حكومة الكاظمي ..من فشل في الملف الاقتصادي ..الى فشل ذريع في الملف الامني ..

مشاهدات



ثائرة اكرم العكيدي 


هل فشل الكاظمي حقا في مهمة لاستعادة هيبة الدولة؟ بعد فشله في الداء الاقتصادي، وفشله في حصر السلاح واخيرا الفشل الفضيع في الملف الامني والخروقات الامنية الكبيرة التي حدثت اخيرا  بتفجير انتحاري  مزدوج في ساحة الطيران بقلب العاصمة بغداد،

ان التداعيات الاقتصادية ومشاكل الموازنة  وملف كورونا وتحدي توفير اللقاح لعشرات ملايين العراقيين الذي تخلف العراق عن توفيره أسوة بباقي بلدان الجوار والعالم، والقصف الصاروخي الذي يستهدف اماكن حيوية بالعاصمة والسلاح الارهابي والسلاح المنفلت والخلافات السياسية وعدم وجود مرجعية وطنية قادرة على صناعة القرار الملزم للجميع وانفلات العشائر وشحة المياه في موسم جاف غير مبشر وتعطل الصناعة وتوقف الزراعة والكثير الكثير من الملفات المطروحة والتي لم تجد لها اي حكومة سابقة او حالية حلا او محاولة جدية لمعالجتها. فماذا تفعل الحكومة حيال هذا الواقع المر والاليم؟ وهل يستطيع السيد الكاظمي الوقوف على حل للمشاكل المطروحة او بعضها؟ أسئلة يمكن الاجابة عليها من حكومة اصبحت دائمية وغير انتقالية بحكم الواقع مع تأجيل موعد الانتخابات المبكرة من حزيران الى اكتوبر وقابلة للتآجيل مرة اخرى حتى نهاية الدورة البرلمانية الحالية.

ان مسك العصا من الوسط والتماطل ليست سياسة ناجحة في دولة مثل العراق كونه بات يقترب شيئاً فشيئاً من الانهيار الوشيك، لذا يجب على الكاظمي وحكومته العمل الحثيث مع رئاستي الجمهورية والبرلمان ومنظمات المجتمع المدني والنخب الأكاديمية والقطاع الخاص لتصحيح مسار العمل ومعالجة الإخفاقات والبدء الفعلي في الاصلاحات، في إطار خطة واضحة الأهداف والمعالم، فعامل الزمن بات يضغط بقوة ولم يعد أمام الجميع سوى بضعة أشهر لاغير للعمل بشكل جدي ومسؤول لحل الازمات القائمة وإنقاذ العراق وشعبه.

يعد الملف الأمني من اهم أعمدة الحكم وأن أي خلل يعتريه يؤدي الى انهيار نظام الحكم وبالتالي سقوط الدولة، لذا يجب على القائد العام للقوات المسلحة ان يعيد النظر في الأولويات الأمنية وان يبدأ بحصر السلاح بيد الدولة ويشرع بالسيطرة على الجماعات المنفلتة وعصابات الجريمة المنظمة، وتنفيذ ما جاء في البرنامج الحكومي بهذا الصدد، لضمان تحقيق الاستقرار الأمني، ومما لاشك فيه أن عزوف المستثمرين عن العمل في العراق مرده تراجع الوضع الأمني. 

