فانتازيا العصر (ملعون انترياس)

مشاهدات



علي النــــصير



من الجميل جدا ان تسافر الى عالم اخر عندما يتعلق الأمر بقراءة الروايات وخصوصا الروايات الحصينة الهادفة، فتتلذذ بسيناريوهاتها وطريقة رسم هيكلتها ورشاقة سردها فأدب الرواية ادب من نوع اخر ادب هادف بطرق سرديه مهندسة بأيادي كاتبها، وتعتبر جنسا ادبيا مؤثرا لذلك فن الرواية لا يقل أهمية عن ادب الثقافة والفن والكتابة والشعر وغيرها... لذلك نجد الكثير من القراء والكتاب لديهم اهتمامات كبيرة جدا بهذا الفن الروائي الحر، فكيف اذا تعلق الامر برواية فانتازيا من نوع حركي حديث ممتع؟ هكذا ابدعت الكاتبة مريم محمد في سرد مخيلتها الواسعة والرائعة في تقديم روايتها (ملعون انترياس) ب456 صفحة على طبق من ذهب لكي يستلذ بها محبي القراءة بكل سلاسة والتأمل معها لفانتازيا مطورة بصورة مؤثرة جدا من خلال اسطرها التي تجعل القارئ يلتهم اوراقها بلا شعور مسافرا مع الغاب السردي الذي رسمته الكاتبة لكي تجعل من القارئ بطلا مسكوبا على الورق أيضا..                                        

وفقت الكاتبة في جمال سرد روايتها وخصوصا التوفيق في اختيار ابطالها من كلا الجانبين الخير والشر، فكان خيالها يرسم عالما متكاملا مع مخلوقاته الغريبة والمنوعة و ظواهره الفريدة، فقدمت عملا ملحميا فنتازيا جاهزا للإخراج والمونتاج كدراما تلفزيونية حديثة، ولا ننسى طبعا رسومات شخصيات الرواية التي أعطت شكلا جذابا ورونقا لامعا للرواية لكي تقترب للقارئ تفاصيل الاحداث و المونولوج الحواري النفسي الخاص بالرواية، فجميعها أدوات نجاح استخدمتها الكاتبه بكل تقنيه بأسلوب قصصي مفتوح يجعل القارئ يتخيل معالمه حسب مخيلته وقوة تفكيره .                                                                             

رغم إطالة بعض الاحداث السردية التي يعتبرها بعض القراء مملة وروتينية الا انها سرعان ما تناست من اذهن القراء بسبب توالي الاحداث الدرامية والرومانسية التي ادخلتها الكاتبة بتوقيت صحيح مغازلة عقل القارئ الرومانسي وهذه تقنية رائعة كان سر تفوق الرواية وكاتبتها فنثرت سحرها بطريقة خياليه لتجعلها تحفة أدبية تتغزل بها رفوف المكتبات واعين القراء.                                                          

اما أسلوب الحوار والحوارية في محور الرواية فكانت سلسة على القارئ وهذا أيضا يحتسب لإبداع كاتبها، السرد الواضح هو الجسر المناسب الذي يصل بين عقل القارئ واحداث الرواية لذلك ابتعدت الكاتبة أيضا عن السرد الغامض الذي يشتت من تواصل احداث وحوارية الرواية بالنسبة للقارئ لذلك نجد معظم قارئي الرواية مستلذين في احداثها وحبكتها ضمن فانتازيا حديثة افرضت تقنياتها على الوسط الادبي.                              




لخصت الرواية ب 21 فصل وكان محتواها يختصر على الفانتازيا والغموض والاثارة والرومانسية، إضافة للنهاية المفتوحة التي تدهش القارئ أكثر وهذا أسلوب جديد في ادب الروايات الحديث حيث نجد نهاية (ملعون انترياس) مفتوحة الخيال والتفكير فيتشوق القارئ على معرفة ما حل او سيحل بكاثرين لاحقا؟ عنصر التساؤل ضروري جدا عند القارئ، فالكاتب الناجح هو من يبهر القارئ خصوصا عند خاتمة كتابه بأن يسأل نفسه ماذا قدم له هذا الكتاب او ما أهمية ما قام بقراءته مهما كان نوع الكتاب الذي بين يديه، فهنا أيضا نجحت الكاتبة على وضع علامة الاستفهام في خاتمة الرواية وجعلتهم ينتظرون صدور الجزء الثاني من نفس الملحمة بعنوان (صائدة الأرواح) في فنتازيا العصر الحديث.               


0/أرسل تعليق

أحدث أقدم