالحذو حَذوها في فَتح أبواب بُلدانهِم لآستقبال المضُطهدين في بلدَانهم.

واشُير أيضا" إلى إنَجاز آخَر وهَو مَجال إحَترام العـُلم والعُـلماء في بَـلدها حيثُ مَيّزت في تخصيِصاتها للمعيشَة بيَن  طَبقات المُجتمع المُختلفة .

ولا ننَسى مقُولتها الشَهيرة حِينَما إعترضَ عَليها ابَناء بَلدها عَند تَخصِيص الروّاتب لِفئات الناس كان الأعلى أجوراً هُم المُعلمين حيث قَالت عبَارتها المشُهورة :  ( هل نسَاوي الجَميع على مَن علمنّا ؟!) ، هذهِ العَبارة وحَدها تُهز الجِبال لقَوتها ومكانَتها في إحترام العَلم والعَلماء.

ومَنّذُ حدُوث جَائحة (كُورونا) لمَ تَنتظر ( مِيّركل) من أحد أن يكتَشف اللقُاحات المُضادة لهَذا الوبُاء بل أنفَقت المَلاييُن في دراسة البَحُوث والتَجارب على المُضادات إلى أن اكتَشف البَرُوفسور وزوجتهِ الدكتورة (ايّغور شَاهين ) اللقُاح وبَدأت الشّركات الألمَانية بتصنيعها وتوزيعه في الداخل والخارج.

واليَوم لفَت انتباهي خبر نشرته مواقعَ التُواصل الإجتماعي عن تكّريم السَيد الدكُتور ( إيّغور وزوجتهِ) . 

وليسَ هذا الشيء المُلفت للإنتَباه ولا التّكَريم لهذهِ الشَريحة المُهمة ولا لأهمَية الإنِجاز الذي هزَ العَالم ولكن  هو السَير  خلف السيد والسيدة ( إيّغور ) ... ، (وهي ذات المنَصب السياسي الأول في ألمانيا).

هذا يَدُل على أحَترامها للعَلم والعَلمُاء وأعَطائهم حَقهم المَبذُول لخَدمة البَشر .

وهَنّا أقول بَعد ما خَسرت ألمانيا الحربَ العالمية الثانية بدأت بإعادة ترمَيم البلاد بالتركيز على  التعليم و العلم ، وكانت سَـبّاقة في إنَـجازات كثَيرة بَصمت للعالم صناعاتها وتمُّيزها وهذا يدّل على حَرص الحَكومات المتَوالية في المُضي قُدما" على مَنهج تكريس البُحوث وتَمنية أفكار العُلماء وتطبيَقها.

هذا هُو سَر نَجاحَها ونجاح الدَول المتُقدمة.

ولا أرَيدُ أن أقَارن البلاد العربية أو بَلدنَا بِهم ، ولكَن أتسائل كم خِسرنا من كفَاءات استفاد منها الغَرب في تَطوير الذَات ؟ 

 لا أعتَقد أن أجَد رقَماً  أو مَقدارا لهذهِ الخَسائر  بالإضافة إلى الخسائر الأخرى المُتعددة .

و أخيرا" اخَتم بقَولهِ تعّالى ( أنَما يَخشَى اللهَ مَن عِبادهِ العُلماءُ).


0/أرسل تعليق

أحدث أقدم