منذ أكثر من سبعة عشرة عام والمشهد السياسي العراقي الجديد بكل تعقيداته يلقي بظلاله القاتمة على جميع مناحي الحياة العراقية وخصوصا الأمني منها ، فقد صار واضحاً لدى المواطن أن أية أزمة أو تقاطع سياسي أو اختناق في موضوع معين تنعكس في الشارع على شكل مفخخات وأحزمة ناسفة وتدهور أمني وأصبح الناس يهيئون أنفسهم لمثل تلك المشاهد. لكن شهد الوضع الأمني لفترة استقراراً امنياً نسبياً في الأشهر الستة الماضية وعمد القائد العام للقوات المسلحة من جانبه الى إجراء تغييرات في القيادات الأمنية واستحدث قيادة عمليات سومر لضبط الأمن في بعض المحافظات كل هذا لم يمنع المتسللين والارهابيين من اراقة دماء الابرياء .وجاء التصعيد الاخير لتنظيم داعش في عملياته المسلحة ضد عناصر الامن والحشد الشعبي في مناطق متفرقة وخاصة في المناطق الهشة في صلاح الدين توسعت  بطريقة تجعل المبادرة بيد تنظيم داعش، خاصة في مناطق مطيبيجة والمسحك ومكحول والعظيم وجزيرة سامراء وجزيرة الاسحاقي والثرثار وقرى شمال غرب بيجي والمثلث الصحراوي في نينوى والشرقاط، واخرها التعرض الذي حصل في صلاح الدين والذي راح ضحيته قيادي في الحشد واكثر من 20 من عناصره .

مازالت جيوش داعش في تلك المناطق،وهي مرتبطة عضوياً وهيكلياً بقواطع تنظيمية متمركزة أساساولا يزال التنظيم يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، وبدأ يعود تدريجيا لأسلوبه القديم في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات التي كان يتبعها قبل عام 2014

وعلى اثر هذه التطورات االتي حصلت قبل ايام  بدأت الان المرحلة الساخنة في العراق، وواضح أن هناك صراعاً جديداً بعد التفجير الذي حصل قبل ايام  وراح ضحيته العشرات م وان المرحلة الجديدة بدأت مع حادث استهداف مطار بغداد الدولي بالكاتيوشا مجدداً، وهذا الحادث يعطي رسالة تحدي عن عودة الجماعات المسلحة إلى ممارسة عملها الإجرامي، وإرسال رسائل أولية لحكومة بايدن، فضلاً عن التحدي الواضح والصريح للحكومة العراقية.

أن ما جرى من تغييرات للمناصب الأمنية مؤخراً من قبل القائد العام للقوات المسلحة، لا تقدّم ولا تؤخّر، وأنّها مجرد تدوير للوجوه  مبيناً بما ان الشخصيات الأمنية الجديدة هي ذاتها كانت جزءاً من القيادات الأمنية الفاشلة عبر سنوات مضت، وهي أيضاً جزء من الخلل الأمني المستمرّ، وقد ساهمت سابقاً في ضعف الأداء الأمني.

السؤال المطروح الان العملية الأمنية الاخيرة لجهاز مكافحة الإرهاب جرت بعد وقوع التفجيرين الانتحاريين، وحصدت نتائج جيدة بعد وقوع الكارثة، لماذا لم تتم قبل ذلك،وإذا كان الجهاز يعرف مواقع الإرهابيين لماذا لم يتحرك قبل الحادث المرعب في ساحة الطيران ببغداد.

 مازال الأمن والأستقرار مفقوداً في الشارع العراقي، والإرهابيون يصولون ويجولون في البلاد من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ينشرون الرعب بين المواطنين. العراق اليوم يواجه هجمة إرهابية عالمية شرسة، تحول بها الى ساحة حرب عالمية على الأرهاب الدولي، وساحة لتصفية حسابات الدول فيما بينها على أرضه.نحن نتوقع أن الأيام القادمة حبلى بما قد لا يحسب له الآخرون أهتمام.

 ان الوضع الأمني متأزم جداً ومازال مضطربا ونال الشعب العراقي الكثير من العذاب بسبب الإرهاب وعدم الاستقرار، ولا يتحمل المزايدات السياسية على أمنه والكسب السياسي الشخصي والفئوي على حساب المصلحة الوطنية.فهل هناك متسع من الوقت لكي تتدبر الحكومة العراقية وجميع الخيرين المتصدين من الكتل السياسية أمرها من أجل العراق والعراقيين..

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم