ياخة الرئيس

مشاهدات



كاظم المقدادي


في كل زيارة لرئيس وزراء عراقي الى الخارج .. علينا ان نحبس انفاسنا ، ونمرن اعصابنا ، ونرفع رأسنا الى السماء .. حتى لايحدث خطأ بروتوكولي متوقع .. لان السادة رؤساء الوزراء .. يتقنون التعالي ، والنفخة ، والكشخة .. وينسون بروتوكلات المعالي ، وسياقات الاستقبال والتوديع ، ولا ينتبهون…..

لكل كلمة يقولونها ، وكل حرف يخطونه ، وكل حركة يؤدونها .. فلقطات الكاميرا لا تسلم ، والتعليقات لا ترحم .. ومراقبة زائر رفيع المستوى ، غليظ الهوى .. تكون عادة مراقبة شديدة .. كيف يمشي ، متى يسكت ومتى يتحدث .. وان يبتعد عن اللعب .. بانفه ، ورفع سرواله ، واهمال ياخته .

المشهد المؤسف ..لصورة السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي .. وهو يسمح للرئيس التركي اردوغان بتعديل ياقته .. يبعث على الاشمئزاز والتندر .. ويدعونا الى ضرورة الانتباه والتدبر ، من مقالب الزيارات وزواياها المعتمة .

واتساءل هنا .. كيف سمح الرئيس التركي لنفسه ان يقوم بهذه الحركة الغريبة .. هل هي ( ميانة ) سياسية .. ام اشارة استعلائية ، مع رئيس دولة كبيرة مثل العراق .. وكأنه يتعامل مع احد الولاة الذين نصبهم على امصار الدولة العثمانية .

محزن فعلا .. ان يكون العراق العظيم ، بلد الحضارات والثقافات ، محل استصغار واستهزاء .. من قبل دول الجوار / تركيا وايران وبقية دول الخوار .. ناهيك عن امريكا التي تدخل وتخرج .. من دون استئذان .. وتكثر من التطاول على العراق بسليط اللسان .

المشكلة.. اننا ننسى .. ان اي حركة خارجة عن التقاليد والسياقات الدبلوماسية .. تنقص من قيمة العراق كدولة .. قبل ان تنقص من رئيس للدولة .

فهل يتعلم المسؤولون في معاهد .. البروتوكلات .. ويبتعدوا عن التجاعيد والعاهات ..قبل البحث عن مستشارين ومغامرين ، ومن ينطق باسمهم.. ومن يترأس مكاتبهم .. ومن يكيل لهم المديح .. ويشيد بعظمة ولاية البطيخ ..

0/أرسل تعليق

أحدث أقدم